في عدد (الجزيرة الثقافية) الماضي وعلى صفحتها الثالثة تحت عنوان "من حقه الكلام" طالعت ما كتب عن معالي الاستاذ الدكتور منصور بن ابراهيم التركي مدير جامعة الملك سعود سابقا ورجل العلم والاقتصاد البارز والاداري المحنك، وصاحب المناقب والخلق الرفيع وقد سعدت حقا بهذه الاطلالة الجميلة عن شخصية كريمة اتسمت بالعطاء العلمي والأكاديمي والقيادة الادارية ذات البصمات المضيئة لواحدة من جامعاتنا العريقة وفي مرحلة مهمة من تاريخ النهضة الكبيرة لجامعتنا قبل عقدين من الزمان. وحقيقة الرجل لا يحتاج الى شهادة لما يحمله مجتمعه له من تقدير، وهو شعور متبادل يعكس رباطا وثيقا من الحب والانصهار الذي يلازم شخصية الدكتور منصور التركي تجاه وطنه ومجتمعه، وفي كل موقع عمل به وكل مهام تحملها حيث لا تغيب اريحيته المشهود بصدقها وصفائها تجاه من عملوا معه او من عمل معاليه من أجلهم ونجاحاته الإدارية إن كان في وزارة المالية كوكيل لها (سابقا) ثم في قيادة دفة الجامعة في مرحلة مهمة من البناء والتحديث. وكما جاء في (ثقافية الجريدة) فقد وصف حبيبنا المؤرخ الدكتور عبد الرحمن الشبيلي المنهج الاداري للدكتور منصور ب (البلدوزري) حيث يرى هدفه جيدا فيمضي إليه غير عابئ بالعوائق والمطارق، ومن سماته الصدق والنزاهة والقوة والعطاء والفكر المستنير الذي يعرف اين يقف وإلى أين يسير . وفي نفس الوقت يتسم بالمرونة والجرأة وفهم وتطبيق روح النظام لاحفظ نصوصه وحروفه، ومن إنجازاته المحفورة، أنه في زمنه أنشئ في القصيم لكليتي الزراعة والإدارة بجامعة الملك سعود وكلية الطب بأبها. وتعيين أول عميدة لمركز الدراسات الجامعية للبنات وتأسيس مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر والاهتمام بالبحث العلمي الذي هو روح التطور وهو اليوم يبذل جهده وفكره عبر عضويته في لجان كثيرة في مختلف المجالات تؤدي دورها في خدمة الوطن عبر جهات مختلفة مهمة. هكذا دائما عهدنا تميز حبيبنا واخينا ابي ريان في خدمة الوطن في مجالين مهمين يمثلان خصوصية التأثير في بناء الوطن وهما العلم والاقتصاد واليوم حيث يعيش حياته الهانئة بين الرياض والمدينة متعه الله بالصحة والعافية لا يعيش في برج عاجي وانما باقٍ على نفس سجاياه الاصيلة التي تتلون خلال مسؤولياته العامة ولا بعد أن ترك الكراسي ولا نزكيه على الله، وهذا النقاء وبهاء النفس هما ما نبحث عنه في مجتمعنا في ظل التغير الهائل في النفوس وصفات البشر في زمن الوجاهة الزائفة والماديات التي افسدت الموازين الحقيقية للانسان، لذلك اعتز كثيرا بروح الأخوة للدكتور التركي وكثيرا ما تقابلت مع معاليه واحرص على ذلك بدوافع المحبة .والاعتزاز التي تربطني ومنذ سنوات طويلة مثل غيري الكثير بشخصيته الأريحية الموقرة. إن أحباء معالي الدكتور منصور التركي وهم كثر يحملون مشاعر نقية تجاهه ومن عمل ومن عرف شخصيته في مراحل مختلفة يحملون ذكريات جميلة تجاهه وكما كان باب مكتبه مفتوحا خلال مشواره الوظيفي فان باب داره العامرة مفتوحا ويستقبل محبيه في أمسيات غنية بالرأي وطيب المشاعر، ونحتاج فعلا إلى فكر وشهادات معالي الدكتور منصور ونحن فعلا بحاجة إلى أن نستمع له وألا يبخل علينا بمكنوز فكره وعمله. إنها خواطر حميمة أحببت تدوينها بصوت عالٍ عن لمحات من الصفات الشخصية والعطاء والمواقف، وما أكثر المواقف التي بذلها ولايزال معالي الدكتور منصور التركي متعه الله بالصحة والعافية. حكمة: حُسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد.