رحمك الله يا سلطان الخير والعطاء, وفاتك لم تكن حدثاً عادياً, رحمك الله وجعل الجنة مثواك, إلى جنان الخلد بإذن الله –جلَّ في علاه- إلى مكانٍ طيب طاهرٍ زاكٍ تنعمُ فيه بطيب المقامِ أبا خالد. وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز, وانتقاله إلى جوار ربه, كانت حدثاً جللاً, وأمراً عظيماً, اهتزت لهوله أرجاء المعمورة, فالرجل رحمه الله صاحب أيادٍ معطاءة داخلياً وخارجياً, وكان من المنطقي جداً أن تعتبره الأمةُ فقيدها. الأمير سلطان بن عبد العزيز, تميّز طيلة حياته بفعل الخير, وحب الخير, وعمل الخير, والدعوة إلى كل خير, وليس غريباً أن يلتصق الخير باسمه رحمه الله, وأن يُطلق عليه سلطان الخير, بإذن الله أن هذه الأعمال شافعة نافعة له عند رب العالمين. الأمير سلطان رحمه الله, من أبرز سماته التي اتسم بها على الدوام, تلك الابتسامة التي لا تفارق محياه, والبشاشة الفارهة الرقيّ, والخلق العالي, ولعل تلك أولى دلائل الرحمةِ والمغفرة, فالحبُّ الجمّ, والقبول الذي يسكن قلوب السواد الأعظم من الناس تجاه شخصية الأمير سلطان رحمه الله, وقربها إلى القلوب والعقول لم تأتِ من لا شيء, إنما غرسها رحمه الله في الأفئدة, وظل يسقيها حباً وصدقاً للجميع, حتى ملأ الأكنة بذكره وذِكراه, وفي الأثر أن ذلك القبول والترحيب الذي يحظى به -رحمه الله- من دلالات المغفرة والرحمة, وعلامات بشرى للمؤمنين الصادقين, كل تلك الأمور وغيرها تجعل تلك الأجساد والعقول المسكونة بحبه تتوجه إلى خالقها -جلَّ شأنه- أن يجعلها صدقاً, وأن يسكن الأمير سلطان بن عبد العزيز المراتب العليا من الجنة. من ناحيةٍ أخرى فإن غياب شخصية كشخصية الأمير سلطان رحمه الله عن الساحة السعودية والعالمية؛ ليس إلا خسارة كبيرة وفادحة لكل من يستقرئ المشهد بعينٍ بصيرة قادرةٍ على التحليل والاستنباط الصحيح.رحمك الله يا سلطان الخير.