كثير من نخبة كتاب الصحف المحلية تخوفوا من مواصلة الكتابة النقدية الجادة بعد تعديل نظام المطبوعات، وخشوا أن يتأول المتأولون عباراتهم فتلحقهم العقوبة بالغرامات المرتفعة السقف، والتي أعظمهم دخلاً حتماً لن يستطيع دفعها، فجلهم من طبقات متوسطة، هي اليوم بسبب غلاء المعيشة ومحدودية الدخول - أقرب إلى الطبقة الدنيا من ناس هذا الوطن، فهاهم تسقطهم الأمراض فلا يجدوا أحداً يعتنى بهم، وما هددت به التعديلات الجديدة من غرامات اقصاها بلغ نصف مليون ريال جعل بعضهم ينحاز الى كتابة هزلية عن فنانات شهيرات، ونحن لانزال في انتظار وعد شاعرنا الوزير بلائحة تفسيرية لهذه التعديلات يجعلها غير مقيدة للعمل الصحفي والكتابة الصحفية، ونرتجى أن تمر هذه المرحلة دون خسائر كبيرة في مجال الإعلام المحلي، والعاملون منا في الخارج، أو يتعاونون مع صحف مهاجرة أو قنوات تلفزيونية فضائية، هم ايضا تلاحقهم التعديلات بتلك الغرامات، لعل اعلامنا ينجو من الخسائر، وهو لا يزال في دور النمو البطئ، إن لم أقل انه لا يزال يحبو لا أقول وراء الاعلام العالمي، بل وراء اعلام عربي قريب منا في دول الخليج، والاعلام وظيفته الأساسية المراقبة المقتضية حتما للنقد النزيه والموثق، للمؤسسات والادارات حكومية وأهلية، ولتصرفات المسؤولين في كل المجالات، وحتماً لايبحث في الأفراد غلا ما يتعلق بعملهم فلا أحد يتناول الأشخاص لذواتهم، ولكن ينتقد التصرفات والأفكار وهذا النقد أن غاب عاد غيابه على المجتمع بأوخم العواقب، والنقد اذا منع تحول مايشبه العمل السري، فالناس إذا صمتوا ظاهراً تحولوا إلى الأسرار بأفكارهم لامثالهم ولن أتحدث عن نتائج مثل هذا، فالفطنون يدركون خطره، ولا أظن مخلصاً في هذا الوطن يريد لاعلامنا أن يعود الى الوراء بخطوات بعد أن تقدم بخطوة واحدة هذا هو ما أرجو والله ولي التوفيق.