قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إن أي تدخل من الكونجرس لإنقاذ صناعة السيارات الأمريكية المتأزمة ليس المقصود منه أن يكون "تنفسا صناعيا" لكن عدم التحرك "ليس خيارا". وقالت بعد يوم من رفض الكونجرس مناشدة ديترويت تقديم مساعدة فورية قيمتها 25 مليار دولار لتجنب ما قال مسؤولو الصناعة إنه قد يكون انهيار الثلاثة الكبار جنرال موتورز وفورد موتور وكرايسلر "ليست لدينا أي نية لرؤية صناعة السيارات تنهار." وقالت بيلوسي إنها وزعيم الأغلبية في مجلس النواب هاري ريد يعتزمان عرض توقعاتهما للجولة التالية من مقترحات المساعدة في خطاب إلى الرؤساء التنفيذيين للشركات الثلاث. ويطلب قادة الحزب الديمقراطي من الشركات إظهار السلامة المالية والخضوع للمساءلة لكنهم يمنحون ديترويت فيما يبدو متنفسا واسعا لشرح كيف ستستخدم أموال المساعدة للخروج من أزمتها المالية الحادة. وقالت بيلوسي "إنها فرصة جديدة لهم لكي يقولوا للشعب الأمريكي ... أعطنا من مالك لأننا سنحسن استخدامه." وأضافت "هذا ليس تنفسا صناعيا لثلاثة أشهر بل يتعلق الأمر بالقدرة على البقاء لزمن طويل قادم." ولا تفضل بيلوسي خيار الإفلاس قائلة إنه سيكون "أبعد من اللازم." وأبدى بعض أعضاء الكونجرس اهتماما باستطلاع إمكانية لجوء جنرال موتورز وفورد وكرايسلر لإعادة هيكلة قضائية جاهزة. وبموجب هذا التصور يجري التفاوض على شروط خفض التكاليف مع العمال والموردين والبنوك مقدما. وكانت جنرال موتورز وكرايسلر قالتا هذا الأسبوع إنهما درستا ورفضتا خيارات الإفلاس نظرا لمخاطرها العالية. ونقلت وول ستريت جورنال عن مصادر مقربة من ملف شركة جنرال موتورز لصنع السيارات، ان مجلس ادارة الشركة الاميركية مستعد لدرس كل الخيارات لضمان استمرار المجموعة، بما فيها وضعها تحت نظام الافلاس. وهذا الموقف من قبل الادارة يشير الى خلاف عميق مع رئيس مجلس ادارة جنرال موتورز ريك واغونر الذي اصر بقوة هذا الاسبوع اثناء جلسات الاستماع لمسؤولي القطاع امام الكونغرس على ان طريق الافلاس ليس خيارا ناجعا بالنسبة للمجموعة. ويسعى رئيس مجلس ادارة جنرال موتورز الى جانب زملائه لدى فورد وكرايزلر الى الحصول على زيادة من 25 مليار دولار للمساعدات العامة للقطاع، وهو دعم مالي يسمح بنظرهم بالتصدي لازمة السيولة التي تهددهم على المدى القصير وخصوصا جنرال موتورز. وقد صوت الكونغرس في ايلول/سبتمبر على شريحة اولى من 25 مليار دولار لكن لم تدفع حتى اليوم. وبحسب الصحيفة الاقتصادية فان مجلس ادارة جنرال موتورز الذي اعلن دعمه المطلق لواغونر في الاشهر الاخيرة اقر بان الحصول على اموال اضافية "اولوية من الدرجة الاولى". لكن الادارة لا ترغب في الوقت نفسه في استبعاد امكانية اللجوء الى نظام الافلاس. وفي رد فعل على هذه المعلومة قالت جنرال موتورز لوول ستريت جورنال ان مجلس الادارة بحث فعلا مسالة الافلاس لكنه لا يرى ذلك "ناجعا يرد على مشكلات السيولة لدى المجموعة". وتدرس الادارة كل السبل المتوفرة لديها لتفادي اعلان افلاسها كما قالت جنرال موتورز للصحيفة الاميركية. وحذرت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المنافسة ألمانياوفرنسا اليوم الجمعة من بدء سباق مع الولاياتالمتحدة لدعم صناعة السيارات. وقالت المفوضة نيلي كروس في كلمة "أطالب كل الحكومات بتجنب فخ سباق الدعم باهظ التكلفة. "سمعنا جميعا مناشدات في فرنساوألمانياوالولاياتالمتحدة لتقديم الدعم لصناعة السيارات ... على جميع الحكومات مقاومة ذلك." وجاءت دعوتها بعد يوم من اخفاق شركات صناعة السيارات الأمريكية في مسعاها من أجل انقاذ سريع للشركات الكبرى الثلاث جنرال موتورز وفورد موتور وكرايسلر التي زادت خسائرها مع تراجع الطلب الأمريكي على السيارات. وطلبت منافساتها الأوروبية قروضا ميسرة بقيمة 40 مليار يورو (50 مليار دولار) في وقت تكافح شركة اوبل التابعة لجنرال موتورز في ألمانيا من أجل البقاء غير أن المفوضية الأوروبية قالت إن أي مساعدة يجب أن تكون انتقائية ومؤقتة. وقالت كروس إن الدول لن تفعل سوى تصدير مشكلاتها إلى جيرانها بتقديمها الدعم وإن الاتحاد الأوروبي يملك آليات قائمة يمكن أن تساعد كبرى شركات صناعة السيارات.