تصدر مؤسسة الفكر العربي قريبا " التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية " وهو تقرير سنوي بتمويل عربي يتناول مقومات التنمية الثقافية في 22 دولة عربية ويأتي في أكثر من سبعمائة صفحة برعاية المؤسسة العربية العربية للعلوم والتقنية ومركز الخليج للأبحاث. ويشتمل التقرير على خمسة ملفات أساسية عن التعليم العالي في البلدان العربية والإعلام العربي في تجلياته المقروءة والفضائية والإلكترونية وحركة التأليف والنشر في 19 دولة عربية والإبداع العربي في 2007 م - الإبداع الشعري والسردي للسينما والمسرح والدراما والموسيقى والغناء - وكذلك الحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي ، إذ يعالج أهم قضايا الفكر والثقافة التي شغلت العالم العربي في سنة 2007 م ومدى ما أحدثته من حراك ثقافي من خلال المؤتمرات والمنتديات التي شهدتها الدول العربية . وأوضحت المؤسسة أن التقرير تبنَّى في معالجته لهذه القضايا والموضوعات منهجاً يعتمد على الوصف والتشخيص للواقع الثقافي العربي معتمدا على وسائل الاستقراء والإحصاء والتحليل وذلك بعيدا عن الخطاب الأيدولوجي . . وأكدت المؤسسة أن التقرير لا ينطلق من رؤية أيدولوجية معينة ، ولكنه يسعى إلى رصد مظاهر الحراك الثقافي العربي وفي جملة واحدة فهو تقرير ينشغل بأدوات الثقافة وليس بالخطاب الثقافي . وشرحت أن التقرير على صعيد ملف التعليم مثلاً يعالج قضية الجودة التعليمية ويقدم بالأرقام والتحليلات المقارنة مختلف عناصر العملية التعليمية في الجامعات العربية مقارنة مع الجامعات الأجنبية حيث يكشف التقرير أن معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يتجاوز 8،21 بالمئة بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91 بالمئة وأستراليا 72 بالمئة ولدى الاحتلال الإسرائيلي 58 بالمئة ويبلغ أعلى معدل لالتحاق الإناث بالتعليم في الإمارات 76 بالمئة والبحرين 68 بالمائه ولبنان 62 بالمئة بينما في مصر 45 بالمئة والسعودية 49 بالمئة واليمن 25 بالمئة . ولفتت المؤسسة إلى أن متوسط معدل التحاق الإناث بالتعليم في الدول العربية 49 بالمئة يزيد على معدله في اليابان 45 بالمئة وكوريا الجنوبية 37 بالمئة وتركيا 42 بالمئة وعلى مستوى كفاية عدد الأساتذة في التعليم العالي إلى عدد الطلاب فإن متوسط النسبة في العالم العربي هي أستاذ جامعي لكل 24 طالباً بينما في اليابان أستاذ جامعي لكل 8 طلاب فقط وفي أمريكا أستاذ جامعي لكل 13 طالباً . كما يعالج التقرير أيضا ظاهرة الإقبال الملحوظ من جانب الطلاب العرب على دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية مقارنة بدراسة العلوم التطبيقية والبحثية ومدى انعكاسات هذا الخلل على عملية التنمية حيث يكشف عن أن دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية في مصر تبلغ نسبتها 79 بالمئة من مجموع الملتحقين بالتعليم الجامعي وهي أعلى نسبة في العالم العربي . وعلى صعيد الإبداع العربي تضمن التقرير رصدا وتحليلا لما أنتجه العرب في عام 2007 م في مجالات الإبداع الشعري والسردي والسينما والمسرح والدراما التلفزيونية والموسيقى والغناء وفي كل مجال من هذه المجالات تم رصد حجم الإنتاج العربي ككل وحجم الإنتاج القطري في كل دولة عربية على حدة وعلى صعيد ملف الإعلام العربي تضمن التقرير رصداً كميّاً وكيفيّاً لوسائل الإعلام الإلكتروني ومدى الحضور العربي من حيث اللغة وعدد المواقع وعدد الزوار المتصفحين على شبكة الإنترنت ، وكُرِّس الملف الخامس والأخير في التقرير للحصاد الثقافي السنوي حيث عالج أهم القضايا والظواهر الثقافية التي ميزت عام 2007 م في العالم العربي مثل اللغة العربية الأم والثقافة العربية وتحديات الإعلام ، بالإضافة لذلك قد تشكل الحصاد الثقافي السنوي على خريطة للأطر المؤسسية للعمل الثقافي العربي سواء من خلال رصد المؤسسات الثقافية العربية - الرسمية والخاصة والأهلية - أو رصد المؤسسات الثقافية الدولية والأجنبية العاملة