قبل عشر سنوات وبعد أن لم نجد صدى لما نكتبه رفعت دراسة نقدية لموقف شركات العمرة الخارجية وتلقيت بعد شهرين آنذاك تجاوبا كريما مطولا من معالي وزير الحج يومها الأستاذ/ إياد مدني وسبق أن ناقشت تلك الرسالة على مدار (6) حلقات في حينها في هذه الصحيفة وغيرها من منابر الإعلام، وفي سياق طرح هذه الدراسات النقدية التي تشرفت بكتابتها طيلة عقدين من الزمن أرى اليوم أن استعيد ما تناولناه خصوصا فيما يهم التوعية في الحج آمل أن اكون موفقا في طرحها وأعود لطرحها اليوم ونحن في أمس الحاجة أكثر مما مضى لتلمس هذه الجوانب المهمة، إذا أذكر أنه اعوام عديدة من الآن وتقريبا قبل أيام من انعقاد (المؤتمر الأول لتوعية الحجاج) وفي الوقت الضائع كما يسميه الرياضيون. أذكر تلقيت يومها دعوة كريمة من مقام وزارة الحج ممثلة في إدارة الشؤون الإعلامية للمؤتمر للمشاركة بالرأي بمناسبة قيام الوزارة بتنظيم (المؤتمر الأول لتوعية الحجاج) بالعاصمة الماليزية (كوالالمبور) وذلك في رجب من ذالك العام، وحيث إن لي مشاركات مدعومة وموثقة تتعلق بالحج شؤون وشجون، ولي بفضل الله مساهمات تم إرسالها إلى معهد أبحاث الحج بمكةالمكرمة من قبل إمارة مكةالمكرمة، وجلها يتحدث عن التوعية في الحج، والحقيقة التي أرجو ألا تغضب أحدا وأرى أن أستهل بها هذه المشاركة سيما ونحن للتو منتهين من الموسم وقد كان للحدث العارض في محطة القطار ثم بعض الهفوات هنا وهنالك أثره في نفوسنا مع إيماننا بقضاء الله وقدره والذي أكدت ضعف التوعية، مما يدل على أن ذلك المؤتمر وما اعقبه ما كان إلا نزوة، أو بمعنى أصح ردة فعل إرتجالية، لما يعايشه الواقع من غياب إعلامي مواكب، يصل إلى الحاج والمعتمر في موطنه، ونتج عن ذلك بطبيعة الحال سؤال بريء للغاية، طرحته يومها وهو يتمثل في اختيار ماليزيا موقعا للمؤتمر الأول والذي أصبح حجة فيما بعد حينما تلوح في الأفق بوادر سلبيات، والتي تختلف مناسباتها عن موسم الحج اختلاف كلي وجذري، حتى لو أعدت ماليزيا بلدا متقدما في بعض المجالات . فموسم الحج يختلف عن مواسم السياحة وعن محافل الرياضة ومن غرائب وعجائب ومبتكرات العصر، وكان لابد من التنبه لذلك، وكم كان بودي كما ناشدت آنذك أن تحتضن مكةالمكرمة أو المدينةالمنورةأوجدة هذا المؤتمر خصوصا بأنه الأول، لتكون الرسالة أشمل والصدى أقوى والانطلاقة أكثر وستكون المشاركة فيه اكثر ولعلي اول من اشار الى تميز المملكة في إدارة الحشود، فالتجارب والنجاحات الماليزية ليست هي المثلى، إذا قورنت بموسم الحج، وكان يمكن في اختيار (أندونيسيا أوالباكستان أوالهند أوإيران أونيجيريا) لأن تكون مقرا للمؤتمر إذ إن قدوم الحجاج من تلك الدول يعد مرتفعا ومؤثر سلبا أو إيجابا في نجاح الحج. كما يجب أن يكون المؤتمر مدعوما بحملة إعلامية مواكبة، من خلال إستئجار محطات فضائية ومحلية سواء مع المؤتمر أو حتى خلال موسم الحج، إذ إن التوعية في الحج موضوع هام ويحتاج إلى أكثر من وقفة، تعطي هذا الجانب اهتماما خاصا يتواكب فعلا مع ما تقدمه الدولة السعودية في مجال خدمة ضيوف الرحمن، والذي أشعر أن هنالك قصورا في مجال التوعية، ينعكس سلبا على صورة أداء اللجان المركزية في الحج وعلى صورة الأداء لكافة المرافق بشكل عام، والتي نأمل ان تتجاوز حدود توعية الحاج إلى ما هو أشمل وأبعد على الصعيد الإعلامي، الذي يجب أن يكون نشطا، بتبني وزارة الحج مجال التوعية المكثفة والشمولية، التي تصل إلى الحاج الوافد وكذلك غير الحاج، والتي يجب أن تكون من خلال دراسات وأفكار مواكبة ومتجددة وعبر كافة الوسائل، وكما أشرنا في طروحات سابقة، يجب أن يكون لممثليات خادم الحرمين بالتعاون مع كل من وزارتي الحج والإعلام دور فاعل ومؤثر يتواءم بالتالي مع الطموحات والآمال التي تبذل كل عام للسعي وراء استكمال كل مقومات النجاح وذلك في حدودها العليا هذا وللحديث بقية. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993