هذه بعض الأرقام التي خلصت من الدراسات المعدودة التي قومت عملية التوعية في الحج وقدمها معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج، لكن مع قلة تلك الدراسات فقد كشفت حقائق مهمة للغاية تشخص واقع الجهود التوعوية. فمعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج يعتبر الجهة البحثية العلمية التي تعطي مقترحات الخطط وتقييم الأداء، وقد قامت بتقديم بعض الدراسات التي لا تتجاوز العشر لتشخيص واقع التوعية في موسمي العمرة والحج، ومنها دراسة الأساليب المثلى لتوعية الحاج في بلده (تجربة ماليزيا وإندونيسيا) وهي من إعداد الدكتور عبد الله أحمد عبد الله، والدراسة الثانية هي دراسة احتياجات المعتمرين التوعوية وهي من إعداد الدكتور محمد بن علي، وكذلك دراسة عن واقع جهود التوعية في الحج وهي دراسة ميدانية على القائمين بالتوعية في الجهات المعنية وهي من إعداد الدكتور محمد بن علي الشريف والدكتور عبد العظيم إبراهيم خضر، بينما تمحورت دراسة أخرى حول حجم التوعية الدينية بأحكام الحج والعمرة لحجاج الدول العربية من النساء وشاركت في إعداد الدراسة الدكتورة أفنان تلسماني والدكتورة خيرية هوساوي والدكتورة ابتسام القرني، إضافة لعدد آخر من الدراسات والأبحاث. • 60 في المائة من العاملين في مجال التوعية داخل المملكة يحملون الشهادة الثانوية و14 في المائة يحملون الشهادة الابتدائية والمتوسطة وهذا يعني أنهم يعانون من ضعف المستوى التعليمي. • 37 في المائة من الحجاج تلقوا توعيتهم في أوطانهم قبل مجيئهم للحج وهي نسبة ضئيلة، بينما 62 في المائة تلقوا توعيتهم داخل المملكة بعد قدومهم. • 13 في المائة من الحجاج يتعرضون لوسائل الإعلام المحلية فقط مما يعني عدم التأثير الكبير للتوعية داخل المملكة. هذه الدراسات ساهمت في كشف أوجه القصور بشكل كبير في عملية التوعية للحجاج والمعتمرين، وكانت الخطوة الأولى نحو تحول الجهود التوعوية إلى جهود مستندة إلى دراسات علمية. وتكمن أهمية الدراسات والأبحاث في أنها تشكل العامود الفقري لنجاح أية عملية توعوية في العالم، فبدون الدراسة لا يمكن معرفة الطرق الملائمة لاستهداف الجمهور المراد توعيته ونوعية الرسالة والمكان والزمان المناسب لإيصالها، وبالتالي وضع الحملة التوعوية على المسار الصحيح ليستفيد منها الحاج والزائر للأراضي المقدسة، ويطبقها على أرض الواقع لأنها وضعت لخدمته في المقام الأول، وبالتالي ينتج عن ذلك حج آمن وسليم، ويعطي الحاج صورة حضارية للأمة الإسلامية تتجلى بشكل فعلي من خلال موسم الحج. كل هذه المعطيات تستدعي ضرورة زيادة أعداد الدراسات والأبحاث التي تقوم الجهود التوعوية لكافة الجهات المشاركة في الحج لتقويم أخطائها وتوجيهها بالشكل الصحيح. ولعلنا نرى أن المشكلة الأهم في كل موسم حج هي؛ عدم إدراك كثير من الحجاج للرسائل التوعوية المرسلة وبالتالي وقوعهم في كم كبير من الأخطاء، وما يدل على ذلك أنه عقب كل مؤتمر يتحدث عن الحج نجد أن الاهتمام بتوعية الحاج يأتي في مقدمة التوصيات التي تخرج من هذه المؤتمرات، وخير دليل على ذلك توصيات ندوة مشكلة الزحام في الحج وحلولها الشرعية التي نظمها المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي قبل ثلاثة أعوام، عندما دعت في توصياتها الحكومات والهيئات والمنظمات لتوعية الحجاج بأحكام المناسك وتعريف الحجاج بمقاصد الحج في العبادة والتربية والأخلاق والنظام، والتمسك بكل ما يعين على أن يكون الحج مبرورا، والاستعانة في التوعية والإرشاد والتنظيم بوسائل التقنية الحديثة إلى أقصى حد ممكن. أهداف الحج ولا شك أن أهم عقبة تعوق تحقيق أهداف الحج الكبرى هي عدم وعي الحجاج بحقيقة الحج وصورته الصحيحة، فجهل كثير من الحجاج بصورة الحج الصحيحة، وعدم مراعاتهم لآدابه، وعدم عملهم على الأخذ بالأسباب التي تهيئ لهم الانتفاع بالحج، والتقيد بالصورة الصحيحة للعبادة الفعلية، والقولية، ومراعاة الآداب الشرعية، والأخذ بأسباب النظافة، وتنزيه المشاعر عما لا يليق بها، ومراعاة الوسائل الصحيحة؛ كل ذلك مما يعوق تحقيق أهداف الحج الكبرى، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالتوعية الصحيحة القائمة على الدارسات العلمية التي يشترك فيها الرجل والمرأة على حد سواء. كل هذه الأمور جعلت من التوعية في الحج ليست مسألة تنظيمية فحسب، بل إنها ضرورة شرعية كونها مرتبطة بخامس أركان الإسلام، وهو ما أكده عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب الباحسين في حديثه ل«عكاظ» حيث بين أن توعية الحجاج ضرورة شرعية وأمر يؤجر عليه الإنسان كونه يوعيهم ليؤدوا أحد أركان الإسلام. ورأى الباحسين أن الجهود المبذولة جيدة لكنها غير كافية، مطالبا بالاطلاع على كل جديد في مجال التوعية والاستفادة منه وتطويعه في خدمة الحجاج، حاثا على الاستفادة من التقنية في ذلك باستخدام المواد التسجيلية المصورة والأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية والكتيبات والمطبوعات وكل الوسائل لمخاطبة أكبر شريحة بالطريقة التي تناسبها، مشددا على مسألة توعية الحجاج في بلدانهم، ومعتبرا أنها مطلب شرعي مهم كون الحاج لا يملك الوقت الكافي للاستفادة من التوعية عند وصوله للمملكة. بينما رأى الداعية السوري الدكتور محمد راتب النابلسي أن التوعية جزء من الدين، معللا ذلك بأن الجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به. «عكاظ» بعد استعراضها لجهود الجهات المعنية في الحج في الجزء الأول من ملف التوعية في الحج والذي أظهر عدم قدرة بعض الجهات على إيصال الرسالة التوعوية بسبب أمية الحجاج وضعف ثقافتهم وقصر فترة تواجدهم في المملكة، إضافة لاختيار هذه الجهات وسائل غير مجدية معهم، تبحث في الجزء الثاني من الملف مسألة أهمية الدارسات والبحوث التي تخطط للعملية التوعوية وتقومها، وهل هي كافية؟، مستعرضين أبرز الدراسات، كما نواصل البحث عن أسباب عدم نجاح الجهود التوعوية في الحج والحلول لذلك سواء لحجاج الداخل أو الخارج، ونتعرف على دور المرأة في العملية التوعوية، ونتساءل عن دور بعثات الحج وحكومات الدول في القيام بالتوعية قبل وصول الحجاج من بلدانهم مستندين على التجارب الناجحة في هذا الصدد كالتجربة الماليزية الرائدة، متسائلين عن أهمية إيجاد استراتيجية شاملة للتوعية تشارك فيها كافة الجهات المحلية والدول الإسلامية. طرحنا كل هذه الأسئلة بحثا عن إجابات لها نضعها أمام الجهات المعنية بالأمر، فإلى التفاصيل: الحج التجريبي بداية يرى مدير التوجيه والتوعية في وزارة الداخلية الدكتور علي شائع النفيسة أن وضع الدراسات والأبحاث التي تقوم العملية التوعوية في الحاج أمر مهم، مبينا أن بعض الجهات تعتمد في خططها التوعوية على الدراسات العلمية. ولفت النفيسة إلى أن الدول التي نجحت في التوعية الاستباقية لحجاجها مثل ماليزيا وإندونيسيا وغيرها من الدول الإسلامية اعتمدت على الدراسات والأبحاث، مشيرا إلى أنه من خلال الدراسات والأبحاث عرفنا نجاح تجاربهم أيضا، مستدلا على ذلك بالدراسة التي قام بها الدكتور رجاء الشريف لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بعنوان «دور التوعية في منع الزحام.. أولويات التنفيذ» حينما أشار إلى أن مشكلة الزحام مشكلة تتكرر سنويا، ومع ذلك فإن حجاج ماليزيا أقل الحجاج إصابة حيث تصل إلى حالة واحدة، مما يعني أن حجاج ماليزيا من أكثر الحجاج تجنبا لمواقع وأوقات الزحام نتيجة لبرامج التوعية والتدريب العملي التي يتلقونها في بلادهم وبوقت كاف قبل وصولهم إلى المملكة لأداء الحج. وطالب النفيسة بضرورة الاستفادة من التجارب التوعوية العلمية المتمثلة في الحج التجريبي الذي تقوم به بعض الدول الإسلامية، إضافة لتفعيل دور المساجد. علاقة المطوف بالحاج لكن المطوف والكاتب فايز جمال كان له رأي آخر في قضية الاستفادة من الدراسات، حيث طالب بضرورة عمل دراسات علمية عن أثر علاقة المطوف بالحاج في العملية التوعوية، مشددا على أن هذه النقطة مهملة، ولفت جمال إلى أن المطوف كان في وقت سابق تربطه علاقة خاصة بالحاج حتى صدرت ضوابط الإسكان الجديدة، مبينا أن المطوف يعرف لغة الحاج وثقافته وبيئته ويستطيع أن يكون عنصرا فعالا في العملية التوعوية، وطالب بتعزيز العلاقة بين المطوف والحاج وعمل دراسات بحثية عنها لأنها نقطة في غاية الأهمية وتعد هذه العلاقة خط الدفاع الأول ضد السلوكيات الخاطئة. ولاحظ جمال أن المراهنة على توعية الحجاج في بلدانهم تجد استجابة ضعيفة من القائمين على بعثات الحجاج، مشيرا إلى أن التوعية في المملكة مهما بذل فيها من جهو فإنها لاتؤدي الغرض. ورأى جمال أن العائق المالي يقف حجر عثرة في طريق التوعية الداخلية من خلال تجربة شخصية له كمطوف، حيث سبق واستعان بعدد من المرشدين المؤهلين لمرافقة الحجاج في رحلة الحج لتوعيتهم بكل ما يتعلق بمناسك الحج والأمور التنظيمية الأخرى، إلا أنه وجد أن العملية مرهقة ماليا كون الشخص الذي يعمل في التوعية يجب أن يكون مؤهلا وأكاديميا وبالتالي فإن المسألة سوف تكون مكلفة ماليا رغم جدواها في إيصال الرسالة التوعوية بشكل مباشر وبسيط، مشيرا إلى أن معظم من يعلمون في التوعية ضعيفون وغير مأهلين لأن البعض يبحث عن ذوي الأجر المنخفض، مشددا على ضرورة استعادة دور المطوف المفقود في العملية التوعوية واستخدام الدراسات العلمية التي تؤيد وجهة نظره. وعي الدول ولاحظ رئيس جامعة أم القرى السابق الدكتور المطوف سهيل بن حسن قاضي أن هناك عددا لا بأس فيه من الدراسات والأبحاث التي تخطط وتقوم العملية التوعوية، لكنه يرى أن الإشكالية في تطبيق هذه الدراسات وإلزام الجهات بتنفيذها وتدارك الأخطاء التي كشفتها، ولفت إلى أن مشكلة التوعية مركبة ومعقدة فمن جهة أن كثيرا من الدول الإسلامية لا تقوم بتوعية حجاجها رغم وجود دول لديها وعي مثل ماليزيا وإندونيسا وتركيا وغيرها، ومن جهة أخرى فإن التوعية في الداخل ليست ذات جدوى كبيرة لعدم تقبل الحجاج لها بسبب ضيق الوقت وعدم استعداد الحجاج وعدم ملاءمة وسائل وضعف القائمين على التوعية. واقترح قاضي استخدام الأفلام السينمائية بتوعية الحجاج وترجمتها بلغات وبثها في الفضائيات الإسلامية ودور السينما وجميع الوسائل المتاحة، داعيا إلى الاستفادة من نجوم الرياضة والإعلام والمجتمع المسلمين من أمثال اللاعب زين الدين زيدان وإنيلكا ومحمد علي كلاي وغيرهم من نجوم العالم المسلمين في إرسال رسائل توعوية عن الالتزام بالانظمة والإرشادات في الحج، معتبرا أن هذه الوسيلة قد تكون فاعلة خصوصا لتأثير هؤلاء النجوم في العالم كله، مشيرا إلى أن هؤلاء النجوم قد يكونون من وسائل التعريف بالإسلام ورسالته الحضارية، مطالبا بإخضاع مثل