بداية دعونا نتفق على أن التشكيك في نتائج التجارب العلمية حق مشروع ومطلوب.. بل وملح.. فلولا الشك ما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم من تقدم وتقانة وتطور.. بيد أن هناك فرقا بين التشكيك المبني على علم ومعرفة والتشكيك المبني على (عبط) واعذروني على الكلمة. وقد تأكد لي هذا العبط من خلال مقال الأخ الكريم صالح الشيحي (نقاش على سطح القمر) المنشور يوم الأحد الماضي في جريدة الوطن.. يكفينا من المقال استناد الشيحي على (نظرية المؤامرة) حيث اقحمها بشكل غريب في إثبات خديعة الهبوط على سطح القمر !! قد اتفهم مؤامرة أمريكا على نفط العراق.. على نفط ليبيا.. أو لحماية مصالحها في الخليج.. أو لحماية إسرائيل.. لكن ما لا أستطيع فهمه هو دور خدعة الهبوط على القمر في سعيها لتحقيق تلك المصالح أو غيرها. عموماً إذا ما أردنا التسليم بفكرة المؤامرة التي استند عليها الشيحي فإننا حتماً سنكون مضطرين للمرور على عدة إشكالات قد تحرجنا أمام العالم وقبلها أمام أنفسنا ومن ثم أمام أجيالنا اللاحقة فيما لو تبين سخف اعتقادنا هذا فيما بعد.. أقلها كيف لم نتأمل موعد إعلان أمريكا بنجاح وصولهم إلى سطح القمر في عام 1969 م والذي تضمن بيانات تفيد أن النجاح تم بعد أكثر من 17 محاولة ؛ 15 منها سجلت كحالات فشل . هل نقول الخدعة يا مغفلين يجب أن تتطلب كل هذا العدد من المحاولات حتى تبدو المسألة وكأنها حقيقية؟ ثم ماذا عن عرض الرئيس (كينيدي) على الرئيس السوفيتي (خروشوف) والتي تضمنت مشروع الهبوط المشترك على سطح القمر والتي نشرتها وكالة الفضاء الروسية في مجلتها العلمية بعد هذا الإنجاز بسنوات.. ألا يشكل هذا العرض نسفاً لفكرة المؤامرة.. كيف تعرض أمريكا فكرة الهبوط المشترك ما دام في نيتها خداع العالم وإيهامهم بهذه الكذبة سيما وأن الهبوط تم بعد مقتل كينيدي بست سنوات؟ و ما دام أن الهبوط خرافة.. ما الذي يجبر وكالة الفضاء الأوروبية على السكوت ونظيراتها الصينية والهندية واليابانية وغيرها إلا إن كانوا شركاء في الخدعة.. فإن كانوا شركاء في الخدعة فما الذي يمنع إحدى تلك الوكالات العالمية الادعاء كذلك بوصولها بشرياً إلى سطح المريخ أو المشتري أو على الأقل سطح القمر أيضاً.. سيما وأن آلات التصوير السينمائية اليوم باتت أكثر تطوراً وأكثر إيهاماً لو أرادوا؟ . يا أخ صالح.. قد تستفيد الإدارة السياسية في أمريكا من النتائج العلمية التي تحققت بالفعل لتثبت تفوقها التكنولوجي على العالم وقد توظفها لصالح اللعبة السياسية.. لكنها حتماً لن تستطيع اختلاق منجزات علمية لذات الدافع.. فالعلم حينما يؤسس على قاعدة الصدق والثبات يكون صلباً يصعب نقضه..لكنه حينما يبنى على التزييف والخداع يصبح أوهن من بيت العنكبوت فلا يلبث أن تنسفه الأبحاث والتجارب الرصينة سيما وأن دولاً عدة حققت هذا الإنجاز (الهبوط على سطح القمر) لكن من دون أن تكون مأهولة بالبشر.. مثل اليابان والهند وكان بإمكانهم فضح هذه المؤامرة بتصريح بسيط. twitter: @ad_alshihri