في كتابه الصادر مؤخرا عن دار "العبيكان" للنشر والتوزيع، تنبأ الصحفي السعودي جميل الذيابي بنار جحيم جديدة تجتاح الشعب الإيراني. وكتب الزميل عبدالواحد الأنصاري في صحيفة "الحياة" اللندنية أن الكتاب ضم عشرات المقالات التي كتبها المؤلف في الشأن الإيراني، بواقع 54 مقالاً، يؤكد المؤلف أنه قرر كتابتها في عصر جثمت فيه "العولمة" على ثقافة وقلوب شعوب المنطقة، فأصبح العالم أصغر من قرية صغيرة يتصارع داخلها سكان حفاة، حتى تحولت طرود الورود إلى ألغام لا عطر، وتحولت حدائق خضراء إلى ساحات حرب دموية حمراء". يقول الذيابي في الديباجة لكتابه: "حدسي ينبئني بأن هذا الرجل - يقصد نجاد - المتدثر بعباءة الخميني سيقود الشعب الإيراني إلى جحيم جديدة، إذ إن الخلفية الأيديولوجية للرجل والتفافه الشديد على التيار الديني المتشدد يمنح ذلك المؤشر الأولي". يتابع المؤلف: المنطقة – وفقاً للظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الحرجة التي تمر بها - ليست بحاجة إلى عنتريات ، وقد "تحول الفكر الديني المتشدد فيها إلى سلاح فتاك، حتى تعبأت الأجساد بقنابل تنشر الموت والخوف والرعب في الشوارع والأسواق والساحات". ووفق الكاتب بالصحيفة، يستعرض الكتاب عبر عرض تاريخي ماضي الامبراطوريات الفارسية، ليحاول من خلاله قراءة ما يجري في الراهن، قائلا أن الحضارات الفارسية المتكررة كانت على امتداد التاريخ أسهل الحضارات سقوطاً واضمحلالاً. وضرب المثل بثلاث مراحل تاريخية شهيرة: مرحلة الدولة الإخمينية التي أسقطتها عنجهية داريوس أمام الإسكندر. ومرحلة الدولة الكسروية التي أسقطتها عنجهية أنوشروان أمام جيوش الفتح الإسلامي. ومرحلة الصفوية التي تأسست وأسقطتها عنجهيتها أمام العثماني سليم الثالث. وفي الختام يقول المؤلف: "لقد انتهى "عالم الأقطاب المتعددة"، ولا مكان لظهور "قطب جديد" في الشرق الأوسط أو في أي مكان من العالم، وإنما المجال مفتوح للانخراط في "النظام العالمي الجديد"، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنه إنقاذ "إيران" من سرطانها البطيء".