اصدرت هيئة حقوق الانسان في المملكة بياناً بمناسبة "اليوم العالمي لحقوق الانسان" والذكرى السنوية الستين لنشر الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي وافق هذا العام العاشر من شهر ديسمبر 2008م الذي نادت به الجمعية العامة للامم المتحدة في العاشر من كانون الاول ديسمبر 1948م. إن هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية إذ تشارك العالم بهذه المناسبة في هذا اليوم لتذكِّرُ الضمير العالمي الحر بأهمية تطبيق ما نادى به الإعلان، الذي يعد إنجازاً إنسانيا ونقطة تحول في طريق التضامن الدولي، نتيجة للتفاعل الايجابي بين الحضارات والثقافات والأديان، ليشكل مظلة من " الحقوق الإنسانية" التي تتوافق قي معظمها مع ما نادت به الفطرة الإنسانية السليمة، وجاءت به الأديان التي حملت للإنسانية رسالة واحدة تدعو لعبادة الخالق سبحانه وتنظم العلاقات بين الأفراد في المجتمع بعين المساواة بميزان قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13. إن المبادرة السامية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك المملكة العربية السعودية، والتي دعت أتباع جميع الديانات للالتقاء والتحاور الذي تم فى مقر الأممالمتحدة بنيويورك يوم الأربعاء 14 ذي القعدة 1429ه - 12 نوفمبر 2008م، تكملة لمؤتمر الحوار الدولي الذي عقد في مدريد، وما سبقه من مؤتمر الحوار الإسلامي بمكة المكرمة, هذه المبادرة هي دليل واضح على موقف المملكة وإيمانها الكامل بأهمية وقيمة الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات المختلفة، باعتباره الوسيلة الوحيدة لدعم ونشر السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم. وهو تأكيد على تسامح الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو للسلام مكملا لما أنزل على الرسل عليهم السلام مِنْ قَبْلِ المصطفى صلى الله عليه وسلم مصداقا لقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285. أن في النهج الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال خطابه الذي ألقاه أمام الأممالمتحدة، والذي أكد فيه على مبدأي العدالة والتسامح من خلال قوله " إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب واندلاع حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة.. وقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعا" هذا النهج هو جسر تواصل بين الشعوب لبناء مستقبل يسود فيه العدل والأمن والحياة الكريمة، التي تدمغ الظلم والخوف والفقر وتنهض بالتعايش السلمي بين الشعوب مما يجنب العالم ويلات الحروب، ويحقن الدماء، ويقيم العدل بين الشعوب، ويحقق أمن وسلامة النفوس. إن المملكة العربية السعودية التي تنتهج الوسطية والاعتدال في جميع تعاملاتها، وهي تشارك العالم بهذا اليوم، لتؤكد على أنها مع الحق، داعية إلى نبذ الأحقاد، ومستنكرة الاستمرار في سياسة التطهير العرقي، وإراقة الدماء مهما كانت الأسباب. كما ترفض المملكة سياسة الاحتلال التي تنتهك حرمة الشعوب، وتؤكد على حق هذه الشعوب في الحرية والاستقلال وصيانة كرامتها. كما تعلن استمرار التزامها بكل المعاهدات والاتفاقيات الحقوقية، الدولية منها والإقليمية التي وقعت عليها، متمسكة بحقها في التحفظ على بعض مواد تلك الاتفاقيات التي لا تتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية، واضعة نصب عينيها أن رعاية حقوق جميع فئات المجتمع في إطار العدل والمساواة هي وحدها كفيلة بحماية الوطن وضمان وحدته واستقراره.