في الرياض وتحديدا في شارع الوزير كانت بناية شاهقة انذاك لاحد الامراء الكرام وكان بها مكاتب بعض الصحف في صدراتها صحيفتي المدينةالمنورة وعكاظ وكان يدير مكتب المدينة الاستاذ محمد عبد الله الطيار ويساعده الاستاذ علي بن احمد الشدي وكنت المحرر الوحيد المتعاون وجل اهتمامي يتركز في الرياضة اما رواد المكتب كان في مقدمتهم الاديب القاص ابراهيم الناصر وفواز عيد وعبدالله نور وقحطان هلساً وحمد القاضي ويوسف الحبيب وأسامة السباعي ثم زاملنا الاستاذ أسامة في المكتب .. المكتب اكتسب شهرته انذاك أدبياً بحكم تواجد مجموعة من الاصدقاء المهتمين بالادب..أعادني الى ذلك التاريخ أخي الحبيب وزميلي الالف الالوف الاستاذ علي حسون رئيس تحرير هذه الصحيفة وهي أم الصحف واستلمها علي وقد شاخت وهو يحاول مكيجتها أعانه الله. أعود واكمل عندما طلب ان اكتب عن ذكرياتي مع الاستاذ الفاضل محمد صلاح الدين الذي تعلمت منه أشياء لايمكن أن انساها قط فهو من الاشخاص الذين يملكون القدرة على التوجيه و من الذين ينجحون لانه يتقدم ويبحث عن مايناسبه وان لم يستطيع صنعها وتلك مقدرته التي بها وبخلقه كسب قلوب محبيه فلم تكن بدايتي معه منسجمه لتوجهه الجاد وتوجهي الرياضي فكان يطلب دوما المواضيع التي لاتروق لي فقد كنت نشطا فيما اهوى وكنت الاصغر سنا وعلما بين المجموعة ..في المقابل كان في جدة الاستاذ الدكتور هاشم عبده هاشم هو المسؤول والعاشق للرياضة وكان الاستاذ صلاح هكذا كنا نختصره الرمانة التي تتحرك من خلالها مكينة جريدة المدينة برعاية العم عثمان حافظ رحمه الله اما المهندس والمخطط بل والمبرمج المقتدر والاهل لذلك كان الاستاذ محمد صلاح الدين صاحب التوجيهات التي لاترحم بكلماته اللطيفة يامولانا فين المواد.. وذات يوم طلب مني أن أذهب الى مطار الرياض للقاء الشيخ احمد زكي يماني وزير البترول الاسبق.. ماكان الامر يهمني قط فقد كانت هناك مباراة بين الشباب والهلال فلم اكترث الامر بالنسبة لي تضييع وقت .. هكذا كنت انظر الى الامور . فقلت له اليوم يا استاذ في مباراة ما اقدر والشدي غير موجود والطيار في بيروت في بلو بلدنق . استغرب الاستاذ صلاح وقال ايه الكلام الى بتقوله باقول لك وزير بترول وتصريح مهم تقول لي مبارة ؟ ثم فهمت الامر فيما بعد واهميته. فاعتذرت اليه .. وعندئذ تعلمت في حياتي أن الانسان هو مايؤمن به. ومايؤمن به يصنع شخصيته ..وعندما انتقلت الى جدة تعرفت الى الاستاذ صلاح اكثر وشرفني في داري وتشرفت بزيارته في داره وتبادلنا احاديث الذكريات والرياض وابو عمارة .. والاستاذ صلاح رجل من الاشخاص اللذين يتمتعون بايمان قوي وراسخ لما يفعل وذاك سر نجاحه وقدرته على الادراك والادارة بالاضافة الى مايميزة من خلق كريم وصبر على تعليم أمثالي وكما قيل سر السعادة هو أن تحب ما تفعل وهو كان يحب العمل والصحافة وافنى شبابه بعشقها هذه التي لا ترحم .. إن حاجتنا في هذه الحياة الى اشخاص يستطيعون ان يجعلوننا نفعل كل مايسعنا فعله وصلاح هو ذاك الانسان المؤهل للتوجيه بخلقه وقدوته حفظه الله وألبسه ثياب العافية ولي رجاء أن يكرم هذا الرجل بأي كييفيه يستحقها .