** اطلعت على التعديلات التي أجرتها وزارة الإعلام على بعض مواد لائحة المطبوعات، خاصة تلك المتعلقة بالكتابة والنشر في الصحف، واطلعت على معظم ردود فعل الكتاب، التي تراوحت بين القبول وعدم الرضا، إلى درجه أن البعض هدد بالتوقف عن الكتابة، أو الكتابة عن أسماء فنية مختلفة الاتجاهات، والبعض عن الحيوانات، والكثير من التعليقات، التي لا تخلو من نبرة الاحتجاج على ما صدر من تعديلات على تلك اللائحة!! ** والحقيقة أن التعديلات لم تكمم الأفواه حسب ما فهمه البعض، وخاصة الذين فجعوا من مبلغ الخمسمائة ألف ريال، التي قررت كحد أعلى غرامة يتضمنها التعديل الجديد لنظام المطبوعات، حيث كانت معظم الغرامات المقررة في كافة الأنظمة متدنية جداً ولا تصل إلى حجم تأثير المخالفة!! ** التعديلات هدفت بالدرجة الأولى إلى منع التعرض الشخصي لشخص بعينه، مهما كان موقع هذا الشخص في الدولة، ابتداءً من سماحة المفتي إلى اصغر موظف عام، وهذا بالذات في رأيي أجمل ما في هذه التعديلات فهي تمنع الخوض في كرامة الأشخاص وخصوصياتهم، وتؤكد على احترام الذات الإنسانية من العبث الشخصي الذي يسلكه بعض الكتاب، إما تشفيا أو لهدف ما في نفس الكاتب، وقد لاحظنا في الفترة الماضية الكثير من التجاذبات التي لا يقبلها عاقل، ولا تتفق مع منطق، بين كثير من الأطراف المتضادة، والتي لا تخدم الأهداف التنموية للبلد، ولا الفكرية.. ولا الاجتماعية، خاصة أن الكثير من هذه التضادات، اتجهت إلى تصنيفات ونعوت يرفضها المنطق الإنساني. ويستعيبها، ويستغرب استخدامها، فهي فضلاً عن كونها تمس الشأن الشخصي للمنعوت، تؤدي إلى الإضرار بالوحدة الاجتماعية، والتي تؤدي بالتالي إلى الإضرار بالكيان العام.. من خلال الاحتقانات التي تتكون نتيجة لمثل هذه التجاذبات المتضادة! ** النقد الهادف البناء لا احد يستطيع منعه .. بل الجميع، وعلى رأسهم قائد هذه المسيرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. يدعو إليه بشده وحزم، لكن المطلوب نقد الخطأ، وإيضاح الأخطاء في الجهات، دون التعرض للأشخاص، أو المساس بخصوصياتهم، مهما كان حجم هذه الأخطاء، وإذا كان البعض يرى أن سماحة المفتي.. وهيئه كبار العلماء.. والعلماء.. هم بشر غير معصومين، أقول لهم نعم، هم كذلك، ولكن يجب أن يكون النقد للعمل الخاطئ، وليس للشخص المخطئ، ولا ننسى اذا انتقدنا خطأ ما.. علينا أن نقول ما هو الصح الواجب فعله.. بدلاً عن الخطأ الذي رآه الناقد؟! ** حقيقة لست مع تباكي بعض الكتاب.. من هذه التعديلات.. التي لم تمس جوهر النقد، ولكنها وضعت حداً للتجاوزات الهادفة إلى شخصنة النقد، واستغلال الصحافة.. لتحقيق أهداف شخصية.. يرغبها الناقد في المنقود.. وهذا عيب !!