هو ابن للعصامية وأستاذ أمام الميكرفون وجار للنخلة وعلي بعد خطوات منها استطاع أن يرمي بسنارته في البحر ليصطاد السمك ولم يكن غريبا على من أنجبته مدينة ينبع إلا أن يكون بدراً متلألئًا وكريماً ايضا ومع ذلك فقد آتى متأخراً خير لي من لا آتي بالمرة كما يقال: فمنذ وعيت على الاشياء الجميلة والمواهب الطموحة وأنا اتخذ الأستاذ بدر كريم كقدوة إعلامية لامعة وقد لا تكون الوحيدة لكن بالطبع بسببها انطلقت وأحببت الإعلام وخاصة الصحافة وهل ننسى انطلاقته الإعلامية الجامحة بموهبة ذاتية بحتة تخلو تماماً من زبرقة المؤهلات الدراسية والعلمية التي استطاع بمثابرته وجهده الحصول عليها متأخراً بعد أن بلغ من العمر عتيا. وإذا نسي جيل كل شيء فلن ينسى أبداً هذه القامة الإعلامية الكبيرة التي بدأت من الصفر وواصلت الليل بالنهار لتجد لنفسها موقعاً مع فطاحلة الإعلام وخاصة الإذاعة والتلفزيون أمثال: "عباس فائقة غزاوي، وماجد الشبل، ومحمد أحمد صبيحي يتقدمهم ذلك الوزير المثقف جدّاً جميل الحجيلان الذي يمثل بطموحه وقدرته الفائقة على أن تجمع موهبته عددًا من الوزراء في وزير واحد وهل يستطيع أحد أن يحجب ضوء الشمس الساطعة؟ ومن منا لا يعرف جميل الحجيلان هذه القامة الكبيرة الذي بكل شجاعة واقتدار استطاع أن يسمع الملايين صوت أم كلثوم وهو يسطع من خلال شاشة التلفزيون بأغنيتها الجميلة الرائعة "أنت عمري" وليكن ما يكون في ظل مجتمع محافظ جدّاً. صحيح أن القرارات الشجاعة تحتاج إلى وزير شجاع وهذا ما حدث مع وزير الإعلام جميل الحجيلان عندما ذهب وفد من المشايخ المتزمتين للملك فيصل يرحمه الله يشكون له وزير الإعلام على أنه سمح بأن تغني أم كلثوم ويسطع صوتها في قلب مدينة الرياض فرد عليهم حاسماً الأمر بأن من لا يريد مشاهدة التلفزيون عليه أن يتحكم في ازارير قفله داخل منزله بنفسه. ومن يومها عرفت كيف تكون القرارات الحاسمة ومن يتجرأ على أخذها لابد ان يدفع الثمن فمن يقدم على هكذا قرارات لابد أن يكون كبيراً وشجاعاً ومقداماً وهكذا هو جميل الحجيلان الذي ترك للمواهب الطموحة حينها أمثال بدر كريم أن يبرز ويتقدم بل ليس هذا فقط وإنما تقدم أبو ياسر بموهبته على كل الصفوف، وهل منكم احد لا يذكر برنامجه الأشهر تحية وسلام عندما كان الاستماع للمذياع متعة لا تضاهيها متعة أخرى بل أداة للتثقيف والإطلالة على ما يدور حول العالم عندما كان التلفزيون وليداً صغيراً مازال يتكون حبواً؟. ومهما قلت عن ضيف تلك الليلة/ بدر كريم فلن أوفيه حقه فما قدمه للإعلام كثير ويكفي أنه كان رمزاً للشباب الطموح العصامي الذي يريد أن يشق طريقه الصعب بموهبته بنفسه وهل لي أن أقول غير متجاوز أنه علمنا منذ الصغر كيف تكون العصامية ولم اختلف معه إلا مرة واحدة عندما انتقدت مستشفى صديقنا/ سليمان فقيه في بداياته وزعل أبو ياسر وشكاني يومها لطوب الأرض ومن ضمنهم رئيس تحرير جريدة عكاظ حينها الأستاذ/ رضا لاري لكن استطاع الزمن والأيام أن تهيل التراب على ذلك الخلاف ومع ذلك ظللت اكن للاستاذ بدر كريم كل احترام وتقدير وإكبار فالمواهب من نوعية بدر كريم لا تضيف لها الشهادات العلمية شيئا بل هو الذي أضاف لشهاداته العلمية الشيء الكثير.