أكد مسؤولون في وزراة الحج ومؤسسات الطوافة وإعلاميون أن حملتي (الحج عبادة وسلوك حضاري) و(لا حج إلا بتصريح) حققتا مؤشرات نجاح جيدة على صعيد الحد من الافتراش والسلوكيات السلبية في الحج. مشيرين إلى ضرورة التكامل في خطط التوعية بين الداخل والخارج. وأوضحوا في ندوة “المدينة” أن المشروع التطويري المقبل يهدف إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لمنى بمعدل مليون حاج، وذلك لمواكبة الارتفاع الملموس في أعداد الحجاج من الخارج الذين يؤدون الفريضة بمعدل ألف حاج عن كل مليون نسمة. وأوضحوا أن خطط التوعية يجب أن تشمل المواطن والمقيم أيضا. مشيرين إلى ضعف جدوى توعية الحجاج بعد القدوم من بلدانهم لضيق الوقت. وأشاروا إلى أهمية التركيز على تفويج الحجاج إلى الحرم لضمان عدم زحام الطواف بالمسجد الحرام. واقترحوا إعادة النظر في المساحة المخصصة لكل حاج في منى بمعدل 1.1 م لتعزيز السلوكيات الحضارية للحجاج. ودعوا إلى خطة شاملة للتوعية تشارك فيها الوزارات المعنية وسفارات المملكة بالخارج ودول الحجيج تفضي في النهاية إلى تعميم التجربة الماليزية في التوعية بالحج. فإلى تفاصيل الندوة.. * “المدينة”: ما أبرز مفاهيم الحملة التوعوية “الحج عبادة وسلوك حضاري”؟ ** عادل بلخير: نحن سعداء بهذا اللقاء لنوصل لقارئ صحيفة “المدينة” الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين وجميع لخدمة الحجاج، ولا شك أن الحملة التوعوية التي انطلقت في نسختها الثالثة قبل أيام لم تأت من فراغ، بل أتت لكي تنظم أوضاع وظواهر سلبية، كانت تؤثر على جميع الجهود التي تبذلها حكومة المملكة، ومن أبرزها الحجاج غير النظاميين وافتراش الطرقات في المشاعر المقدسة، وأثر ذلك على السير في الطرقات عند التوجه لرمي الجمرات، كل هذه الأمور أدت إلى التفكير منذ ثلاث سنوات في إمارة منطقة مكةالمكرمة وعلى رأسها سمو الأمير خالد الفيصل بالإعداد الجيد لهذه الحملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) و(لا حج إلا بتصريح). وكان أثرها إيجابيًا في أول نسخة، ولكن لوحظ ضرورة إجراء بعض التعديلات والإضافات في النسخة الثانية العام الماضي وهذا العام نتطلع إلى نجاح أكبر، وأن يكون لها أثر إيجابي وكبير أيضًا. وقد وجه الأمير خالد الفيصل بأهمية تفاعل مؤسسات الطوافة لنقل الأفكار والتنظيمات والفوائد إلى حجاج الخارج، ولا نقتصر على حجاج الداخل لأن السلوك يعني معرفة كيف تسير في الطريق وكيف تجلس وكيف تتبع وتنفذ الأنظمة والتعليمات وكل هذا يصب في معين حج آمن سليم لحجاج بيت الله الحرام من الداخل والخارج. التوعية قبل القدوم * “المدينة” ما أهم المعوقات التي واجهت حملة التوعية خلال الأعوام الماضية؟ ** فايق بياري: أولًا نشكركم على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء الطيب ونسأل الله تعالى أن يكون جيدا على صعيد معالجة ما يطرأ في أعمال الحج من ملاحظات، وفيما يختص بأي عمل ميداني فهو لا يخلو من السلبيات والكمال لله سبحانه وتعالى، وأغلب الأعمال الخاصة بمؤسسات الطوافة هي أعمال ميدانية فيها التصاق مباشر مع الخدمات التي تقدم لحجاج بيت الله الحرام، وهناك منظومة خدمية متكاملة لأداء مناسك الحج، ولكن فيما يختص بأمور التوعية أعتقد هناك جانب مهم وهو بعثات الحج التي لها دور كبير في توعية الحجاج من بلدانهم، لأن غالبية الملاحظات التي قد تطرأ في الحج نتيجة عدم إدراك أو معرفة الحاج بالمناسك. التوعية مسؤولية الدول * “المدينة”: هل التوعية مسؤولية الدول التي يقدم منها الحجاج؟ ** فايق بياري: في الدرجة الأولى مسؤولية كل دولة من الدول التي يقدم منها الحجاج ولا أقول توعية محددة بل شمولية للحاج، وأعتقد أن تجربة دولة ماليزيا يمكن أن يحتذى بها، فالحاج لا يأتي من ماليزيا إلا وتم توعيته تماما في التعامل والتخاطب وكيفية ركوب للسيارات والطواف والسعي. * “المدينة” هل تؤيدون أن التوعية مسؤولية دول الحجاج أولًا؟ ** عادل بلخير: في تقديري موضوع التوعية تكاملي بين مسؤولي البعثات في الخارج والداخل، وإن كانت التوعية قبل القدوم لها أهمية أكبر لطول الفترة، التي يقضيها الحاج في المملكة، وفي ماليزيا تعقد شبه دورة للحجاج لأكثر من أسبوعين للتعرف على المشاعر بشكل مقرب، ولكن لا ننسى الدور الكبير لنا في الداخل سواءً قطاعات رسمية أو أهلية، وهناك لجان تعمل مع مؤسسات الطوافة لإيصال الرسالة التوعوية، التي تؤكد أن الحج عبادة وسلوك حضاري وكل هذه الأمور تصب في معين واحد، وهو تبصير الحاج والمتعامل معه بكيفية الوصول إلى حج آمن سليم جيد منظم صحي. * “المدينة”: لماذا توقف برنامج وزارة الحج بتوعية الحجاج في بلدانهم؟ ** عادل بلخير: لم يتوقف البرنامج إنما اختلفت الآلية والتوعية. وقد بحثنا عن أنجح الأساليب لهذه التوعية، ووجدنا أن من ينقل أفكار التوعية والعناصر التي نريد بثها هم من يتحدثون بلغة الحاج نفسه. * “المدينة” أين دور الهيئة التنسيقية في التوعية؟ ** فايق بياري: كل مؤسسات الطوافة عند لقائها ببعثات الحج يتم التأكيد على توعية الحجاج قبل قدومهم للمملكة والتوعية شمولية والكثير من الدول تطبق برنامج التوعية عن طريق أئمة المساجد والإذاعة والتلفزيون، ولا ننسى أن الكثير من الدول يقدم حجاجها من البادية، وكل مؤسسات الطوافة والأدلاء في المدينة ينفذون ورش عمل بمشاركة جميع المختصين والمسؤولين المعنيين في المرور والدفاع المدني والشؤون الصحية وتفويج الحجاج إلى جسر الجمرات، وندعو في هذه الورش كل بعثات الحج المعنية وتلقى عليهم محاضرات، وفي الجانب الميداني تدعو مؤسسة حجاج الدول العربية بعثات الحج للوقوف على طبيعة المشاعر لصعوبة توعية أكثر من 350 ألف حاج بشكل مباشر. برامج بدون جدوى * “المدينة” هل برامج التوعية حققت نتائج إيجابية؟ ** خالد الحسيني: الحج موضوع أزلي لا يتوقف والتوعية السريعة العاجلة، لا يستفيد منها الحاج لضيق الوقت، ونحن نحتاج إلى آلية كبيرة تشارك فيها الدولة عن طريق وزارة الخارجية والإعلام والسفارات حتى يأتي الحاج وهو مستوعب أين سيذهب وأين سيسكن، أما أن نأتي ونريد توعيته في أسبوع، فهذا أمر صعب على مؤسسات الطوافة، وأنا كواحد من سكان مكة ومن خلال متابعتي على مدى سنوات طويلة، وجدت أن برنامج التوعية عادي جدا، في حين أن أكثر الحجاج يجهلون معلومات بسيطة عن الحج والمناسك وطريقة التعامل مع المستجدات في المشاعر والمشروعات، الآن قطار المشاعر الجديد أين دور وزارة الحج ودور المؤسسات في التعريف به، ولكن في اعتقادي ومع احترامي لكل ما قيل وما تقوله وزارة الحج، فالتوعية عملية مبسطة عبارة عن معلومات سريعة توجه للحاج في المؤسسة، تقول له كيف تذهب إلى عرفة وترمي الجمرات وتؤدي الطواف، وهذا في الحقيقة لا يكفي. ونحن نحتاج لتطبيق التجربة الماليزية في التوعية خاصة في ظل قصر فترة التوعية. * “المدينة” هل فترة التوعية كافية من وجهة نظركم؟ ** بلخير: نقدر وجهة نظر الأستاذ خالد، ولكن على هذا البساط يجب أن نفرق بين حجاج الداخل والخارج نحن لم نقل أن التوعية للحاج الكريم القادم من خارج المملكة تتم في مؤسسات الطوافة، ونحن نؤكد أن هناك مواد توعوية وأمورا وتنظيمات تبلغ بها بعثات الحج في اللقاءات الأولى مع بداية السنة الهجرية على أساس أن تبث للحاج في بلاده، كسبًا للوقت الطويل ولغة الحاج والآليات التي يفهم بها الحاج والمستوى التعليمي والثقافي والعمري لكل حاج في بلده لكن هناك أمورا استكمالية نستغل فيها وجود الحاج ومن يمثله، والصحافة لم تقصر في نشر الأنظمة والتعليمات وما يصدر من تنظيمات لدخول المشاعر، ونحن لم نقل أن التوعية تتم داخل المملكة 100%، ووزارة الحج هي محور الاتصال مع بعثات الحج ومن يمثلون الحجاج ولها اتصالها في الداخل مع كل الوزارات المعنية بالتوعية. توعية المواطنين * “المدينة” ما آلية توعية حجاج الدول الأفريقية غير العربية؟ ** عبدالواحد برهان: من خلال تجربة واقعية المؤسسة هذا العام تطبق برنامج النقل الترددي، ومنذ ثمانية أشهر بدأنا ورش عمل مع مسؤولي مؤسسات بعثات الحج من أجل استيعاب آلية تنفيذ برنامج النقل الترددي ونأخذهم ميدانيًا على مواقع تنفيذ هذا البرنامج، ويتم الإجابة على جميع الاستفسارات وعقدنا حتى الآن سبعة ورش عمل بمشاركة أكثر من 250 مسؤولًا من البعثات وأبلغناهم بضرورة استيعاب هذه الرسالة وبثها لدى الحجاج وإفهامهم، لأن هناك أدوارا لا بد من استيعابها حتى ينجح البرنامج، إضافة إلى وجود دور في المؤسسة لتوعية الفريق الذي يعمل من الداخل ويضم رؤساء المجموعات ومرشدي الحافلات، وهناك لقاءات يومية واجتماعات مع بعثات الحج منذ بداية العام لم تنقطع تناقش برامج التوعية وغيرها من أجل ضمان تقديم أفضل سبل الراحة لقاصدي وحجاج بيت الله الحرام، والتجربة الماليزية في التوعية اقتبست في دولة موريشيوس وفي السنغال ومالي والنيجر وتشاد أنشأوا بيت الحج للتركيز على قضية التوعية، وكذلك في نيجيريا خلال خمس سنوات تحقق تطور كبير في مستوى التوعية بين الحجاج، وكنا نعاني من مشكلة العفش الآن انتهت هذه المشكلة هناك فرق شاسع في تعاملات البعثات. وهناك سؤال يطرح نفسه هل قضية التوعية فقط تنطبق على الحاج وبعثات الحج أم علينا نحن أيضًا كمواطنين. وأقول بكل صراحة نحن نحتاج توعية وابناؤنا كذلك ورجال الأمن والجوازات والبائع والمشتري نحتاج إلى تعميق ثقافة الحج لتكون مادة أساسية في ثقافة التعليم في المملكة، لأني كمواطن في المملكة معرض لخدمة الحاج ومعرض أن أحج وثقافة الحج في بعض مناطق المملكة ضعيفة جدًا، إذ تجد المواطن لا يعلم عن الحج شيئًا، ونحن التقينا بعض القيادات والمسؤولين، وعندما ناقشناهم وجدنا انطباعهم وأفكارهم عن الخدمات وآلية تقديمها والمبالغ التي تستحصل من الحجاج شيئًا غريبًا، وعندما شرحنا لهم الوضع تغير الفكر عندهم. كلية للحج * “المدينة” هل التنسيق القائم بين الجهات المختصة في الحج وصل لدرجة النضج الكافي؟ ** د. عبدالمحسن هلال: يشغلني دائمًا موضوع التنسيق بين الجهات المختصة بالحج، كمواطن عادي سواءً من مكة أو الرياض. لا أعرف الجهات التي من المفترض أن تنسق عملية الحج؛ هناك خدمات كثيرة بها نقص غير التوعية، وإذا تحدثنا عن التوعية الدينية فكثير من الحجاج يعرفون ماذا يريدون وماذا يفعلون وكيف يصنعون في الحج، لكن ليس هناك خرائط لمكة أو لسكن الحاج، وبعض الكشافة ورجال الأمن الذين يعملون لا يعرفون الطرق ولا كيف يدلون حتى أنا كمكي أسوق وأضيع بين منى وعرفة، لأن الخطوط تتشابه فلا يستطيع أحد أن يدلني أين مخرج شارع سوق العرب أو الجوهرة، وأقترح