هذه الاقتراحات للدراسات لقياس مدى فاعليتها وتأثيرها في العلمية التوعوية، وأيد قاضي إيجاد استراتيجية للتوعية في الحج تشارك فيها جميع الدول الإسلامية. توعية مفقودة واتفق عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى وأحد الباحثين في معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج الدكتور إحسان المعتاز مع رأي قاضي في ضعف استجابة الدول الإسلامية مع النداءات بضرورة توعية الحجاج في أوطانهم، مبينا أن ذلك يرجع لعدم اهتمام بعض الدول الإسلامية بعملية الحج والتوعية فيه، إضافة لأن بعض الحجاج يأتون من دول غير إسلامية، وبالتالي فإن التوعية ستكون مفقودة بالنسبة لديهم. ولفت المعتاز إلى أن الدراسات والأبحاث كشفت كثيرا من أوجه الخلل في العلمية التوعوية لدى الحجاج، مستشهدا بمواقف لنقص التوعية عند الحجاج بقوله «هناك حاج سأل أين قبر النبي وهو في مكة؟ وحاج آخر وهو في الحرم يقول أين القبلة، وحاج ثالث توهم أن عدم الهرولة للمرأة بين العلمين تنقض حجها»، وبين أن كثيرا من الحجاج يجهلون الأمور البديهية في الحج والمعلومات الأولية عن السلامة مكتشفا ذلك من خلال عمله البحثي. وشدد المعتاز على أن بعض الطرق المستخدمة في التوعية من توزيع الكتب والبروشورات غير مجدية نظرا لارتفاع نسبة الأمية وضعف الثقافة لدى الحجاج. ولاحظ المعتاز أن لوزارة الشؤون الإسلامية دورا كبيرا يجب أن تضطلع به وتزيد من جهودها خصوصا في جانب المعلومات الشرعية عن الحج. واقترح المعتاز ربط منح التأشيرات للحجاج بالالتحاق بدورة لمدة شهر عن الحج وذلك عن طريق سفارات خادم الحرمين الشريفين تشرف عليها كافة الجهات المعنية بالحج، مصادقا على توصيات لجنة الحج الكبرى التي أوصت بذلك، وشدد على دور معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج في دراسة كل المقترحات المطروحة لاختيار أفضل الحلول لتوعية الحجيج حتى لا تبنى التوعية على مقترحات ارتجالية. نفي التهمة ونفى رئيس قسم البحوث والشؤون الإعلامية في معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج الدكتور عثمان قزاز تهمة «التقليدية والارتجالية» عن التوعية التي تقوم بها الجهات المعنية في الحج، مشيرا إلى أنها تهمة لا تتفق مع الواقع وتدحضها استعانة الجهات الرسمية بالمعهد لعمل الدراسات والأبحاث حول أدائها في الحج، واستدل على ذلك بعدة بحوث منها بحث بعنوان «دور الإعلام ومصادر المعلومات في تحقيق التهيئة المعرفية والسلوكية للمعتمرين»، ومنها مشروع بحث حول «دور المتغيرات الاتصالية في تحقيق مقاصد الحج» وهي دراسة مسحية تقويمية على عينة من الحجاج العرب لموسم 1427 ه، وكذلك منها بحث عن «تقييم برنامج الاتصالات السعودية الإرشادي المنفذ عبر أجهزة الجوال باسم المطوف» في عام 1424 ه. وأرجع قزاز سبب عدم التزام الحجاج بالتوجيهات التوعوية وضعف العمل بها إلى «أن نسبة الحجاج الذين يحضرون للمرة الأولى في كل عام هي الغالبة، لذلك يظهر أثر التوجيهات الرسمية للحجاج»، رافضا تصنيف الأمور التوعوية والتوجيهية في سياق واحد، مضيفا «التوجيهات مختلفة باختلاف الأغراض، فهناك توجيهات آنية ومباشرة مثل تفكيك الزحام وإدارة الحشود وهذه التوجيهات لا يعتريها ضعف مخل، بخلاف أمور صحية وتعبدية أخرى». وعن الأسباب الرئيسة وراء عدم استيعاب الحجاج للرسائل التوعوية التي تقدمها مؤسسات الطوافة ووزارة الحج وباقي الجهات العاملة في الحج قال قزاز «حينما تقول (الحجاج) فأنت تتحدث عن عشرات الدول المختلفة لغات وثقافات ومئات الشرائح