نعم الله علينا كثيرة وأعظمها نعمة الإسلام التي أكرمنا الله بها فهل أدينا حقها من شكر ولايكفي أن نقول باللسان (الحمد لله) بل أن نعمل على نشر هذه الرسالة العظيمة التي هي أمانة في أعناقنا بعد رحيل رسولنا صلى الله عليه وسلم كما أداها صحابته من قبلنا وبهم وصل الإسلام لأنحاء الأرض ليملأها عدلاً وخيراً ورحمة ، ولاننسى التجار المسلمين الذين كانوا دعاة بأخلاقهم لهذا الدين فكانوا سبب لإسلام ملايين في أندونيسيا . حكى الداعية محمد السقاف في برنامجه رسائل من أفريقيا اللذي شاهدته في قناة أقرأ عن قصص عديدة منها أن رجل واحد كان سبباً في إسلام قرية كاملة فيها خمسين ألف شخص منذ عشرات السنين حين ذهب هناك وحاول دعوتهم بالكلام فلم ينجح فقام بإستئجار دكان صغير وفتحه بقالة وكان كلما باع أحدهم شيء أعطاه غرض آخر مجانأ فمثلاً إذا أشترى منه شاي يمنحه سكر معه وهكذا وبعد مرور الوقت أنتشر خبره وسيرته الطيبة وكرمه فأسلمت القرية كلها بحسن تعامله ، وقام الشيخ محمد بإستئجار نفس المحل ليكون مكتبة. وكما قال أنه منذ سنين طويلة لم يذهب أحد لزيارتهم من العرب والمسلمين وحين ذهب هو مع مجموعة من الشباب المتطوعين كان لذلك تأثير كبير عليهم لدرجة أن قرية أسلمت بعد أن حدثهم عن الإسلام – من خلال مترجم – وأعلنوا الشهادتين مباشرة بعد أن قال لهم أنها مفتاح الجنة.. وكل القرى التي ذهبوا لها كانت في وضع صعب وقد حاولوا تحسين أوضاعهم وترميم مساجدهم البدائية بقدرالإمكان.. لقد ذكرني بالدكتور عبدالرحمن السميط الذي قضى حياته كلها في العمل للدعوة في أفريقيا والملايين من البشر الذين أهتدوا على يديه بفضل الله . وهذه رسالة للمسافرين المغتربين والطلبة المبتعثين أن ينتهزوا فرصة وجودهم في دول غير مسلمة للدعوة بأساليب غير مباشرة وكما قال صلى الله عليه وسلم : (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ). فليس بالضرورة أن يكون الشخص متفرغاً للدعوة ولكن من حيث موقعه الذي وضعه الله فيه يستطيع أن يؤدي الأمانة إذا أخلص النية. بل حتى المسلمين يحتاجون من ينصحهم كما حكى الدكتور زغلول النجار أنه حينما سافر وهو شاب إلى بريطانيا عانى حتى وجد مطعم يقدم أكل حلال لكنه للأسف يقدم الخمور أيضاً فسأل صاحبه هل أنت مسلم؟ فأجابه نعم، فقال له:هل تعرف أن الخمر حرام قال: أعرف ولكن إذا لم أقدمها لايحضر أحد، فأفهمه أن الله هو الرزاق وطلب منه أن يتوقف عن تقديمها وحتى لايسمح للزبائن أن يحضروها معهم وتركه وهو لايدري ماذا سيفعل ، وبعد شهور ذهب للمطعم فوجد طوابير من الناس يقفون بإنتظار أن يفرغ مكان لهم وحين دخل وسأله وجده قد منع الخمر وفتح الله له باب الرزق. كلمة منك أو عمل خير ربما تغير حياة إنسان فلا تتردد. [email protected]