في حقبة التطور والرقي، أخذت الإمارات على عاتقها، منهج الفكر الموسع، والسعي إلى فتح النوافذ والأخذ بأسباب الإبداع والاختراع، للنهوض بحاجات الوطن وتلبية طاقة الشباب، ذات القدرات اللانهائية.. بالعلوم نفكر، حين يقف شبابنا عند ناصية التأمل، وطرح الأسئلة، نحو العقل وما ينتجه من إبداعات خلاّقة. الأمم لا ترتقي ولا تخضر أعوادها ولا تتسامق أعشابها، إلا بجداول الارتواء، والاحتواء، والانضواء إلى ركب السائرين نحو المجد، ونحو صناعة خزف الحقيقة بأيد وطنية قادرة على المواكبة ومستطيعة على اقتحام ميادين الحياة، بجرأة الأفذاذ، ونباهة الحادبين في دروب الخير. الإمارات وما قدمته من منجز حضاري، مشهود ومعهود، تستحق هذا النهوض الشبابي، وتستحق الوعي، بأهمية الانتماء إلى قوافل العلم والعمل لتحقيق الذات وإثبات الأحقية في الوجود، وتبوؤ موقع متقدم في صفوف العالم، فالعقل وحده القادر على الحفاظ على المنجز وتنميته، وإنضاجه وتلوينه بألوان التميز والتفرد، وهذا ما تهدف إليه القيادة، وهذا ما هو واجب الأخذ بأدواته.. العقل وحده يستطيع أن يضيء الشموع، في ظلمات العالم، وهو وحده القادر على تجميع عناصر القوة، وعقد أعوادها في حزمة مترابطة متأبطة الخير والنماء للبلد.. العقل لا يسقى إلا بمكرمات العلم، وهباته الواسعة، وإمكانياته المذهلة ومساحاته متنوعة التضاريس، ولهذا فإن هؤلاء الشباب المبدعين يقدمون اليوم فاتورة ما تعلموه وغداً يحتاجون إلى المزيد من الرعاية والاهتمام والأخذ بأياديهم نحو إبداعات أشمل وأعم، وأقدر على تحقيق الأماني وإنجاز ما يفرح، ويثلج الصدور.. نريد أن نسمع ونقرأ ونشاهد علماء من بلادنا يقدمون الفريد من إبداعاتهم ويتبوأون مناطق زاهية في عالم العلم، لأجل إسعاد الوطن ونثر ورود السرور في قلوب أبناء الأرض وتبشير الإنسانية، باختراعات تضيف إلى حضارة العالم منجزاً جديداً، ذا قيمة وشيمة. بالعلم نفكر، وبالعقل نتبصر، وبالعمل نتدبر، وبالإرادة الصلبة نستطيع أن نكسر حاجز التردد، ونقتحم جدران العلم بحيوية الواثقين الثابتين، المؤمنين، بحتمية النهوض بأسلحة العقل، المؤزّر بالوعي العلمي، وبالعلم نُفكر ونقدر على رسم الصورة الحضارية، لوطن يحتاج إلى لمسات أبنائه وإلى مداهمتهم ميادين العلم بعقل يرى في العمل الدؤوب منارة وعبارة، وقيثارة.. بعقل لا مناص لديه إلا العلم، كطريق لعقد الوفاق مع معطيات الحياة، واستدعاء الوعي دوماً تأكيداً للذات.