حزبٌ وُلد بعد ربيع تونس. ليست له جذور (النهضة) لثلاثة عقود. لكنه أثبت أنه يُدمي مُقلةَ الأسد أو بقايا الأسد الذي أثْخَنه الحكم. فاجأ الحزبُ الجديد التونسيين و العرب بفوزه بالمرتبة الثانية من مقاعد النواب في الانتخابات البرلمانية التي أنجبت الترويكا الثلاثية (الرئاسة-الحكومة-البرلمان) بعد رفضِ (النهضة)، لحاجةٍ في نفس يعقوبها، التعاملَ معه بتاتاً رغم كونه ثاني أحزاب الأغلبية. و إنْ هي إلا أشهر حتى أتت الرياح بما لم تَشْتهِ (النهضة). انقلب عليها أمينها العام حمادي الجبالي، و لا أدري مَنْ استفتى لِنكْثِ قَسَمِه الإخواني لها، فأشاح عنها وقرر تأليف حكومة تكنوقراط بدون حزبيين في محاولة لإحراز استبدادٍ فرديٍ جديد. لكنه فشل واستقال. المفاجأة أن من أسقطه لم تكن ضغوط (النهضة) المستميتة. بل رفض (العريضة الشعبية) التجاوب معه لئلا يكون طريقاً لصناعة دكتاتور جديد. و لو تجاوبت لمنحته أصواتاً تُسهّل نجاحه. أنصفتْ (العريضةُ الشعبية) مناوئها (النهضة) رغم سبق ظلمه الفادح لها. لم ترد تصفيةَ الحسابات مخافةَ إدخال البلد في فتنة. درسٌ يحتاجه عربُ الثورات..هو تغليب مصالح الوطن على مكاسب الأحزاب و قاداتها. Twitter:@mmshibani