في الدول العربية ولم يخل التقرير في نهايته من قراءة إحصائية وتحليلية لجوائز الإبداع الثقافي العربي ومدى كيفية وموضوعية المعايير التي تمنح عنها هذه الجوائز. وأفادت مؤسسة الفكر العربي أن الجديد الذي تضمنه هذا التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية يتمثل في الأرقام والنتائج التي خلص إليها في رصده للواقع الثقافي العربي ففي مجال حركة التأليف والنشر تضمن التقرير تحليلاً استند إلى قاعدة بيانات ضخمة قام بإعدادها فريق بحثي عن إجمالي الكتب التي نشرت في العالم العربي في عام 2008 م وبلغت 27809 كتب ، ولا تمثل الكتب المنشورة في العلوم والمعارف المختلفة من هذا الرقم سوى 15 بالمئة بينما تصل نسبة الكتب المنشورة في الأدب والأديان والإنسانيات إلى 65 بالمئة وهناك كتاب يصدر لكل 12 ألف مواطن عربي بينما كتاب لكل 500 إنجليزي ولكل 900 ألماني أي أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 بالمئة من معدل القراءة في إنجلترا . كما اهتم التقرير بموضوع الصناعات الثقافية في العالم العربي التي لا يتوفر عنها إحصائيات دقيقة لما تمثله في الدخل القومي بينما تشكل هذه الصناعات الثقافية ما بين 5 بالمئة و 10 بالمئة من قيمة المنتجات في العالم . . وأورد التقرير على سبيل المثال أن العالم العربي لا يصنع أكثر من 35 إلى 40 بالمئة من حاجته لمادة الورق ويستورد نحو 65 بالمئة في واحدة من الصناعات الثقافية المهمة المرتبطة بالأمن القومي بينما السودان يضيق بالمواد الخام التي يصنع منها الورق بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات . كما عالج التقرير ظاهرة المدونات العربية على شبكة الإنترنت وقدر عدد المدونات العربية بحوالي 490 ألف مدونة وهي نسبة لا تتعدى 7،0 بالمئة من مجموع المدونات عالميّاً ويوجد في مصر وحدها 162 ألف مدونة وهو ما يشكل نسبة 31 بالمئة من إجمالي المدونات العربية ، أما على صعيد دوافع استخدام الإنترنت لدى المواطن العربي فيأتي دافع الترفيه أولا بنسبة 46 بالمئة بينما دافع التماس المعلومات فيبلغ 26 بالمئة ويبلغ مجموع عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت 41745 موقعاً - إحصائية 2007 م ولا يشكل هذا العدد سوى نسبة 026،0 بالمئة من إجمالي عدد المواقع العالمية وأعلى معدل لنسبة استخدام الإنترنت إلى عدد السكان على المستوى العربية في الإمارات 33 بالمئة وقطر 26 بالمئة بينما يبلغ في مصر 7 بالمئة والسعودية 11 بالمئة وسوريا 7 بالمئة . وتطرق التقرير لللإعلام الفضائي حيث أورد بعض الأرقام اللافتة حيث يبلغ مجموع الفضائيات العربية 582 فضائية ، والرقم في تزايد مستمر أما على صعيد القنوات الفضائية المتخصصة فالقنوات الدينية تمثل نسبة 19 بالمئة وقنوات الأغاني 4 بالمئة . ، 18 بالمئة أما قنوات الأدب والثقافة فتبلغ 8 وشرحت المؤسسة أن التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية هو حصاد عمل شاق دؤوب استمر أكثر من عام لفريق عمل كبير ومتنوع ، ضم نحو أربعين باحثاً ومتخصصاً ومساعداً وأصحاب أوراق خلفية من مختلف الدول العربية منهم الخبير التربوي الدكتور عدنان الأمين الأستاذ بالجامعة اللبنانية والدكتور محمود خليل مدير مركز التوثيق والتدريب الصحفي بجامعة القاهرة والدكتور هنري عويط نائب رئيس جامعة القديس يوسف للشؤون الأكاديمية والدكتور علي عقلة عرسان الكاتب والناقد السوري والأستاذ نصير شمة عازف العود والمؤلف الموسيقي والدكتور رفيق الصبان الناقد السينمائي والدكتور عبدالله بنصر العلوي أكاديمي من المغرب والأستاذ عبده وازن الشاعر والناقد الثقافي والأستاذ محمد الفاضل باحث من الجزائر . وضمت الهيئة الاستشارية للتقرير كلاً من الدكتور علي فخر والمفكر البحريني والدكتور صالح بن عبدالرحمن العذل أكاديمي سعودي والرئيس السابق لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والدكتور عباس جيراري أكاديمي ومفكر مغربي ، إضافة إلى الإعلامي اللبناني زاهي وهبي .