كما تآزرنا ضدّ الكاهن الأمريكي الأحمق تيري جونز الذي هدّد بحرْق المُصحف الشريف، فعلينا تحية القسّيسة الأمريكية ديبورا لندسي التي لم تعترض في خطبةٍ لها على الحرْق فقط، بل شهِدت بالحق عن القرآن الكريم وعن الإسلام ونبيّنا محمّدٍ عليه السلام!. وإليكم بعض ما ورد في خطبتها: أمريكا تحتاج لجُرْعة من التواضع الديني، وعليها إيقاف إهانة الإسلام، وتهديد جونز أمرٌ قذر، بل هو الجنون بعينه، فالقرآن محادثة من وإلى الله، وينبغي أن يرتجف صوتنا هيبة له لا أن نحرقه، وجونز شخصٌ يعتقد أنّه مُلِمّ بالأديان بينما هو غير ذلك، ومحمٌدّ هو خاتم الأنبياء، والإسلام هو الاستسلام لإرادة الله بسلام وقد نزل في وقتٍ كان المسلمون فيه يُقتلون ويُشرّدون، فلو جاءت فيه آياتٌ عن الحرب للدفاع عنهم، فهو كالإنجيل جاءت فيه آياتٌ مُشابهة للدفاع عن النفس، لكنهما في الأصل رسالتا سلام وحبّ وعدالة، وفي الإنجيل آية تحثّ على عدم القتل، وفي القرآن آية ستُنْقذ العالم إذا تبنّاها بجدّية، وهي: (مَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأنّمَا قَتَلَ النّاسَ جَمِيعَاً وَمَنْ أحْيَاهَا فَكَأنّما أحْيَا النّاسَ جَمِيعَاً)، فإذا تلقّيْتم إيميلاً يُشوِّه الإسلام فاحذفوه، ولا تُعيدوا إرساله لأنّ ذلك جريمة، ولا تُركّزوا على حفنة من الإرهابيين، بل ركّزوا على ملايين المسلمين المؤمنين الذين أولوياتهم هي كأولوياتنا، وعلى الأساتذة المسلمين النوابغ في جامعاتنا، وعلى سائق عربة الإسعاف المسلم الذي قُتِلَ يوم (11) سبتمبر وهو يُنقذ الناس، وعلى النادل المسلم في مطعم (نوافذ على العالم) الذي كان يقع على قمّة برج التجارة العالمي، والذي قُتِلَ في الحادث مُخلِّفاً وراءه زوجة رُزقت بمولود بريء بعده بيومين، وعلى الأمريكيين المسلمين الذين بأخلاقهم ينشرون السلام والأمل!.. انتهى الاقتباس. ومن يسمع خطبة القسّيسة سيعتقد أنها في طريقها لاعتناق الإسلام وسيتمنّى أن تكون ممّن تنطبق عليهم الآيتيْن الكريمتيْن: (لَتَجِدَّنّّ أشَدَّ النّاسِ عَدَاوَةً لِلذينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالذِينَ أشْركُوا وَلَتَجِدّنّ أقْربَهُمْ مَودَّةً لِلذِينَ آمَنُوا الذِينَ قَالُوا إنّا نَصَارَى ذَلِكَ بأنَّ مِنْهُمْ قِسّيسِينَ وَرُهْباناً وَأنّهُمْ لاَ يَسْتَكْبرُونْ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلى الرسُولِ تَرَى أعْيَنَهُم تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ممّا عَرَفُوا مِنَ الحقّ يَقُولُون ربّنا آمنّا فاكْتُبْنَا مَعَ الشَاهِدِينْ)!. [email protected]