فن الخداع في السينما هو أحد الركائز التي باتت السينما العالمية تعتمد عليها لنقل خيال الكاتب والمخرج إلي أرض الواقع, هوليوود عاصمة صناعة السينما العالمية في هذا الفن فقدمت الروائع, ولكن يبدو أن الخداع الأمريكي لم يقتصر علي السينما فحسب, بل امتد ليصبح وسيلة لإعادة صياغة الواقع السياسي, فمن غزو القمر ل ووترجيت إلي غزو العراق اعتمادا علي معلومات مزيفة يظهر الخداع كسمة متكررة في صفحات التاريخ الأمريكي. ففي الوقت الذي أثيرت فيه الشكوك مجددا حول الرحلة التي قام بها رائد الفضاء الأمريكي الأشهر نيل أرمسترونج إلي الفضاء ليضع العلم الأمريكي علي القمر, تشهد أروقة السياسة الأمريكية جدلا واسع النطاق حول قيام ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بخداع الكونجرس, ودفع المخابرات الأمريكية سي.أي.إيه إلي إخفاء معلومات عنه حول برنامج سري لمكافحة الإرهاب, لمدة ثماني سنوات هي فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري جورج بوش. فبعد40 عاما من غزو أمريكا للفضاء, ليصبح أرمسترونج أول إنسان يمشي علي القمر, يصر عدد ممن وصفتهم وكالة الأنباء الفرنسية ب المنكرين علي أن الفيلم الذي شاهده العالم ويظهر فيه أرمسترونج يسير كالطفو لم يتم تصويره علي سطح القمر, وإنما تم تصويره في ولاية أريزونا. وأرجع المنكرون أسباب تشكيكهم في الرواية الأمريكية إلي الضغوط التي كانت تمر بها الحكومة الأمريكية آنذاك, ورغبتها في الحصول علي علاج للآلام المبرحة التي خلفتها حرب فيتنام في وعي المواطنين الأمريكيين, مشيرين إلي أن الإدارة الأمريكية كان لديها رغبة في صرف انتباه الرأي العام عن الحرب بأي شكل.