اختتم أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمس أعمال اجتماعهم التاسع والعشرين الذي عقد في قصر بيان في العاصمة الكويت. ورأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وفد المملكة المشارك في الاجتماع. وفي مستهل الجلسة الختامية ألقى معالي الفريق الركن الشيخ جابر الخالد الصباح وزير الداخلية بدولة الكويت رئيس الاجتماع كلمة شكر فيها أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على جهودهم المتميزة وتعاونهم الصادق للخروج من هذا الاجتماع بالشكل الجيد متمنيا أن تنعم شعوب ودول المجلس بمزيد من نعمة الأمن والأمان . بعد ذلك تلا معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية البيان الصحفي الصادر عن الاجتماع وفيما يلي نصه : عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم التاسع والعشرين في مدينة الكويت بدولة الكويت يوم الثلاثاء بتاريخ 25 ذي القعدة 1431ه الموافق 2 نوفمبر 2010م ، برئاسة معالي الفريق الركن الشيخ جابر خالد الصباح وزير الداخلية في دولة الكويت وبحضور كل من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بدولة الامارات العربية المتحدة ، معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بمملكة البحرين ، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية ، معالي السيد سعود بن ابراهيم البوسعيدي وزير الداخلية بسلطنة عمان ، معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الدولة للشؤون الداخلية عضو مجلس الوزراء بدولة قطر وبمشاركة معالي عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية . عبر الوزراء عن بالغ شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ولصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد على الاستضافة الكريمة للاجتماع التاسع والعشرين وما لقوه من كرم الضيافة وحسن الوفادة ولوزارة الداخلية بدولة الكويت وعلى رأسها معالي الفريق الركن الشيخ جابر خالد الصباح ومساعديه على جهودهم في الإعداد والتحضير المتميز لعقد هذا الاجتماع الأمر الذي أسهم في إنجاح أعماله .بارك الوزراء البدء في التنقل بالبطاقة الشخصية بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والذي يشكل نقلة مهمة على صعيد تنقل مواطني البلدين بالبطاقة الشخصية كما أنها تندرج في إطار تحقيق المواطنة الخليجية وصولا للتكامل المنشود . أشاد الوزراء بكفاءة وقدرة وجاهزية أجهزة الأمن بمملكة البحرين ونجاحها في كشف وتفكيك المخطط التخريبي الإرهابي الذي استهدف أمن واستقرار مملكة البحرين ووحدتها الوطنية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين وإحباطها وتفكيكها لشبكته التنظيمية والتصدي لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك الفئة المنحرفة , كما شددوا على أهمية الدور الإعلامي الذي يسهم في نشر الوعي البناء لما فيه مصلحة المجتمعات وبما يخدم أمنها واستقرارها وكذلك على أهمية العمل على تجفيف مصادر تمويل هذه الجماعات الإرهابية من أجل التصدي لها , وأكد الوزراء على وقوفهم وتضامنهم الى جانب مملكة البحرين ودعمهم وتأييدهم المطلق لكافة الإجراءات التي تتخذها ضد هؤلاء الاهاربيين . تدارس الوزراء خطر تنامي نشاط تنظيم القاعدة والتهديدات الأمنية للتمرد الحوثي وما يشكله هذان التنظيمان الإرهابيان من مخاطر على أمن واستقرار دول المجلس , وأكدوا على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية المختصة بالدول الأعضاء لرصد تحركات وأنشطة التنظيمات الإرهابية وملاحقة عناصرها وقيادتها وتجفيف منابعها . أعرب الوزراء عن إدانتهم الشديدة للعمليات الإرهابية التي تودي بحياة الأبرياء من أبناء الشعب العراقي الشقيق أياً كان جنسهم أو دينهم أو عرقهم , وأكدوا على تضامنهم ووقوفهم الى جانب العراق للتصدي للإرهاب بكافة أشكاله ومساندتهم للجهود الرامية الى تحقيق أمن العراق واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه . استعرض