بعد 80 يوماً من انطلاقه يدخل (مؤتمر الحوار الوطني) اليمني جولةً أخرى من المناقشات المستفيضة. أبطالها نُخبٌ من كل الأطياف. واقعياً هو تجربةٌ عربيةٌ رائدةٌ. بل لعلها غير مسبوقةٍ باعتبار جِديّةِ أطرافها و غَيْرتِهم على وحدةِ وطنهم و الاحتفاظ بما وصل إليه من مكتسبات دون أن تُظلّل بصائرهُم نِقمتُهُم على فسادِ الحكم السابق فتجعلهم يهدمون المعبد على ما فيه ومن فيه. و هنا تَتجلّى الحكمةُ اليمانية. المحافظةُ على الكيان الموحد مكسب. و تقسيمُ الأداء الحكومي التنموي إلى إقليمين أو أكثر، حسب الحاجة، مُبتغىً استدعتْه حقيقةُ استئثارِ الحكم السابق بخيرات اليمن دون توزيعها على أرجائه المتساويةِ في الحقوق و الواجبات. وتبقى أعقد الملفات (الحراك الجنوبي) و (صعده). لكن حكماء المؤتمر قادرون، بلا شك، على ابتكار أمثل الحلول واستشعارِها و تَقَمُّصِها.ولا غَرْوَ فهم يعملون بنبضِ ووحيِ الشارع اليمني الثائر..أنضجِ شوارعِ الربيع الدامي وأحْكَمِه. Twitter: @mmshibani