سرد الاعلامي بدر كريم في ليلة تكريم الاثنينية له بعضا من المحطات المهمة في حياته والتي اتسمت بالصراحة والوضوح والتفكه حتى على نفسه،و لم يتردد في ذكر ما له وما عليه في مسيرته الإ علاميةالتي يفخر بها ، بعد أن كان في بداية حياته مقيدا للصادر والوارد في إدارةالجوازات والجنسية إلى أن نال شهادة الدكتوراه في الإعلام عام 1427ه بجانب عضوية مجلس الشورى ، حياة مليئة بكثير من الجد والمثابرة. يقول عن نفسه أول ( كارثة إذاعية) حلت بي بسبب تهنئة رجل من أهالي جدة في برنامج (ألف مبروك) بمناسبة زفافه ، فغضب الرجل وكتب للإذاعة موضحاً أنه رجل متزوج وله أبناء وبنات وأحفاد.. فحققت الاذاعة معه وتبين أن الرسالة التي أرسلت إلى الإذاعة كانت مزحة من العيار الثقيل من أحد اصدقاء الرجل ..تتلمذ عمليا على يد حمزة بوقري، عباس غزاوي وعبد الله بلخير – رحمهم الله-حصل على الابتدائية عندما كان مذيعا، ومقدما للبرامج.. وكان له شرف اجراء حوارات مع عبد الله السليمان ، عبد الله الفيصل ، محمد حسين زيدان و أدباء ومثقفين آخرين..ولم ينس أن يذكر أن الشيخ حمد الجاسر أول شخص أبكاه حين طالب بابعاد كريم عن الإذاعة بسبب كثرة الأخطاء اللغوية. أول خطأ ارتكبه في حياته الإذاعية عندما أحل كلمة (أعلام ) محل ( إعلام) فاتصل به الأستاذ عباس غزاوي ونبهه ، ومن أطرف ما احتفظ به عن هذا الموقف أن وصفني بشيء له أذنان طويلتان، يمشي على أربع، صوته من أنكر الأصوات.. وليس ببعيد عن ذلك فقد اوقفه وزير الإعلام الأستاذ جميل الحجيلان عن الإذاعة لضعف مهارته اللغوية ، فلجأ إلى كل من ابي تراب الظاهري ومحمد حسين زيدان وضياء الدين رجب ومطلق الذيابي لتقوية ولتعويض النقص وللاهتمام باللغة وتجويدها. من المواقف التي لن انساها، قرأت في التلفاز خبر اعفاء وزير الصحة آنذاك الدكتور يوسف هاجري. الذي قُدم لي لقراءته أثناء نشرة الأخبار، وبعد النشرة مباشرة اذيعت أغنية يا هاجري ماذا حصل ؟ للفنان سعد ابراهيم، فظنها الناس مقصودة وهي لم تكن كذلك فقد كان برنامج هذه الأغنية معداً من قبل أسبوع في هذا التوقيت.. ومن الطرائف أيضا أنه في بداية الارسال التلفزيوني، كنت أقدم احدى الفقرات التلفزيونية، وكانت خالة أحد الأصدقاء أمام التلفاز في بيتها ، فغطت وجهها، ظنا منها أنني أشاهدها من خلال التلفزيون، ولما سئلت لماذا فعلت ذلك ، قالت : عيب بكره بدر كريم يقول لعلي شفت خالتك أمام التلفزيون.. وقال كريم تعد (عكاظ) مدرستي الصحفية الأولى ، تعلمت فيها معظم فنون العمل الصحفي، فضلا عن الإدارة الصحفية .. وتعد عكاظ اول صحيفة سعودية تسلط الأضواء على مشكلة المخدرات عندما سمح لها الأمير نايف بمقابلة المدمنين في السجون، وبين كريم بقوله كنت أرفض الإثارة الصحفية وما زلت، ومن حيث العلاقة بين الكاتب والصحيفة فقد تميزت بالوضوح والصراحة وأذكر أن الأستاذ عزيز