لما كتب أخي الأستاذ معروف محمد الشيباني في هذه الجريدة عما اعتزم من تغيير لبعض أسماء أبواب في الحرم المكي الشريف، والذي تراجعت الجهة الرسمية التي اقترحته عنه سريعاً، بعد أن أتضح أنه تغيير غير مطلوب، حمدنا له سبق الحديث عن مثل هذا، فاسماء الأبواب للحرمين الشريفين أصبحت تاريخية، ولا ضرورة لتغييرها بمسيمات جديدة، فسيظل الناس يذكرون أسماءها القديمة، ولن يستخدموا الأسماء الجديدة، فهذه بعض شوارع مدننا جرى تغيير مسمياتها، وظل الناس يستخدمون الاسم القديم، رغم وجود اللوحات التي لاحصر لها تشير للاسم الجديد، وإن كان من اقتراحات جديدة فيجب أن يجنب الحرمان الشريفات مثل هذه المقترحات، من تغيير لأسماء الأبواب، ولكل ما يتعلق بهما، وبما هو من تاريخهما الثابت، فكل مافيهما تراث لهذه الأمة، يجب الحفاظ عليه، من عمارة قديمة أو حديثة. وألا يحدث فيهما تغيير إلا عبر دراسة جماعية دينية وتاريخية وهندسية، حتى يمكننا ان نحافظ على أغلى تراث لإمتنا في هذين الحرمين الشريفين، وألا يقبل في هذا الباب اقتراحات الأفراد أو تصرفاتهم، خاصة إذا كانوا ممن لم يعلموا شيئاً عن تاريخهما، ولم يطلعوا على ما كان فيهما من حلقات للعلم اختفت اليوم، وهما الجامعان الجامعتان، واللذان بثا العلوم العربية والدينية في سائر اقطار عالمنا الإسلامي، وحبذا لو أعيدت إليهما حلقات الدرس المتنوعة، والتي تدرس المذاهب الأربعة، وسائر العلوم العربية، بل وحتى بعض العلوم الأخرى، والتي هي فروض كفايات، كما كان يحدث فيهما من قبل، فهما وجه هذه البلاد ، وحتى أن يتاح للعلماء من شتى اقطار العالم الإسلامي أن يجاوروا بمكة والمدينة، فيرتادوا حلقات الدروس وينهلوا منهما العلم، وأيضا يفيدوا أهل العلم في هذه البلاد بمالهم من علم، كما كان العهد بالحرمين، حينما كان المسلمون لا يرون العالم قد اكتسب ما يؤهله لعقد حلقة يعلم فيها الناس إلا إن جاور في أحدهما أو كليهما مدة ونهل العلم من حلقاتهما، فأهمية الحرمين الشريفين لا تعدلها أهمية، وإن لم نلتفت إليهما، فلا يحدث فيهما تغيير أيا كان نوعه إلا بعد دراسة جماعية واعية، وأن يكون هذا التغيير ضرورياً لابد منه، فإن الآثار حولهما قد اختفت تماماً، فهل نحن ندرك هذا هو ما أرجوه والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 [email protected] فاكس: 6407043