أخفق منتخب عمان في تحقيق الفوز في المباراة الافتتاحية على أرضه وبين جمهوره الذي بلغ نحو 35 الف متفرج فسقط في فخ التعادل السلبي مع نظيره الكويتي أمس الأحد على استاد مجمع السلطان قابوس الرياضي ضمن منافسات المجموعة الأولى. ووضع لاعبو الكويت على أعناقهم "الكوفية الفلسطينية" لدى نزولهم ارض الملعب تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في معاناته من القصف الإسرائيلي في مدينة غزة. وكان المنتخب العماني بعيدا كل البعد عن مستواه المعهود الذي قدمه في الدورتين السابقتين وحتى في المباريات الودية التي خاضها استعدادا للدورة الحالية، وقد تأثر على ما يبدو بالضغط الجماهيري ومطالبته بإحراز اللقب فغابت مهارات لاعبيه وتمريراتهم القصيرة على مدار الشوطين. ويعتبر التعادل أشبه بالخسارة لمنتخب عمان الذي رفع شعارا واحدا هو الفوز باللقب بعد خسارته النهائي في النسختين الأخيرتين امام قطر والإمارات على التوالي، إذ تنتظره مواجهتان صعبتان أمام العراق والبحرين. في المقابل، تخطى "الأزرق"، صاحب الرقم القياسي بتسعة القاب، الآثار النفسية لتجميد نشاط الاتحاد الكويتي لفترة قبل أن يرفع عنه مؤقتا قبل انطلاق البطولة، ولم يتأثر أيضاً بالتصريحات التي قللت من شأنه كونه لم يستعد جيدا، فصمد في الدقائق الاولى وجارى منافسه طوال الشوط الاول، ثم كان الاخطر والاكثر حصولا على الفرص في الثاني وكاد يهز الشباك في اكثر من مناسبة. وجاء مستوى الشوط الاول عاديا جدا باستثناء ربع الساعة الأول الذي شهد اندفاعة للمنتخب العماني بكل خطوطه قابلها دفاع كويتي حاول دون اختبار جدي للحارس نواف الخالدي، وتراجع المستوى بشكل لافت عقب ذلك في مشهد لا يغيب كثيرا عن مباريات الافتتاح. وتحمل الدفاع الكويتي عبئاً كبيراً في بداية المباراة حيث بان سعي اصحاب الارض الى تسجيل هدف مبكر فكانوا الاكثر سيطرة على الكرة ولكن من دون خطورة فعلية على مرمى الخالدي. وكانت اولى المحاولات المباشرة على المرمى الكويتي من كرة قوية لاسماعيل العجمي في الدقيقة العاشرة. وكان المنتخب الكويتي يفاجىء منافسه بهدف السبق خلافا للمجريات اثر كرة متقنة من بدر المطوع الى احمد عجب الذي كسر مصيدة التسلل وسددها على يمين مرمى الحارس علي الحبسي (11). وهبط ايقاع المباراة بعد ربع الساعة الاول فغابت المحاولات وانحصر اللعب في وسط الميدان وان بقيت الافضلية للعمانيين الذين اعتمدوا على التمريرات العرضية خصوصا من الجهة اليسرى لكن الدفاع الكويتي بقي متيقظا لها. وحاول العجمي مرة ثانية من كرة وصلته داخل المنطقة من الجهة اليسرى فسددها قريبة من المرمى (20). وانطلق العمانيون بهجمة من الجهة اليسرى مرر على اثرها احمد حديد كرة امام المرمى وصلت الى حسن ربيع الذي تابعها قوية بيسراه مرت قريبة جدا من القائم الايمن لمرمى الخالدي في اخطر محاولة منذ انطلاق المباراة (36). وبدأ الشوط الثاني على ايقاع هجمة كويتية خطيرة اثر كرة من الجهة اليسرى وصلت الى رأس احمج عجب فتابعها ببراعة لكن علي الحبسي كان لها بالمرصاد وحولها الى ركلة ركنية (50). ورد العمانيون بفرصة هدف محقق بعد خمس دقائق