أن يكون عندنا كلية للحج تُخرج أناسا يعرفون لغات العالم الإسلامي، والنقل الترددي تجربة لها عشر سنوات وحتى الآن لا ألمس فرقًا في النقل ولا يزال الزحام هو المشكلة الكبرى التي تواجه الحجاج، والحاج لا يحتاج إلى توعية لأنه كالسائح يريد أن يعرف ماذا يفعل في الساعة كذا وأين ينتقل في الساعة كذا، وإذا تعطلت سيارته ولا يستطيع أن يجد من يوصله. كل هذه الخدمات أنا لا أعرف من المسؤول عنها: وزارة الحج أو مؤسسات الطوافة أو لجنة الحج العليا، كيف يتم تنسيق هذه الموضوعات حتى جسر الجمرات نحن خففنا الضغط عن منى، ولكن ماذا يحدث عندما يذهب كل هؤلاء للمسجد الحرام، طريقة التفويج أو إدارة الحشود، أريد من يحدثني عن هذه الأمور حتى أستطيع أن أتحدث عنها إلى الناس وأستطيع أن أكتب عنها وأشرحها لغيري من المسؤول عن هذه الأمور. * “المدينة”: الكلام الذي ذكره الدكتور عبدالمحسن مهم جدًا في قضية التوعية.. هل فعلًا هناك تداخل في الاختصاصات؟ ** عادل بلخير: شكرًا للدكتور عبدالمحسن، لكن الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة ايام ونحن بشر مهما عملنا فعمل الإنسان دائمًا يوجد به نقص، لكن الإنسان في مراحل يدرك أخطاءه في مراحل سابقة، وأركز على بعض النقاط التي ذكرتموها في حديثكم. فيما يتعلق بالنقل الترددي طبق هذا العام في مرحلته الثالثة والمرحلة غير محددة بفترة زمنية معينة، المرحلة الأولى كانت مطبقة على حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا والمرحلة الأولى لم تطبق في عام واحد، ولكن على مراحل بدأ بعرفات ومزدلفة ثم من مزدلفة إلى منى، ثم من مكة إلى المشاعر المقدسة وعلى مدار سنوات أدخل عليه بعض التحسينات عامًا بعد عام، ثم جاءت المرحلة الثانية لحجاج جنوب شرق آسيا وعددهم أكثر من ربع مليون وطبق خلال أكثر من عامين، وهذا العام المرحلة الثالثة، والنقل الترددي ليس له دخل بالنقل العام وإعطال الحافلات. وفي العام القادم سننتهي من مؤسستين هما حجاج الدول العربية وحجاج جنوب آسيا، وبالنسبة للتفويج تمت إقامة جسر الجمرات خلال سنوات، وبالتالي تغذية المنشأة والاستفادة من جميع الأدوار يحتاج إلى تطوير في الطرقات المغذية وفتح بعض الطرقات والأنفاق، وجهات الاختصاص لم تقف عند هذا الحد وهناك دراسات حالية لتفويج الحجاج من جسر الجمرات إلى الحرم من أجل الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف، والتوعية لا تأتي من جهة واحد بل هي عمل تكاملي شمولي من جميع القطاعات في المملكة. بنية تحتية للسلوك الصحيح * “المدينة”: نريد رؤية لمفهوم “الحج عبادة وسلوك حضاري” ثم نعرج على مشكلات ومعوقات التوعية؟ ** فايز جمال: أتصور أن عنوان هذا الشعار بالتأكيد صحيح، وما دمنا نتحدث عن السلوك فإننا نحتاج بنية تحتية تعين على السلوك الصحيح، وأتصور أن هناك خللًا كبيرًا في هذه المسألة ودعنا نتكلم عن الترددي، حيث إنه منذ عام 1416 ه خضنا أول تجربة وحاليًا لها 15 عامًا لم تكتمل التجربة إلى الآن وهناك بطء في البنى التحتية من خلال النقل العام، وهذا يرجع إلى تهميش رأي المطوف، كما أن وزارة الحج لم تقم بدورها الحقيقي بإشرافها على مؤسسات الطوافة، على الرغم من أنها أكثر جهة تستطيع أن تتلمس من خلالهم مواقع الخلل وكيف يمكن إصلاحها؟ وفي اعتقادي أنه يجب أن يعطى المطوف دوره الحقيقي في أداء الخدمة ونبتعد قليلا عن هيمنة الحس الأمني على الحج. ويجب على وزارة الحج أن تأخذ زمام المبادرة وتبادر إلى مقترحات فاعلة. ومن الأفضل ألا تطالب الناس بسلوك حضاري في الحج بالنسبة فيما يتعلق بالافتراش والنظافة فمخيمات منى حاليا تحدد 1.1 متر مربع بالنسبة للحاج الواحد وهو ما لا يساعد من وجهة نظري على الالتزام بالسلوك الحضاري. زيادة الطاقة الاستيعابية مليون حاج عادل بالخير: لا بد أن تكون وزارة الحج إدارة وحدة، وأن تكون بقية الأجهزة الأخرى أجهزة مساعدة ولكن يجب أيضا أن تعطي وزارة الحج كل الإمكانات والصلاحيات التي تمكنها من القيام بهذا الدور، والطاقة الاستيعابية الحالية بالنسبة للحجيج تقلق الجميع في ظل مطالبات من مختلف الدول بزيادة عدد الحجاج وحكومتنا الرشيدة تحاول قدر الإمكان أن تلبي الطلبات، كما أن هناك دراسة لزيادة الطاقة الاستيعابية بمشعر منى باستخدام سفوح الجبال من خلال بناء خيام جديدة بأسلوب يتماشى مع الطبيعة الجغرافية، الأمر الذي سيزيد طاقتها الاستيعابية لأكثر من مليون حاج على سفوح الجبال ويتم أخذ رأينا فيما يعنينا ومن اختصاصنا في حال الاستعانة. فايز جمال: المفترض على وزارة الحج أن تكون هي صاحبة المبادرة لكن نجد أن وزارة الشؤون البلدية والقروية هي التي تنفذ ولا تأخذ رأي غيرها، حسبما يتردد ومن المفترض أن يكون هناك تنسيق بين الجهتين بمشروعات الحج وفي حين تقول وزارة البلدية أن الخيام هي البديل الأمثل نجد الحجاج مزدحمين بالمخيمات ولهذا يجب أن تشاهد وزارة الحج بعينها وضع الحجاج والتكدس الحاصل بالمخيمات والطوابير على الموافق ودورات المياه. عادل بالخير: فيما يتعلق بالاستثمار الخارجي في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بشأن الإسكان صدرت توجيهات كريمة باستثناء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة من الاستثمارات الخارجية في الإسكان، وهناك قرار من مجلس الوزراء رقم 81 من عام 1428 يركز على دراسة معوقات أعمال مؤسسات أرباب الطوائف، ومن ضمنها موضوع الفئات وصدر أمر سامي قبل أربعة أعوام بدراسة موضوع الإسكان، ووجود بعض المزعجات في المخيمات أو السكن صحيح وجوده ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تتوفر فيه مساحة كافية لكل حاج. الدكتور عبدالمحسن هلال: أتمنى أن تأخذ وزارة الحج دورها ونحن نحتاج إلى توعية في الداخل للذين يعترضون ويمانعون في البناء بمنى اننا بحاجة إلى مدينة سكنية في منى ولا نحتاج البناء على الجبال والتحايل على تسكين الحجاج، ويجب أن نعرف أن الحاج يحتاج إلى خدمات، كما أن الجهات الأمنية تحتاج إلى ذلك حتى تتدخل وقت الأزمات والإخلاء. ويجب أن تقف وزارة الحج وتفرض رأيها وترفع لولي الامر وجهة نظرها مدعمة بالدراسات والواقع الذي يعيشه الحجاج. عادل بالخير: هذه المقترحات ستصل بإذن الله وبقوة ولا يخفى على الجميع أن لجنة الحج المركزية برئاسة سمو أمير منطقة مكةالمكرمة تضم 26 جهة ذات علاقة تعمل في نطاق الحج بكل خدماته ومستوياته وإنشاءاته وتبحث اللجنة أمور عدة لخدمة الحجيج وترفع تقارير لولي الأمر لاتخاذ اللازم. * “المدينة”: ننتقل لنقطة الحج عبادة وسلوك.. كيف يتم اختيار النماذج المشرفة التي تخدم الحجاج بكل إخلاص؟ ** فائق بياري: هناك معايير محددة للاختيار واعتقد أن جميع مؤسسات الطوافة المعنية بتقديم الخدمات للحجاج تحسن اختيار العنصر الرئيسي وهو المؤدي للخدمة المباشرة للحاج وكل أرباب مؤسسات الطوافة تحرص على ذلك وإن وجد خلل يتم تدارك الأمر. * “المدينة”: هل هناك تفكير في إنشاء معهد أو مركز لتدريب العاملين في الحج؟ ** فائق بياري: الهيئة التنسيقية تركز في هذا الجانب، كما أن جامعة أم القرى من خلال خدمة المجتمع بدأت تعطي جرعات كبيرة بهذا الشأن للطلاب، ونحن ننظم دورات تدريبية للعاملين رغم أنها ليست بشكل مكثف ولكن قد تفي بالغرض. الدكتور عبدالمحسن هلال: هناك ملاحظة وهي وظائف طلب سائقين من خلال التوظيف الموسمي ونجد أن كل هؤلاء جدد ولا يعرف ماهية الخدمة السياحية والطرق الرئيسية فلا بد من وجود دورات ودروس لهم حتى يعرفوا كيف يتصرفون. فائق بياري: الوظائف يتم الإعلان عنها منذ وقت مبكر ويتم التنسيق مع مكتب العمل بهذا الشأن. عادل بالخير: هناك مركز متخصص في وزارة الحج يعطي دورات تثقيفية وتدريبية لمن يعملون في الخدمات المباشرة بمؤسسات الطوافة لخدمة الحجاج. التوعية باللغات الرئيسية للحجاج بدأت إذاعة التوعية في الحج بث برامجها التي تستمر لمدة شهر كامل ضمن جهود وزارة الثقافة والإعلام السعودية التوعوية لخدمة الحجاج بلغات عدة منها الإنجليزية والفرنسية والفارسية. وكان وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة اعتمد مخطط برامج الإذاعة الذي يبث بثماني لغات على مدار أربع وعشرين ساعة. ووجه المسؤولون في الإذاعة بضرورة مضاعفة الجهود لتكون هذه القناة الإذاعية المسموعة وسيلة تواصل جيدة مع ضيوف الرحمن بلغاتهم. وقال إبراهيم الصقعوب وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة «إن اللغات التي تبث بها الإذاعة تشمل (العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردو والتركية والفارسية والسواحلية) وتبلغ برامجها ستة وتسعين برنامجًا». وأوضح أنه سيتم بالتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالحج تزويد الإذاعة بمواد إعلامية وإحصاءات جديدة يتم تقديمها من خلال برامج الإذاعة، وقال إن وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة يوجه في كل موسم حج بتطوير برامج الإذاعة لتكون مواكبة لما تقدمه الدولة من خدمات لحجاج بيت الله الحرام. يذكر أن هذه الإذاعة تضاف للقنوات الإذاعية والتلفزيونية التي تقدم في موسم الحج خططا برامجية لخدمة ضيوف الرحمن. ------------------- الأمير نايف يجدد ثقة القيادة في مؤسسات الطوافة استمع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا مؤخرا لإيضاح من ممثلي أرباب الطوائف عما يقومون به من جهود ومهمات لتكامل الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ووجه سموه بتكثيف الجهود نحو خدمة قاصدي بيت الله الحرام. وأثنى سموه على جهود وزارة الحج وأرباب الطوائف وشكرهم على ما يقومون به نحو خدمة قاصدي بيت الله الحرام في إطار ما تقدمه الحكومة من جهود تهدف إلى تيسير السبل كافة لما فيه راحة ضيوف الرحمن وضمان تأديتهم مناسكهم بيسر وسهولة. وأكد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في السياق ذاته ثقة القيادة بأبنائها العاملين بمؤسسات أرباب الطوائف وحثهم على بذل المزيد من العمل الدؤوب المتواصل لتطوير خدمات مؤسساتهم بما يحقق تطلعات وتوجيهات القيادة الرشيدة في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن. وأكد سموه كذلك أهمية استمرار هذه اللقاءات لتقييم مستوى الأداء وتذليل العقبات. وفي بداية اللقاء قدم وزير الحج شرحا عن جهود الوزارة ومناشطها والخطوات والإجراءات التي تم اتخاذها هذا العام لتوفير المزيد من التسهيلات والخدمات للحجاج وتطوير أداء أرباب الطوائف وتحقيق جميع الخدمات الممكنة لحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف.