عن دولة شقيقة أحدثكم. كلُكم رأى أحوالَها و مَآلَها. كانت في رغدٍ و سكينةٍ بنظامٍ ملكيٍ، فعصف بها ما عصف بعالمنا من سفهاءِ الثورات. فساءتْ أحوالها بمقارنةِ بما أفاء الله عليها من كنوز الأرض. عايشتْ استبداد أربعةِ عقود. لكن ظلّ شعبُها آمناً، باستثناء من ناكَفَ السلطة فبطشتْ به. ظنوا ألّا استبداد فوق ذلك، و لا ظلمَ يَعدوه، و لا ضعفَ يُجاريه. فقرر إشعالَ ثورةٍ سفهاءُ العقول من شبابٍ غِرٍ أوهموه أنه قَشّةُ النجاة. و قد كان. فإذا هم اليوم في استبداد أشد وأقسى (2000 ميليشيا مسلحة)، (أعلى إنتاج بترولي مستقر لا يشمّون رائحتَه)، (ظلم فادح فلا دستور و لا نظام و لا سلطة). طيشُ الشباب يوهم أن بديلَ حكامهم هو (لقمان الحكيم)..فيدركون لاحقاً أنهم في استبدادٍ فوق ما كان وسوءٍ فوق ما تحمّلوا. إنها (ليبيا)..و كلُ بلدٍ يُسلم زمامَه لغير الراشدين. Twitter:@mmshibani