الوزراء مسار التنسيق والتعاون الأمني في الفترة ما بين انعقاد اجتماعهم الدوري الثامن والعشرين واجتماعهم هذا في ظل المستجدات والأحداث الأمنية المتسارعة إقليميا ودوليا وانعكاساتها على أمن واستقرار دول المجلس , وأبدوا ارتيحاهم لما تحقق في هذا المجال من إنجازات وخطوات تعزز مسيرة العمل الأمني المشترك . وفي مجال مكافحة الإرهاب أكد الوزراء على مواقف دول المجلس الثابتة والتي تنبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره ومهما كانت دوافعه ومبرراته وأين كان مصدره . ثمن الوزراء ما تقوم به وزارة الداخلية في دولة قطر من تحمل الالتزامات المالية لموازنة مركز المعلومات الجنائية لمكافحة المخدرات لمجلس التعاون لدول الخليج العربية للسنوات الماضية منذ دخوله حيز التنفيذ وحتى نهاية شهر مايو 2011م . وافق الوزراء على مرشح دولة قطر العقيد هزاع مبارك تريحيب الهاجري لمنصب الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية . أعرب الوزراء عن شكرهم وتقديرهم للعميد حسن عيسى الصميم الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية على ما بذله من جهد ملموس طيلة فترة عمله بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومساهماته البناءة في سبيل الإرتقاء في العمل الأمني المشترك متمنين له التوفيق في حياته المستقبلية . وفي ختام الاجتماع رفع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية برقية شكر وتقدير لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وأخرى لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد ولمعالي الفريق الركن الشيخ جابر خالد الصباح وزير الداخلية على ما لمسه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية من حسن وفادة وكرم ضيافة وترتيب وإعداد متميز لهذا الاجتماع , متطلعين الى عقد اجتماعهم القادم في الإمارات العربية المتحدة . عقب ذلك ألقى سمو الشيخ الفريق سيف بن زايد ال نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الامارات العربية المتحدة كلمة شكر خلالها دولة الكويت وسمو أميرها وولي عهده ومعالي وزير الداخلية الكويتي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال داعيا أصحاب السمو والمعالي وزراء داخلية دول المجلس الى الاجتماع المقبل الذي سيعقد في دولة الامارات العربية المتحدة . وقد اكد سمو النائب الثاني أن الاجراءات الامنية في المملكة مستمرة لمواجهة الارهاب بكل الطرق والوسائل "وذلك بالتعاون والتنسيق مع الاخوة في دول مجلس التعاون الخليجي". واضاف سموه ان الاجتماع تضمن انجازات عدة طبقت ونفذت على ارض الواقع تخدم الشعب الخليجي. من جهته انتقد وزير الداخلية الفريق الركن م. الشيخ جابر خالد الصباح ربط الاسلام بالارهاب مؤكدا ان هذا الربط "غير صحيح بالمرة.. فليس الاسلام هو الارهاب وليس المسلمون ارهابيين". وقال "التصرفات التي تصدر عن فئة منحرفة مثلما حدث في محاولة تهريب مواد متفجرة بطرود شحن جوي من اليمن تسيء للعرب والمسلمين كما انها للاسف تدعو الغرب الى ربط العرب والاسلام بالارهاب وهذا غير صحيح نهائيا" مؤكدا ان وزراء الداخلية الخليجيين شددوا على رفضهم لهذا الربط بين الاسلام والارهاب. واضاف "ان تجنيد الشباب في عمليات ارهابية هو فكر تنظيم القاعدة وهم يحاولون تجنيد العقول المتخلفة" مؤكدا اهمية دور الاعلام في مواجهة هذا الامر. وفي تعليقه على تصريحات الناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة خالد الحسينان بشأن الجهود التي يبذلها هذا التنظيم لتجنيد الشباب قال ان هذه الدعوة "ليست بغريبة وسبق ان سمعناها من اسامة بن لادن وغيره ويجب علينا ان نتصدى لهذا الامر". من جانبه اشاد الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية بالتنسيق الامني بين دول المجلس "وهذا ما دأبت عليه وزارات داخلية المجلس في نبذ الارهاب وكل ما يزعزع الامن واستقرار الدول الخليجية" مثمنا الدور الذي قامت به مملكة البحرين في محاربة الارهاب