يثير توتّر علاقة مصر بأمريكا لاتهام القضاء (جمعيات أهلية) بتلقّي أموال خارجية بعد الثورة والقيامِ بتحركات سياسية لا علاقة لها بمهامها (ضمنهم 19 أمريكياً)، يثير مُستَجديْن بالغيْ الخطورة. هما (الدور الأمريكي الخفي) بإثارة القلاقل تحت ستار (تعليم الديمقراطية وتثقيف الحقوق)..و (وُلوغُ بعضِ ما يسمى منظمات المجتمع المدني الحقوقية) في بيع أدوارها للخارج، إما مقابل مالٍ لمُتَنَفّذيها أو أطماع سلطة مستقبلية. لقد أحكم القضاءُ المصري الأمر فأوقع الطرفين في (فَخٍ) موثّق. ولئن استخدمته الحكومةُ لامتصاص غضب الشارع، وساوَمَتْ واشنطن بقطع المساعدات، فإن خطر القضية على أمريكا أكبر بكثير. إنه يعني عملياً (تهديد) أدواتها المماثلة بدولٍ أخرى، و(إفزاع) أنظمتها، ومزيداً من (الشك والخوف) لدى تلك (الخلايا) القائمة والمحتملة أن تقع في أفخاخٍ وشِراكٍ تقوّضُ مكتسباتها وأرصدتَها الشعبية. فالأمر ليس تهمةً بل توثيقاً، كان آخره نشر (ويكيليكس) وثائقَ السفارة بأسماءِ ومهامِ مصريين بمجالاتِ الحقوق والصحافة والقانون وغيرها، تَلَقّوا أموالاً مباشرة. تماماً مثلما نشرت خارجيةُ إسرائيل أيامَ حربِ غزة أسماءَ عربيةً مماثلة من كل الدول أسمَتْهُم (أصدقاء إسرائيل). المطلوبُ الآن مزيدٌ من (اليقظة) و(الرصد). فالأوطانُ والأنظمةُ والشعوب على شَفا جُرُفٍ هارٍ. فتَجنّبوا التفريط. لأن (الطابور) لم يعد خامساً فقط..بل سادساً..و عاشراً..و..و..إلخ. Twitter:@mmshibani