من المؤسف جداً أن درجات (الوعي) بالفساد تنامت السنواتِ الماضيةَ بسرعاتٍ خارقةٍ غيرِ مسبوقة، لدى مختلف شرائح الناس. أمرٌ موجع لأنه مؤشّر حقيقتين خطيرتين :(سعةُ إنتشاره بين كل الطبقات) و (هزالُ محاربته على جميع المستويات). كانت أحاديثُ الناس عنه (سراً)، فأصبحتْ (همساً)، ثم أضحتْ (علناً)، و اليومَ (صراخاً و ضجيجاً). يستحيل أن تستقيم الأمور بهذا الشكل أبداً. فللخالقِ سننٌ في خَلْقه. تَرجم إحداها سيّدهُم في حديثه :(إنما أهلك مَن كان قبلكم...)، وابحثوا عن إكمالِ حديثِ السرقة لتفهموا المقصود بسنّةِ خالقٍ لا يُعجِزه أمر و لا يُرضيه ظُلمٌ و لا يَعزُبُ عن عِلْمه شيئ. قصص الفساد على ألْسنةِ الجميع، كباراً و صغاراً، نساءاً و رجالاً، علماءَ و عامةً..إلخ. قاسمُهُم المشتركُ :(لا أمل). و أُخالفُهُم في ذلك. فالقُنوطُ منبوذ. لكن لا بد (للغريق) أن يتعلّق و لو (بِقَشّة)..و حتى الآن لم نر (القَشّةَ) التي يُوثقُ بأن يتعلق بها الناس لِئلّا تُغرقهم جميعاً، صالحَهم و مفسدَهم، مركبُ الفساد. Twitter:@mmshibani