لا يظن أحد أن دعوة خادم الحرمين الشريفين قادةَ (مجلس التعاون) للتحوّلِ (لاتّحاد)، نابعةٌ من خوفٍ على (عروشِ) دوله. مُأَوِّلُ ذلك يتّسمُ بالسذاجة و السطحية. بل هي دعوةُ خوفٍ على (الشعوب)..لا (العروش). و ليست وليدةَ اليوم فقط. بل طالما سعت القيادةُ لتقريب الجميع، اقتصادياً و سياسياً و أمنياً و نقدياً و حتى جمركياً، للوصول إليها. لكن الظروف الراهنة استوجبت (جَهْر) المليك بها الآن. فلأول مرةٍ تُكشّر أنيابُ الأعداء و الجيران عن أطماعها فتعتبر ثروات الخليج قاب قوسين أو أدنى من التهامِها. و تستخدم الآن مرحلياً ما (يُسيلُ لُعابَ) كلِ غِرٍ سطحيٍ جاهل، بشعارات " الديمقراطية - مواجهة الفقر - الانتخابات ..إلخ) ليتعلّق بوهمِها العامةُ فيُحيلوا أنفسهم أداةً لتقويض بُنيانهم. التجربةُ ذاتُها حاكوها للعراق (للتخلص من الاستبداد) و (التّنَعمِ ببترولِه) و (تَفَيُّؤِ ظلالِ الديمقراطية)..فأين هو اليوم؟. مُتَآمِروا العالم أعمقُ تجربةً و أخبثُ مساراً من شعوبٍ يأخذ بألبابها بريقُ الثورات فتظنه العلاج الناجح لأخطاء الأنظمة. كلّا يا شعوبَ الخليج..و ألْفُ كلّا..لو صدقتم ذلك، فإنما تكونون كركّابِ سفينةٍ في بحرٍ هائجٍ متلاطم. بَدلَ أن يتعاونوا لنجاةِ سفينتِهِم قرروا إلْقاءَ ربابِنَتِهِم (جَمْع ربّان) إلى البحر. باللهِ عليكم..كيف تكون نجاة؟. Twitter: @mmshibani