يصادف السبت القادم، السابع والعشرين من مارس/آذار، مناسبة عالمية تُسمى ساعة الأرض Earth Hour تنظمها مؤسسة عالمية في السبت الأخير من مارس كل عام بدءاً من 2007م، حيث انطلقت من سيدني (أستراليا) عندما أطفأ أكثر من مليوني منزل ومتجر الأنوار لمدة ساعة كاملة للتعبير عن موقفهم من التغير المناخي. وهذه هي السمة التي تميز هذه المناسبة كل عام في الدول المشاركة فيتم إطفاء الأنوار لمدة ساعة بدءاً من الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي. وتشير الأخبار بأن المملكة ستشارك هذا العام في هذه المناسبة حيث من المتوقع أن يتم إطفاء الأنوار عن أهم المعالم في المدن الرئيسية. والهدف من المناسبة هو وقف التدهور البيئي ووقف استنزاف الموارد الطبيعية لكوكب الأرض، وأيضاً تقليص حجم انبعاثات الغازات الناجمة عن الاحتباس الحراري، ثم المساهمة في بناء مستقبل يعيش البشر فيه بانسجام مع كوكبهم. ستشارك هذا العام 114 دولة من القارات الست، في حين شارك 88 دولة في العام الماضي، و 35 دولة سنة 2008. وعلى صعيد المدن بدأت المناسبة بمدينة واحدة سنة 2007، وارتفع العدد إلى 400 مدينة سنة 2008 ثم إلى 4088 مدينة سنة 2009. يقول مناصرو هذه المناسبة إنها توقظ الوعي بقضايا التغير المناخي التي تحيط ببيئة الأرض، فهي أكثر من مجرد إطفاء النور لساعة واحدة في السنة. إنها تعطي الناس القوة ليقولوا كلمتهم عن مستقبل كوكبهم، وليعملوا معاً لإيجاد بيئة يقل فيها الكربون. ويقولون أيضاً: إذا لم يتحرك البشر خلال خمس سنوات لوقف التغير المناخي فسيكون التغير حتمياً، لكن إذا تم إيقاف التغير فالفوائد هائلة، وتعاضد الناس مع هذه المناسبة يدعم اتخاذ القرارات السليمة تجاه الصناعة التي تفسد بيئتنا الجميلة. لكن ما هو التوفير في استهلاك الطاقة وتقليل انبعاث الكربون؟ اختلفت الآراء حول هذا الموضوع، فالمناصرون يعطون أرقاماً مرتفعة في حين يقلل الآخرون منها. وفي العام الماضي تراوح التوفير في استهلاك الطاقة من دولة لأخرى في ذلك اليوم بين 2% و 15%. وقالت دولة مشاركة إنها بهذه المناسبة منعت حوالي مائة طن من ثاني أكسيد الكربون من الانتشار في الجو. أما زيادة الوعي بأهمية قضايا البيئة فقُدّرت ب 4% سنة 2008م. هل تلتزم كل البلدان بالتوقيت؟ في بعض البلدان التي يتأخر فيها الليل تم تأخير الموعد ليحل الليل حقيقة. وبعض المدارس في كندا شاركت يوم الجمعة قبل الانصراف لأن السبت عطلة. أما أصحاب السبت أنفسهم فغيروا اليوم كي لا يتعارض مع معتقداتهم الدينية. أخيراً، هناك منتقدون لهذه المناسبة، فهم يرون أن إشعال الشموع في تلك الساعة يطلق كميات من ثاني أكسيد الكربون أكبر مما ينطلق من محطات توليد الطاقة خلال ساعة. كما يقولون بأن الخسارة الناتجة عن توقف الإنتاج في تلك الساعة أكبر من التوفير. كلية الهندسة- جامعة الملك عبد العزيز