أخطر ما في سيْلِ الانتخابات المُزبدِ المُرعدِ، من تونس إلى مصر فالمغرب و قريباً ليبيا و سوريا و اليمن، ليس فوزَ التيارات الاسلامية بالأغلبية الساحقة. بل إجماع المراقبين داخلياً و خارجياً على نزاهتها. تلك المصداقيةُ أهمُ من الفائزين . إنها بالغةُ الدلالة عظيمةُ المرامي. تؤكد أُسساً جوهريةً كانت مُغَيّبةً عن السطح. أبرزُها : • أن اتجاه الشعوب هو الدين..به وحده تَثِق..و به تريد أن تُحكم و تُصان. • أن كل خطط و تيارات الانفتاح السلوكي و التغريب المتدثِّرِ بعباءة الحداثة لم تغير من إرادة الشعب. ربما أغوت شهواتٍ عابرة. لكنها فشلت في تغيير قناعات راسخة متجذرة. • فَضْح هزال الاتجاهات الليبرالية و العلمانية إذا تصادمت بالدين، حيث تأكد التزام الناس بمراميه من عدالة و فضيلة و مساواة. و هي صدمةٌ ستوقظ أبطال تلك الاتجاهات لركوب موجةٍ أخرى تكفل مكانةً ما في البحر الاسلامي الهادر الآن. • برزت تلك النتائج الساحقة من مجتمعات متحررة (تونس-مصر-المغرب). بمعنى أن الخيار الاسلامي سيكون (إجماعياً) تقريباً لو كانت انتخابات في دول الخليج المحافظة. • سيتجه الغرب البراغماتي، المضطر للتجاوب الآن مع التوجهات الجديدة بعد أن اعتبرها العِقد الماضي إرهاباً، إلى ضرب الأسافين بين الحركات الاسلامية الناهضة لإفشالها، أو على الأقل إضعافها، في أعيُنِ جماهيرها. حقاً هو ليس ربيعاً عربياً..بل إسلامياً. Twitter: @mmshibani