يعد "الزواج المختلط" في الكويت الأكثر عرضة للانهيار للصعوبة التي يواجهها المتزوج من ثقافة أخرى بسبب عدم التأقلم، فهذا الأمر يؤدي إلى الطلاق والمشكلات الزوجية، ولكن هناك زيجات ناجحة بسبب نقل الثقافة بصورة جيدة للطرف الآخر، وإجادة كل منهما دور المثقف والناقل والمدرس لهذه الثقافة الجديدة للطرف الآخر. وهناك عدة عوامل تدفع الكويتيين إلى الزواج من غير أبناء بلدهم، وهو ما يعرف بالزواج المختلط, ويمكن إرجاع هذا الزواج المختلط إلى ضعف الإحساس بالمسؤولية وسوء تقدير العواقب المستقبلية والوفرة الاقتصادية في المجتمع الكويتي وكثرة سفر الكويتيين إلى الخارج والأعداد الكبيرة من الوافدين المقيمين بالكويت, فبالنسبة لاتجاه الرجال للزواج من غير الكويتيات يمكن إرجاعه إلى الكلفة المنخفضة في الزواج المختلط, وعلى صعيد الإناث يمكن القول إن المرأة الكويتية تتجه للزواج من غير الكويتي خوفاً من العنوسة. ويلاقي الزواج المختلط معارضة اجتماعية بسبب طبيعة المجتمع الكويتي المنغلق علي نفسه نوعاً ما, ولكنه انتشر في الآونة الأخيرة في الكويت بين الذكور والإناث بين أصحاب الجنسيات المختلفة وفق العديد من الإحصاءات. ويرى بعض الخبراء أن زواج الكويتيات بغير الكويتيين أكثر نجاحاً من زواج الكويتيين من غير الكويتيات والأقل وقوعاً لحالات الطلاق, بينما يرى البعض الآخر أن هذا الزواج يحمل طبيعة معقدة نظراً لوجود اختلاف في العادات والتقاليد وخصوصاً بعد إنجاب الأطفال ويرون أن الزواج "المختلط" أو "غير المتجانس" سبب مباشر في ازدياد حالات الطلاق. ويرجع المختصون والخبراء أسباب هذا الزواج بشكل عام إلى الاختلاف بين الذكور والإناث، فالكويتيون من الرجال يتزوجون من أجنبيات نتيجة الاحتكاك بثقافات أخرى سواء كانت عربية أو أجنبية، ومعظمهم يتمتعون بنظام تعليمي أعلى من المتوسط، ولديهم قبول ومرونة نحو الثقافات الأخرى، بينما الكويتيات تحدث معظم زيجاتهن في دولة الكويت نتيجة لتعدد التركيبة السكانية الحالية لدولة الكويت وتعدد الجنسيات بها، وهذا الأمر يساعد على الاحتكاك الثقافي بالإضافة إلى مجال العمل المختلط . ويرى المعارضون للزواج المختلط أن الزواج "غير المتجانس" أو "المختلط" هو الأكثر عرضة للمشكلات في جميع أنحاء العالم وليس بالكويت فقط؛ نظراً لاختلاف وجهات النظر في كل ما يتعلق بمناحي الحياة بما في ذلك طرق تربية الأبناء. وعندما تتاح حرية الاختيار للذكور والإناث فكل واحد مسئول عن اختياراته، ولكن هناك بعض الدول قيدت الزواج المختلط كالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وغيرها، والشاب لا يتزوج إلا بالحصول على إذن رسمي، وفي الكويت يحرم الشاب من مساعدة الدولة إذا تزوج بأجنبية. ووفقاً لإحدى الدراسات تأتي الجنسيات الخليجية على رأس قائمة الجنسيات المفضلة في هذا النوع المختلط من الزيجات، وتأتي بعدها الجنسية اللبنانية ثم السورية والمصرية والعراقية ثم بقية الجنسيات، وحسب ما ذكره معد الدراسة فإن زواج الكويتي أو الكويتية من الجنسية الخليجية شكل نسبة 43.4% من إجمالي حالات الزواج المختلط انعكاساً لميل المجتمع الكويتي إلى التقارب الثقافي والجغرافي.