اثر هجمة منسقة مرر منها احمد مانع كرة من الجهة اليسرى امام المرمى مباشرة حيث المتابع حسن ربيع فسددها قوية لامست القائم الايمن لمرمى الخالدي. وأوقف الحبسي مفعول كرة كويتية كان يمكن أن تثمر هدفا حين وصلت كرة من هجمة مرتدة إلى أحمد عجب فاخترق المنطقة وحاول ايداعها داخل الشباك لولا تصدي الحارس له (54). وتوالت الفرص حيث تهيأت كرة أمام هاشم صالح على حافة المنطقة فسددها باتجاه المرمى لكنها كانت ضعيفة في متناول الخالدي (56). وضل أحمد عجب طريق المرمى مرة أخرى حين وصلته كرة على طبق من فضة على باب المرمى مباشرة لكنه أكملها قريبة من القائم الأيمن لمرمى الحبسي (69). وجرب حسن ربيع حظه بكرة "أكروباتية" من حدود المنطقة علت العارضة (75)، وتابع أحمد عجب هوايته في إهدار الفرص فلم يحسن الاستفادة من كرة وصلته من الجهة اليمنى فتابعها عالية عن المرمى بعد دقيقة واحدة. وحاول مدرب منتخب عمان الفرنسي كلود لوروا خطف الفوز في الدقائق الأخيرة بإجراء التعديلات التي اعتبرها مناسبة لكن الحارس نواف الخالدي احبط خططه بتصديه ببراعة لانفراد من هاشم صالح قبل نهاية الويت الأصلي بسبع دقائق. شهدت الدقائق الأخيرة استحواذاً عمانياً على الكرة لكن مع محاولات عقيمة لم تغير في النتيجة. فوز البحرين على العراق حقق منتخب البحرين بداية واعدة بفوزه على نظيره العراقي سىء الحظ 3-1 في ختام الجولة الاولى من منافسات المجموعة الاولى وسجل عبدالله عمر اسماعيل (28) ومحمد السيد عدنان (59 من ركلة جزاء) وعبدالله صالح الدخيل (90+2) اهداف البحرين، ويونس محمود (81 من ركلة جزاء) هدف العراق. وتصدرت البحرين ترتيب المجموعة برصيد ثلاث نقاط، مقابل نقطة واحدة لكل من عمان والكويت، وانهى العراق الجولة الاولى في المركز الاخير من دون اي نقطة. وتقام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاربعاء المقبل فتلعب عمان مع العراق، وتلتقي البحرين مع الكويت. وهو الفوز الاول للبحرين على العراق في 7 مواجهات جمعت بين المنتخبين حتى الان في دورات كأس الخليج مقابل 4 هزائم وتعادلين. ومع ان المنتخب البحريني كان الطرف الافضل على مدار الشوطين ونجح في تنظيم العديد من الهجمات والوصول الى المرمى المنافس بسهولة، فان المنتخب العراقي بطل اسيا كان سىء الحظ، فاكمل الشوط الاول منذ منتصفه تقريبا بعشرة لاعبين بعد طرد هيثم كاظم لنيله انذارين، ثم اكمل المباراة منذ الدقيقة 69 بتسعة لاعبين بعد طرد حارسه نور صبري ببطاقة حمراء لاعتراضه الخشن طريق عبدالله اسماعيل. هذا فضلا عن تعرض نشأت اكرم الى اصابة قد تكون خطيرة اضطرته الى مغادرة ارض الملعب. وكان المنتخب البحريني صاحب الافضلية في بداية المباراة وكاد يفتتح التسجيل عبر محمد سالمين، لكن سرعان ما استعاد العراق زمام المبادرة وفرض سيطرته بقيادة نشأت أكرم ويونس محمود لكن النقص العددي في صفوف كان نقطة تحول في المباراة واستغلها ليفتتح التسجيل. وكانت اولى الفرص للبحرين اثر ركلة ركنية تابعها سالمين برأسه فوق المرمى (4)، ورد العراق بتسديدة لقصي منير من خارج المنطقة لكنها كانت ضعيفة بين يدي الحارس البحريني سيد محمود