اخترت هذا العنوان متابعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في وصفه صنفا من النساء الكاسيات العاريات.. والحق أن الحركة والسكون يحيل العقل اجتماعهما في جسم واحد، كما أن الشيء لا يوصف بالبرودة والحرارة في الوقت نفسه.. وكذا الصوم والفطر والكسوة والعري إذاً... مَن الصائمون المفطرون؟! صائم أمسك عن الطعام والشراب وأطلق للسانه العنان سبا وشتما وغيبة ونميمة وقدحا. فلان قال، وانتبه من فلان.. إلى آخر المسلسل المظلم. مسكين.. صام عمَّا أحل الله من الطعام والشراب وحلال الشهوة، وأفطر على ما حرم الله من الإثم والبهتان.. هو صائم مفطر.. ف”من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه”. والأمثلة على الصائمين المفطرين أكثر من أن تحصى.. الذين لم يضبطوا انفعالاتهم ولم يتحكموا حين غضبوا.. صامت عن الطعام بطونهم وما صامت عن الذنب جوارحهم. أيليق بالصائم أن يفوَّت الدوام أو يتأخر عنه؟.. وهما أمانة بحجة الصيام؟!.. إن الله حين خاطبنا بالصيام ذيَّل الآية بقوله:(لعلكم تتقون) فمن صام ولم يورثه صيامه تقوى فليراجع صيامه، لأن القلب ما صام ولا اللسان صام ولا الجوارح صامت. ليس الصوم صورة وإنما حقيقة وشتان ما بين الحقيقة وشبهها. كانوا رحمهم الله أيام صومهم يحبسون أنفسهم في المساجد يقولون نصون صومنا ولا نغتاب أحدا.. أولئك الصائمون الصائمون.. فطوبى لهم.. اللهم اجعلنا منهم.