هل الشعب السوري المنتفضُ بِسذاجة تَصديقِ أن أمريكا في صفِّه لِتَرحيل الأسد ؟ أيَنْطلي عليه تَواطُؤُها مع النظام بتمثيلية زيارة سفيرها لِمُعارضٍ في دمشق و تَعرضِهِ للرشْقِ بالطماطم من مؤيدي النظام؟ متى كان يُسمح للسفراء الاجتماع بالمعارضين ؟ و متى كانت تحركاتُهم من هذا النوع علَنِيةً، فتنتظرها كاميرات المصورين و يُجَهّزَ لها الطماطمُ سلفاً لِيرشُقه (مواطنون)؟ و من يَجرؤُ على رشقِه عالِماً أنه مصوّر ؟ تمثيليةٌ ساذجة، تَواطَأَ فيها الراشِقُ و المَرشوق. أمريكا أحرص على النظام من أي نظام آخر. لكن لا بد من مُحسِّناتٍ شكليةٍ، تَحسُّباً لانقلاب النِّقمةِ العربية عليها. و أفضل المُحسّنات تحركاتٌ و تصريحاتٌ هنا و هناك، تريد -مع بقية الدول العظمى- إقناع الشعوب الهادرة أنها عاجزةٌ في مجلس الأمن لكن قلوبها مع المقهورين. القاعدةُ العامة التى على الشعوب وَعيُها أن الدول العظمى تَرعى و تخدم مصالحها فقط. و النظام المهدد سيقدم لها كل التنازلات. فهي تَحميه طالما لم ينجح الشعبُ في اقتِلاعِه من جذوره بعد. و خلال الفترة تمد جسوراً خفيةً و علنيةً مع كل أطياف المعارضة تَحسباً لوصول أيٍ منها للسلطة. و يَعجزُ النظامُ عن منعِها لأنه يعيش حالةَ (نَفسي .. نَفسي). لو وَعت الشعوبُ ذلك لَما استَخفَّها الشرقُ والغرب . email: [email protected]