ساعة الأرض (Earth hour) فكرة عالمية ينظمها الصندوق الدولي لحماية الطبيعة، وتم اختيار آخر سبت من مارس من كل عام يوماً لها، وتستهدف التوعية بأهمية ترشيد استخدام الكهرباء، من أجل الحد من مشكلة التغير المناخي والاحتباس الحراري، وقد وصفت هذه المبادرة بأنها أكبر حركة تطوعية للحد من استهلاك الطاقة منذ اختراع المصباح الكهربائي. وخلال هذه الساعة يتم دعوة السكان والشركات إطفاء الأنوار والأجهزة الإلكترونية، وكذلك إطفاء أنوار الشوارع، والمعالم الرئيسية في المدن، وطبقت المبادرة في عام 2007 وشارك فيها مليونا شخص في مدينة سدني، وبعدها تبنت الكثير من المدن المبادرة، وسيشهد مساء يوم السبت القادم تطبيقها، بمشاركة أكثر من 2500 مدينة ومحافظة حول العالم. ووفقا للخبر الذي بثته الصحف السعودية من أسبوعين نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية (وليس السعودية!) فإن المملكة سوف تشارك للمرة الأولى السبت القادم في "ساعة الأرض" وسيتم إطفاء الأنوار عن أهم المعالم في المدن الرئيسية في الرياض، وجدة، والدمام ، اعتبارا من الساعة الثامنة والنصف (مساء طبعاً!). ومنذ ذلك الخبر لم تصدر توضيحات من قبل الجهات المعنية، ومنها وزارة المياه والكهرباء (إن كان يعنيها ترشيد الاستهلاك!) حول الخبر والذي ذكر فيه أنه سيتم إطفاء الأنوار أي أنوار الشوارع وبعض المعالم، بينما ذكر في مقطع آخر من ذات الخبر أنه سيتم قطع الكهرباء في مدن الرياضوجدة والدمام (وقد يفهم منه أنه سيتم قطع الكهرباء عن المساكن). إن المشاركة في هذه المبادرة العالمية يمثل خطوة ممتازة، للتوعية بأهمية الترشيد، وبخاصة أننا من أكثر دول العالم استهلاكاً لكل شيء، وتبذيراً في كل شيء، بما في ذلك الكهرباء. ولكن هذه المبادرة حتى تحقق أهدافها بحاجة إلى برامج توعية مكثفة مصاحبة قبل بدايتها بعدة أيام، وبحيث تستمر أيضاً بعد نهايتها بأيام، ودون هذه البرامج فإن مبادرة إطفاء الأنوار ستفقد الكثير من "وهجها"، وسيقول الكثيرون –ممن يحبون القول ويحاربون كل فعل- إنها مجرد تقليد للغرب (رغم أن سيدني أبعد ما تكون عن الغرب!).