مع وصول قيادات حزبية جديدة للحكم في تونس و مصر و المغرب..و ربما ليبيا، يبرز تساؤلٌ عن مدى تأثير ضعفِ خِبراتِها (رؤساء دولةٍ و حكوماتٍ) في أساليب الحُكم على مستقبل بلدانها. ليس هذا تشكيكاً لا في وطنيتهم و لا إخلاصهم. فما وصلوا إلا برصيدٍ كبير منهما. لكن (العمل) غير (التنظير). كما أن خطأَ هرمِ السلطة يحمل أبعاداً دراماتيكية على مختلف مستوياتها. فهل (الخِبرةُ) دورٌ أساسي أو ثانوي.؟.لا أقصد بالخبرة أن يكون رئيساً أو وزيراً سابقاً. بل أعني أن يكون ذا تجربةٍ حياتية عمليةٍ عميقةٍ و ناجحةٍ و ذاتِ تحدياتٍ تُسهمُ في صقْلِ شخصيتِه المهنيةِ و تَحصينِه من الأفخاخِ و شِباكِ التضليلِ و الإحتواءِ المُحيطةِ بكل ذي كرسي. إن كانت الخبرةُ (ثانويةً) فإحتمالُ نجاحاتهم كبير. و إن كانت (أساسيةً)، و أَحسبُها كذلك، فستكون دولُهُم أمام إحتمالاتِ إخفاقِ أشخاص، سيوصمُ به لاحقاً نظامُها و فكرها الاسلامي أو السياسي. فيُظَنَّ سوءاً بالمبدأ و الخطأُ خطأُ فردٍ لا خطيئة منهج. كان ضعفُ الخبرة من أكبر جناياتِ الإنقلابات العسكرية التي نَصَّبَتْ قادةَ ثكناتٍ إفتقدوا عمقَ الخبرات و نُضجَ التجربة، فأوْردوا بلدانَهم المهالك. (خبرةُ الحُكم) تُكْتَسبْ و لا تُدرَّس..و عطاؤها عمليٌ لا تنظيري. Twitter:@mmshibani