فرقٌ كبير بين (الصيام) و (الصوم). الأول حسيٌّ عن الطعام و الشراب، أُمِرنا به :»كُتب عليكم الصيام». و الثاني معنويٌ عن كل قول أو تصرف مخالف، أُمِرتْ به مريمُ البتول :»فقولي إني نذرتُ للرحمن صوما فلن أكلمَ اليومَ إنسيا»، و لم يفرضه تعالى على المسلمين لرحمتِه بضَعفِهِم. لكن رغّبَهم فيه :»و أنْ تصوموا خير لكم إنْ كنتم تعلمون». ترجمَ ذلك سيد الخلق قائلاً :»مَنْ لم يدع قولَ الزور و العملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامَه و شرابه». هدفُ الخالق سمُوُّ المسلم في تعامله مع الآخرين. و لا يتحقق بجوعه و عطشه، بل بكَفِّ أذاهُ و لسانِه و جوارحه عن كل مُشين. و كان يُقال (فلانٌ صوّامٌ قَوّام)، من كثرةِ (الصيام) مع حقيقة (الصوم). و كثير منا اليوم أمسكَ (الصيام) و لم يُدركْ (الصوم). إنها النفس الأمّارةُ بالسوء، و البيئةُ المشجعةُ عليه، و الأقرانُ الدافعون إليه. يُؤدي ضريبَتَها المسلمُ من حياته و صحيفتِه. (فإذا أردتَ الكسب فاعرفْ الفرق). و أنظر أيّهما تختار. (الصيام) أم (الصوم).؟.أم كليْهِما.؟. Twitter:@mmshibani