قال معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب إن العلاقة بين الكويت والمملكة علاقات متميزة كما أن التشاور دائم ومستمر بين صاحب السمو الشيخ صباح أمير البلاد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك لمصلحة الأمة العربية والإسلامية والخليجية. وقال معاليه في حديث خص به "البلاد" إن الاعلام الخليجي يسلك مساراً صاعداً منذ نشأته وهو مسار صعود يحقق بفضل الوعي الكبير لأهمية الإعلام في هذا العصر. وأضاف بأننا في الكويت نسير بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل بمشيئة الله.ونوه بالانتخابات الحالية بأنها مرحلة بسيطة من مراحل البنيان الديمقراطي الذي تعيشه الدولة. كما تمنى معاليه للإخوان في سوريا ومصر أن يختاروا ما هو أفضل لهم ولأمتهم وأن يتحقق الاستقرار بأسرع وقت ممكن. وجاء اللقاء مع جريدة البلاد السعودية والمجلس الخليجي للإعلام كالتالي: تتسلمون مسؤولياتكم كوزير للإعلام في وقت هام جداً وفي إعلام يجمع الماضي بالحاضر تكنولوجياً كيف ترون معاليكم الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في الوقت الحاضر؟ الإعلام في الوقت الحاضر اكتسب أهمية مضاعفة تتجاوز ما كان يمثله في الماضي ولعل التداخل الكبير بين الإعلام والتطور التكنولوجي الهائل قد أعطى أهمية أكبر وتأثير أوسع مقارنة بالماضي وهذا الأمر يدفعنا للاهتمام بكل ما تجود به التكنولوجيا الحديثة لخدمة الرسالة الإعلامية للكويت بناءاً على الاحصائيات الحديثة التي تؤكد تأثير الشريحة الأكبر وهم الشباب بما يتم تداوله من أخبار ومعلومات من خلال وسائل الاتصال الحديث فقد اظهرت الدراسات أن شباب دول مجلس التعاون الخليجي يقضون 80% من أوقات فراغهم على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون مما يعطي أهمية خاصة للإعلام في التأثير على شبابنا ومن هنا مسؤولية الحكومة في أن يكون هذا التأثير تأثيراً ايجابياً يصب في صالح تطور مجتمعنا نحو الأفضل. في عهدكم أغلقتم بعض الصحف والقنوات الفضائية هل جاء ذلك نتيجة تخطي الخط الأحمر لبعض وسائل الإعلام الكويتية؟ لا توجد خطوط حمراء إعلامياً في الكويت فالكويت تحتل المراتب الأولى عربيا من حيث حرية الصحافة وهذا أمر نتمسك به ونحافظ عليه ولكن أيضاً في الكويت قوانين كما هو الحال في كافة الدول المتطورة تضمن أن تكون الحرية الإعلامية حرية مسؤولة تقف عند حدود كرامة الآخرين وعدم التعرض للأمن القومي وإثارة النعرات والفتن وبمطلق الأحوال هذه التجاوزات تخضع لرقابة السلطة القضائية التي يبقى لها الكلمة الفصل في مدى احترام وسائل الإعلام للقوانين أو مخالفتها لها واتخاذ الإجراءات المناسبة ضمن احترام حق الدفاع بمحاكمة عادلة وعلى عدة مستويات. تواجه الأمة الإسلامية تحديات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي كيف يرى معاليكم الدور المطلوب من الإعلام أن يواجه كل هذه التحديات؟ الأمة الإسلامية واعية لما تواجهه من تحديات وايصال الحقيقة بكل تجرد كاف بحد ذاته لرفع درجة هذا الوعي وتحصين المجتمعات تجاه هذه التحديات التي تواجهها والإعلام المسؤول القائم على تقديم الحقيقة كما هي بعيداً عن التكلف والتحريف هو الإعلام القادر على ايصال الرسالة الإعلامية السامية والساعية لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وليس لدينا كمسلمين عقد نخشاها فهويتنا الدينية واضحة وهي قائمة على نشر مبادئ ديننا المنفتح والسمح والملتزم بالأخلاق والقيم بعيداً عن التعصب والتطرف كما أن هويتنا القومية قائمة على التكافل العربي والإسلامي ضمن احترام خصوصيات كل بلد وإرادة شعبه أما عالمياً فعلينا جميعاً مسؤولية أن ننقل الصورة الحقيقية عن الإسلام التي تدعو إلى السلام واحترام الأديان الأخرى والمبنية على أسس تاريخية وأخلاقية نفتخر بها ونشير إلى القواسم المشتركة بين الحضارات والديانات فنسقط بذلك كل محاولة لتشويه صورة الإسلام عن سابق تصور وتصميم أو عن جهل. ألمح معاليكم إلى أهمية تكاتف جهود دول مجلس التعاون من أجل مواجهة الحملات المغرضة التي تتعرض لها بين الحين والآخر ما هي مراحل التنسيق التي تمت بين وزراء الإعلام في دول المجلس؟ بفضل الله التنسيق قائم وبمستويات عالية بين وزراء الإعلام الخليجيين وهذا الأمر جزء من طبيعة مجلس التعاون الخليجي الذي يعمل على التكامل والتعاون بين دوله وإن كنا نطمح دوماً مع اخوتنا إلى الوصول لمراحل متقدمة في التنسيق على كافة الصعد وهو الأمر الذي يعمل عليه وزراء الإعلام من خلال اجتماعاتهم الدورية واتصالهم المستمر فيما بينهم ولقد وضعنا بعض التصورات والخطط لإطلاق حملات توعية مشتركة ولإنتاج برامج إعلامية تعزز اللحمة بين أبناء الخليج وتعكس الصورة الحقيقية لهذه المجتمعات المتماسكة والتي تسير بخطى ثابتة نحو التقدم بكافة أوجهه وأتمنى أن تكون القمة الخليجية التي ستعقد في الكويت في العام المقبل فرصة مناسبة لتتويج كافة الجهود في هذا الاتجاه. سبق لمعاليكم أن حذرتم من الفهم المغلوط لرسالة الإعلام الرسمي ومفهوم حرية التعبير كيف يرى معاليكم قدرة الإعلام الجديد على ايصال هذا المفهوم؟ لقد اجتاح الإعلام الجديد مجتمعاتنا لكي تصبح نسبة مستخدمي التويتر في دولة الكويت من بين أعلى النسب عالمياً وهذا أمر جيد بالمطلق ونشجع عليه ولكن في نفس الوقت اعطت هذه الوسائل الفرصة لكل مواطن بأن يصبح صحافياً وينقل أخباراً بعضها قد لا يكون دقيقاً أو إشاعات مغرضة أساءت إلى كرامات بعض الناس وشوهت الحقائق وأثارت البلبلة،إن هذا النوع من الممارسات يجب ضبطه في قوانين تحافظ على حرية التعبير وتمنع أي تجاوزات تسيء إلى كرامات الناس أو تثير الفتن أو تنشر الأكاذيب ما عدا ذلك يبقى الإعلام الجديد فرصة حقيقية لتطور وعي الناس ولايصال المعلومة في أسرع وقت،ونسعى في وزارة الإعلام إلى تطويره ومجارات جميع أساليبه لما فيه خير المصلحة العامة. معالي الوزير كيف ترون عطاء الإعلام الخليجي وهل استطاع أن ينافس الإعلام الأجنبي؟ الإعلام الخليجي يسلك مساراً صاعداً منذ نشأته وهو مسار صعود يحقق بفضل الوعي الكبير لأهمية الإعلام في هذا العصر ولا اعتقد أن هناك خلافاً على ما حققه الإعلام الخليجي في الآونة الأخيرة من مهنية وانتشار ومصداقية تضاهي ما يطرح في الإعلام الأجنبي وإن كانت هناك خصوصية خليجية تصبغ هذا الإعلام فانها خصوصية الحفاظ على حق المتلقي بإعلام مسؤول يتناسب مع الإنسان الخليجي العربي المسلم. اعطت الكويت مساحة للمرأة الكويتية في مجال الإعلام كيف يرى معاليكم عطاء المرأة الكويتية إعلامياً؟ المرأة شريك أساسي في كافة نواحي الحياة الكويتية وجزء من ذلك الإعلام الذي شاركت فيه المرأة منذ بداية نشاطه وعمله محلياً وخارجياً وما تقدمه المرأة الكويتية في الإعلام كان محط اهتمام ومثال على قدرتها في النجاح والابتكار والتميز وهي عطاء كان له دور كبير في ما نحظى به الآن من نجاحات إعلامية على كافة الصعد وليس من قبيل الصدفة أن تكون أول امرأة تتولى وكالة إعلام وطنية هي كويتية ونحن في تلفزيون الكويت ووزارة الإعلام بالاجمال نسعى إلى ضخ دم شبابي جديد في الجسم الإعلامي على أن يكون للمرأة دور مركزي فيه ،إن المرأة هي نصف المجتمع ولا يجب أن نتعامل معها كعنصر متلقي فقط بل هي لاعب أساسي في خط سير مجتمعنا وقد آمن حضرة صاحب السمو أمير البلاد بهذا الدور واعطاها حقوقها السياسية بالانتخاب والتوزير ودخلت المنبر النيابي واحتلت المرأة الكويتية أعلى نسبة بين النساء العرب في تبوء مناصب في مجالس إدارة الشركات الخاصة ومنها الشركات الإعلامية ونحن مصممون على المضي في اتجاه دعم المرأة ونشاطاتها والإعلام هو جزء أساسي في هذه المسيرة. هل صحيح معالي الوزير أن هناك غياباً للتنسيق بين الأجهزة الإعلامية في دول المجلس؟ لا يمكن القول أن هناك غياباً للتنسيق بين الأجهزة الإعلامية في دول المجلس،التنسيق قائم وعلى قدم وساق وعلى كافة المستويات إلا أننا وبشكل طبيعي نطمح لوجود تنسيق أكبر ويتوافق مع سرعة الأحداث ومجريات الأمور وهو طموح طبيعي لتحقيق رؤية قادة دول مجلس التعاون الخليجي الساعين إلى التكامل والتعاون في كافة المجالات. أود أن اتعرف على ما يحمله معاليكم من أفكار لخدمة الإعلام الكويتي؟ منذ توليت مسؤوليتي في وزارة الإعلام عملت على وضع استراتيجية واضحة مبنية على مواكبة العصر والتطور التكنولوجي كما أوليت قطاع التنمية البشرية أهمية خاصة بحيث أعدت هيكلة الوزارة على أسس حديثة وفعلت الدورات التدريبية وأطلقت مشاريع بناء مبنى جديد للوزارة واستوديوهات متطورة قائمة على أحدث التكنولوجيا كما عملت على تطوير سلة البرامج التلفزيونية لكي تناسب كافة أذواق المشاهدين وتلبي الرسالة المطلوبة من إعلامنا الرسمي هذا بالإضافة إلى تقديم اقتراح "البيئة الإعلامية" الذي تبنته الحكومة والقائم على تمكين كافة أجهزة الدولة من التواصل مع المواطنين وشرح مشاريعهم مما يساهم في تعزيز حق المواطنين من الاطلاع ويزيد من وعي المجتمع وتفاعله مع الإدارات الحكومية بالإضافة إلى الكثير من المشاريع التي لا مجال لسردها هنا والتي تصب في خانة تطوير الإعلام الرسمي والدفع نحو ريادة الكويت في هذا المجال بالطبع هذا العمل لم يكن بالإمكان القيام به لولا جهود فريق العمل في الوزارة الذين اثبتوا كفاءة عالية ومسؤولية كبيرة كما أن دعم سمو رئيس الوزراء كان أساساً في المضي قدماً في هذه المشاريع كما أوليت اهتماماً خاصاً لنشر الثقافة والفنون والآداب وتفعيل آلياتها التنفيذية. العلاقات الثنائية بين المملكة والكويت بماذا يحدثنا عنها معاليكم سياسياً وإعلامياً؟ الاخوة فيما بين المملكة العربية السعودية والكويت تحمل في روابطها مشاعر كبيرة من المحبة والاعتزاز والوفاء ولعل نظرة سريعة لما يكنه الطرفان سواء من خلال الشعبين الشقيقين أو قيادتهما تغنيك عن الكثير من الكلام الذي يقال ولا يفي الموضوع حقه من الشرح،التعاون إعلامياً نابع عن إيمان حقيقي من الطرفين بمصيرية ما يعترض طريقهما من معوقات وصعوبات وقائم على تحقيق ما يصبو له الشعبين الشقيقين من طموحات وأن التشاور دائم ومستمر بين صاحب السمو أمير البلاد وخادم الحرمين الشريفين لمصلحة الشعوب العربية والإسلامية والخليجية. مرت الكويت بمرحلة انتخابات كيف يقرأ سموكم المرحلة المستقبلية لدولة الكويت؟ في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظهما الله ورعاهما - وبما يملكه الشعب الكويتي من تاريخ عريق في الديمقراطية فأننا نسير بخطى واثقة نحو مستقبل أفضل بمشيئة الله، الانتخابات هي مرحلة بسيطة من مراحل البنيان الديمقراطي الذي تعيشه الدولة وهي مرحلة اعتدناها منذ عقود وكل ما يتحقق من خلال هذه الآلية المستقادة من الدستور هو مرحب به في النهاية، الرخاء والاستقرار والأمن والأمان والتنمية الحقيقية للإنسان والوطن هو طموحنا وبتعاون الجميع كما تعودنا عليه في الكويت فإننا بإذن الله سائرون في هذا الطريق لتحقيق طموحاتنا. أخيراً سمو الشيخ ما هي قراءتكم لما يحدث في سوريا وكيف ترون مستقبل مصر القادم؟ نتمنى كل الخير للشعوب العربية والإسلامية في كل مكان ونأمل من الله أن يأخذ بيد إخواننا في سوريا ومصر ليختاروا ما هو أفضل لهم ولأمتهم،نحترم ما يرضاه أشقاؤنا في البلدان العربية ونحترم خياراتهم ولا نملك إلا الدعاء لهم بمستقبل أفضل وأن يتحقق الاستقرار لهم في أسرع وقت ممكن.