الاجتماعية المتباينة، ولكن تكاد تكون السمة اللافتة لهم هي البساطة والقروية، ولا أقول هي معوقات لتلقي التوجيهات بشكل مجد بقدر ما هي مسألة تحتاج إلى كثير من الدقة والديمومة في بعث الرسائل التوعوية». واستدرك قزاز «لكن لا أقول إن الرسائل التوعوية كاملة تامة ولا تحتاج إلى تطوير، بل هي محل مراجعة في كل عام، فالخطأ وارد ما دمنا نعمل، والكلام نفسه ينصب على (الوسيلة الناقلة للرسالة) سواء كانت الوسيلة بشرية أو تقنية فهي في النهاية أيضا محل مراجعة جهات الاختصاص من أجل تطويرها وتحسين جودتها وكل فيما يخصه». دراسة ميدانية واستشهد قزاز بدراسة واقع جهود التوعية في الحج وهي دراسة ميدانية على القائمين بالتوعية في الجهات المعنية أعدها الدكتور محمد بن علي الشريف والدكتور عبد العظيم إبراهيم خضر حيث كشفت الدراسة أن المستوى التعليمي للعاملين في التوعية كشف عن أن من يحملون المؤهل الابتدائي والمتوسط بنسبة 14.16 في المائة، أما الغالبية فهم من خريجي الثانوية بنسبة 60.19 في المائة وهذا يعني أن هناك نسبة ليست هينة من القائمين بالتوعية يعانون من ضعف المستوى التعليمي يصل مجموعهم إلى 75 في المائة تقريبا، وقد كشفت الدراسة أن معظم أعمار العاملين في سن الشباب حيث إن ما بين 21 30 عاما بلغت نسبتهم 65.33 في المائة وهو ما يعني توافر طاقات يمكن استثمارها وتوجيهها بما يخدم أهداف التوعية. وأوضحت الدراسة أن مدى اهتمام المؤسسات ببرامج التوعية كبير بنسبة 52.1 في المائة، بينما وجدوا أن الاهتمام المتوسط تبلغ نسبته 32.81 في المائة، والاهتمام كان ضعيفا بنسبة 15.09 في المائة وهي نسبة ليست هينة. وبينت الدراسة الأهداف الخاصة بالتوعية في الحج، حيث وجد أن نسبة 31.69 في المائة تهتم بهدف المحافظة على الأمن والسلامة، ونسبة 14.91 في المائة تهتم بهدف التعرف على مناسك أو الحج، ونسبة 13 في المائة تهتم بهدف التوعية الشاملة، ونسبة 11 في المائة تهتم بهدف التعرف على أساليب التصرف في أوقات الطوارئ، بإضافة المحافظة على قواعد الأمن والسلامة ينتج أن النسبة مجتمعة تصل إلى 42.7 في المائة، وهو ما يشير إلى أن الجانب الأكبر من التوعية يستهدف الأمن والسلامة، أما بقية الأهداف فإن الاهتمام بها أقل. وأوضحت الدراسة أن وسائل توعية الحجاج متنوعة، وقد قامت الإدارات باستخدام العديد منها، فنجد أن من استخدموا النشرات كانت نسبتهم 14.59 في المائة ثم التلفزيون بنسبة 13.28 في المائة، ثم المحاضرات بنسبة 13.37 في المائة، ثم الكتيبات بنسبة 12.3 في المائة، ثم المطويات بنسبة 12.39 في المائة، ثم الندوات بنسبة 9.3 في المائة، ثم الإذاعة بنسبة 8.6 في المائة، ثم أشرطة الكاسيت بنسبة 6 في المائة، ثم أشرطة الفيديو بنسبة 4.25 في المائة، ثم الإنترنت بنسبة 3.46 في المائة، وتشير النتائج إلى تفوق الوسائل المطبوعة حيث بلغ مجموعها نحو 39.2 في المائة تقريبا، في حين إن المسموعة والمرئية بلغ مجموعها 32.2 في المائة تقريبا. وكان من أهم نتائج الدراسة أن هناك نسبة ليست هينة من القائمين بالتوعية يعانون من ضعف المستوى التعلمي، وبناء على ما توصلوا إليه من نتائج أوصوا بإقامة العديد من الدورات التدريبية المتخصصة التي تهدف إلى إعداد وتأهيل الكوادر التي يمكنها الإسهام بفاعلية في تنفيذ برامج التوعية في الحج، مع المطالبة بوضع استراتيجية دقيقة واضحة المعالم للتوعية الشاملة في الحج مما يعني الأهمية الكبيرة لاستمرار عمل الأبحاث والدراسات العلمية لتقويم العملية التوعوية باستمرار لتطويرها وملاءمتها للحجاج.