وسائل الاتصال الحديثة من النعم التي سهل الله بها للخلق من الغايات أنبلها، يتم عبرها في اللحظة والثانية التواصل بينهم من أقصى الأرض إلى أدناها، ويعلمون من خلالها الأخبار حين وقوعها ، وتنقل إليهم الابحاث العلمية والرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويطلعون من خلالها على المخترعات والمبدعات في شتى أرجاء العالم، بل اصبح التعلم عن بعد معها أسهل وأيسر، وهي وسيلة مراقبة واصلاح ، تعم العالم كله من حولنا بهذه النتائج الباهرة، واتخذنا منها في بلادنا خاصة أسرعها "الانترنت" وسيلة تسلية، فأعلن أن شبابنا الأوائل في استخدام ألعابها، والاطلاع على مواقعها الجنسية، ومن لايفعل هذا يتسلى عبر صفحاتها ومواقعها بالوقوع في أعراض الخلق وذمهم ، والدعوى الزائفة صيانة الدين والدفاع عنه. وأنا لا أتحدث هنا عن اسماء اصحابها الحقيقية، الا إن كان متمرساً في عمل الاستخبارات أو المباحث، ولكني أتحدث عن هؤلاء الذين يكتبون باسمائهم الصريحة ولهم مواقع على الشبكة، ولهم حضور على الساحة ينقلون وقوعهم في أعراض الناس من مواقعهم على الانترنت وساحاته الى القنوات الفضائية، التي اصبح بعضها متخصصاً في هذا العرض المستمر لذم الناس والوقوع في أعراضهم وتشويه سمعتهم ، ولهؤلاء أحياناً حضور في مناشط دعوية، وقد يجترح البعض الثناء عليهم ، وقد يتجرأ بعضهم فيرزون مكاتب وزراء ورؤساء إدارات حكومية يعترضون على أنظمة للدولة معتبرة ومعمول بها، بل ولعلهم يعترضون على سلوك مسؤول مباح، يرونه بجهلهم محرما، هؤلاء يؤكدون أننا نحتاج في هذه البلاد إلى ضبط مثل هذا الاستخدام السيء لوسائل الاتصال، ولا يعني ذلك أن تقيد حرية التعبير، فللناس جميعا الحق في أن يعبروا عن أفكارهم وأن يعلنوها أمام الناس، ولكن ليس من حق أحدأن يجبر الناس على قبول افكاره، وإن رفضوها ذهب الى الوقوع في اعراضهم فحكم عليها بارتكاب المعاصي والفسق بل والنفاق والكفر، وأقل ذلك الفساد وقلة الحياء، فهل نجد طريقة لمحاسبة هؤلاء وعقوبتهم بعدل وإنصاف حتى يبرأ مجتمعنا من هذه العادة القبيحة، هو ما أرجو والله ولي التوفيق .. ص.ب 35485 جدة 21488 [email protected]