يسعى العديد من الباحثين والشركات لابتكار طرق جديدة لشحن الهواتف المحمولة في ظل هوس الطاقة الذي يسيطر على العالم، حيث استطاع "طاهر كاجن" الباحث في الهندسة الكيميائية بجامعة تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية، ابتكار طريقة لشحن الموبايلات من خلال صوت صاحبها وبدون اللجوء للبطارية. ويعمل كاجن بالبحث في مجال النانوتكنولوجي، وتحديداً في استخدام مواد لها القدرة على توليد طاقة كهربية عند التأثير عليها بضغط ميكانيكي، مثل الكريستال وبعض أنواع السيراميك والعظام، ويكمن الهدف في البحث في تطوير أجهزة لها القدرة على توليد الطاقة ذاتياً دون الحاجة لمصادر طاقة مستبدلة مثل البطاريات مما يوفر الكثير من الطاقة المهدرة وسيكون لهذا الاكتشاف المذهل تأثير كبير على العديد من المنتجات التقنية التي تستخدم طاقة صغيرة مثل أجهزة الهاتف والكمبيوتر النقالة، ومشغلات ال"إم بي ثري"، وغيرها من الأجهزة المرتبطة بالكمبيوتر، بالإضافة للعديد من الأجهزة التي يستخدمها الجنود في الحروب، واستطاع كاجن استخدام هذه المواد في تحويل الطاقة لتصل إلى100% عندما يتم صنعها بسمك صغير جداً في حدود ال21 نانومتر، والنانومتر هو واحد على بليون من المتر. كما تقدمت شركة آبل بطلب للحصول على حقوق براءة اختراع لشحن الأجهزة المحمولة بواسطة حركة جسم الإنسان كهرومغناطيسياً، وترتكز هذه الطريقة في الشحن على مبدأ التحريض الكهرومغناطيسي باستخدام وشائج مطبوعة تُضمَّن داخل الأجهزة، مما يسمح لأجهزة آيفون وآيباد أو أي جهاز آخر بالشحن ذاتياً اعتماداً على حركة المستخدم، مما يوفر مصدراً للطاقة مستمراً قد لا ينضب لطالما تحرّك المستخدم، وخاصة عندما يكون في مكان لا يوجد فيه منبع للطاقة. ويوجد عدد من الأجهزة التي تستخدم هذه الطريقة في الشحن، كمصابيح الفلاش والساعات ولكن ''أبل'' تهدف إلى استخدام هذه التقنية في الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة لتزويدها بالطاقة الضرورية للحفاظ على البطارية من النفاد، وليس بالضرورة أن يتم شحنها بشكل كامل ذاتياً، وتأتي هذه التقنية في وقت يعاني فيه الكثير من الهواتف الذكية الحالية سرعة نفاذ الطاقة منها، وهذه أحد أهم العوائق التي تسعى "آبل" إلى تفاديها، وبالتالي العمل على زيادة عمر العمل لبطاريات أجهزتها إلى أعلى حد ممكن بفضل هذه التقنية. كما تمكن عدد من الباحثين مؤخراً من التوصل لطريقة جديدة لشحن الهاتف المحمول وذلك من خلال حرارة جسم الإنسان، حيث قام هؤلاء العلماء بتطوير الحافظة التي يوضع بها الهاتف الخلوي، وتقوم هذه الحافظة بتوليد الطاقة الكهربائية من خلال اختلاف درجات الحرارة بين جسم الإنسان حامل الهاتف وبين درجة الحرارة الخارجية المحيطة بهذا المستخدم، وتُعد المواد التى تم استخدمها فى هذه الحافظة باهظة التكاليف وقد تصل لألف دولار للكيلو جرام الواحد، وذلك لقدرتها على تحويل الحرارة إلى كهرباء معتمدة على ما يسمى بالعلوم الإلكتروحرارية. كما يأمل الباحثون فى الوصول لتكلفة أقل تصل لدولار واحد حتى يتم تنفيذ وترويج هذه الطريقة لكي تتمكن من التغلب على أجهزة شحن الهاتف المعروفة المزعجة للكثيرين، ويعمل الباحثون حالياً على نوعية الأقمشة التى يرتديها مستخدم الهاتف، كنوع من التأثير على درجة الحرارة لكى يتم تحويل الطاقة الحرارية إلى كهربائية، ليتم القيام بعملية شحن الهاتف بكل سهولة وسرعة. كما كشفت "نوكيا'' مؤخراً عن هاتفين ذكيين يشحنان لاسلكياً، وكانت بذلك أول شركة تقدم تقنية لشحن الهواتف دون الحاجة إلى وصل الأجهزة بالمقابس الكهربائية مما يوفر الكثير من الطاقة.