الحالة المصرية معقدةٌ للغاية، لدرجةِ أن كل تحليل عنها يؤخذ منه و يُرد. أي له جانب من الصدق. فالمجلس العسكري الذي يتهمه الثوار أنه لم يعِ حقيقة مطالبهم فالتفّ على كثير منها 9 أشهرٍ محافظاً على هالةِ النظام السابق من الانهيار التام. هو ذاته يَصِمُهُم اليوم بالتمادي. و هو محتار أين يتجه. فكل الطرق شائكةٌ محفوفةٌ بكل الاحتمالات. أما الحكومة المصنّفةُ كسكرتارية له فمشلولةُ الأداء. لأن العمل ينتظر هدوء الشارع، حيث تستعرض التياراتُ الاسلامية و العلمانية عضلاتها. كلٌ يتوجّس من الآخر و يتحيّن إما فرصةَ الإنقضاض عليه أو تقزيمه. و تبقى (الانتخابات) هدف الجميع. بعضهم يدفع بالأوضاع لتأجيلها لِئلّا يستفيد الآخرون من ظروفها و توقيتها. و أدواتُ الشد و الجذب بين الفرقاء هي المظاهرات و قوى الأمن و الجيش و دماء كل الاطراف..و أخيراً مصر، كياناً و مستقبلاً. القاسم المشترك بين الكل، انعدامُ ثقتهم ببعضهم، عسكراً و أحزاباً و تيارات. عندما يُخَوّنُ الجميع الجميع يشتد بأسهم بينهم. ظنّ الناس الثورة جالبةً كرامةً مضامة و إصلاحاً منشوداً، فإذا مزيد من الفرقة و تعطل القوانين و شلل الأداء و الأوضاع. وحّدهم هدفُ إسقاط (مبارك) ثم فرقتهم المطامع. هي الثورات، تَحيد دوماً عن بريق أيامها الأولى..فهل يبحث المصريون عن ثورة تُعيد ذاك البريق. Twitter: @mmshibani