جعفر (6). وأنقذ الحارس سيد جعفر مرماه من هدف محقق عندما ابعد تمريرة عرضية لمهدي كريم من امام نشأت أكرم المندفع من الخلف (17). وكاد عبدالله عمر اسماعيل يمنح التقدم للبحرين عندما توغل داخل المنطقة لكنه تباطأ في التسديد فارتطمت كرته باحد المدافعين والتقطها الحارس نور صبري (18)، وأخرى لاكرم زاحفة تصدى لها جعفر ببراعة (22). وتلقى المنتخب العراقي ضربة موجعة بطرد لاعب وسطه هيثم كاظم لتلقيه الانذار الثاني (25). واستغل المنتخب البحريني النقص العددي بعد 3 دقائق اثر هجمة منسقة قادها محمد سالمين الذي مرر كرة على طبق من ذهب الى سلمان عيسى المتوغل داخل المنطقة بعدما كسر مصيدة التسلل فهيأها لنفسه على صدره ومررها ارضية زاحفة الى عبدالله عمر الذي تابعها بسهولة داخل المرمى الخالي (28). وازدادت محن العراق باصابة مدافعه اسم عباس فاضطر مدربه البرازيلي جورفان فييرا الى تبديله بخلدون ابراهيم. وبدأ المنتخب البحريني الشوط الثاني بهدوء وتنظيم محاولا الاستفادة من النقص العددي لنظيره العراقي وتعزيز تقدمه لحسم النتيجة مبكرا فحصل على ثلاث فرص في الدقائق الاولى. وتهيأت كرة امام محمد سالمين لكنه سددها برعونة بعيدة عن المرمى بعد انطلاق الشوط بقليل، ثم سدد علاء حبيل كرة قوية من نحو 25 مترا تابعت طريقها على مقربة من القائم الايمن لمرمى نور صبري (48)، وتلقى علاء حبيل ايضا كرة في الجهة اليمنى للمنطقة فاكملها قوية ابعدها الحارس العراقي الى ركلة ركنية بعد دقيقتين. ولازم سوء الحظ المنتخب العراقي في هذه المباراة بعد تعرضه الى ضربة موجعة باصابة نجمه نشأت اكرم في الدقيقة 54 اثر احتكاكه بالبحريني محمد السيد عدنان فخرج من الملعب متألما لتلقي العلاج فعاد بعد دقائق لكنه لم يقو على متابعة المباراة فاضطر المدرب البرازيلي جورفان فييرا الى اخراجه واشراك كرار جاسم بدلا عنه في الدقيقة 61. وما كان ينقص المنتخب العراقي سوى حالة طرد ثانية واهتزاز شباكه مرة ثانية ايضا. ففي الدقيقة 65، تلقى عبدالله اسماعيل كرة بينية في المنطقة العراقية فشق طريقه نحو المرمى لكنه تعرض الى العرقلة من الحارس نور صبري فتسبب بركلة جزاء ولحق بزميله هيثم كاظم اثر نيله بطاقة حمراء ليكمل العراقيون المباراة بتسعة لاعبين. وما كان من فييرا الا ان اخرج لاعبا من الميدان هو مهدي كريم لاشراك الحارس الاحتياطي محمد قاسم الذي ارتمى على الجهة التي سدد اليها محمد السيد عدنان كرته من ركلة الجزاء لكنها كانت سريعة واستقرت في الزاوية اليمنى معلنة الهدف الثاني (69). وحصل العراق على ركلة جزاء غير واضحة اثر اعتراض حسين علي ليونس محمود داخل المنطقة فسددها يونس الكرة بنفسه ووضعها بقوة في الزاوية السرى (81). واهدرت البحرين فرصة ثمينة لتسجيل هدف ثالث قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة عندما مرر سلمان عيسى كرة رائعة وهو على الارض الى عبدالله اسماعيل الذي اطاح بها عاليا، لكن الهدف لم يتأخر وجاء بعد دقيقتين حين مرر المخضرم طلال يوسف كرة الى سلمان عيسى في الجهة اليسرى فعكسها امام المرمى حيث تابعها البديل عبدالله الدخيل في المرمى بسهولة.