ضياء كتب مقالا ,رأيت تعديله فاتصلت به وقال لي : أنت في الميدان احذف ما تشاء.. واضاف : هذا منتهى التقدير من الصحيفة وشكرا لاتصالك.. وعندما كنت مديرا لوكالة الأنباء السعودية طلب مني الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله – ألا أقع فيما يقع فيه المسئولون الجدد باستبعاد ونقل وفصل بعض الموظفين ،وألا تسرع في الحكم على الآخرين أمهلهم ستة اشهر ، ثم ابدا في التغيير، وبحمد الله لم أفصل أو أنقل أو أغير أحدا. طيلة الاثني عشر عاما التي قضيتها في ( واس ) وعن تجربته في مجلس الشورى قال : المجلس ظالم ومظلوم: ظالم لأنه مقصر بحق نفسه إعلاميا، لم يشرح للرأي العام وظائفه وطبيعة الأعمال المنوطة به، ومظلوم لأن كثيرا من الناس لم يطلعوا على نظامه ولوائحه .وعن نفسه قال سئلت مرة عن من أنت ؟ فقلت أنا إنسان اصلب من الصخر وأرق من بيت العنكبوت.ولي رأي في الإذاعات السعودية الخاصة التي بعثها من مرقدها الدكتور عبد العزيز خوجه وهو أنها أصبحت حكرا على رؤوس الأموال الكبيرة، وغابت عنها الخبرات المهنية،وضاع أصحاب المبادرات الفردية.. ورأيي في معظم المذيعين والمذيعات السعوديين أن أكثرهم يفتقد إلى معظم المهارات الإعلامية، ويحتاجون إلى تدريب وتأهيل وأقلية منهم تستحق أن تشاهد وبعضهم لا يصلح لا للسماع ولا للمشاهدة.وقال كريم بان العلاقة بين بعض الصحف وبعض الكُتاب، لا تجد أرضية مواتية للتفاعل ، هناك تطنيش وهناك ( تطفيش) ومن الصعب أن تتعامل بعض الصحف مع بعض الُكتاب بفوقية ونرجسية وتعالٍ.. وتحدث الشيخ عبدالمقصود خوجة عن بدر كريم حيث قال للكلمة رونق، وسطوة، وبريق، وسحر.. تأثيرها ملموس في أي من أشكالها سواء كانت مسموعة، أو مقروءة، أو من خلال ارتباطها مع أكثر من حاسة من حواس البشر.. فهي لم تزل على عرشها منذ بدء الخليقة، بل تزداد تمسكاً به كلما كشف دفتر المستقبل عن مزيد تطور تقني. وقال خوجة عرفت الدكتور بدر بن أحمد كريم منذ تفتحت موهبته وحبه للإذاعة، عندما كنت مديراً للإدارة العامة للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، حين بدأ مذيعاً يتلمس خطواته بثبات وثقة في دنيا الكلمة.. فقد أظهر حباً للعمل تؤازره رغبة كبيرة في تطوير أدواته ليصل إلى ما وصل إليه بعد جهد لا يستهان به. وبين بأن تكريم كريم يتخطى حدود الفرد ليصب في مجرى الجماعة، إذ يمثل شريحة من المواطنين الجادين الذين اتخذوا من الوظيفة العامة منطلقاً لتحقيق أهداف الوطن في الاستثمار الأمثل في الإنسان.. فهو لا يؤدي وظيفة أؤتمن عليها فحسب - ولو جعل ذلك مناط آماله لكان خيراً وبركة - لكنه انتقل من مرحلة تحقيق الواجب إلى تحقيق الذات.. يحمل بين جوانحه نفساً تواقة إلى التطور والتحديث.. ولم يكن يملك من مستحقات تلك الأماني إلا النزر اليسير: فالأسرة متواضعة، والتعليم محدود، والدخل لا يتجاوز حدود الوظيفة البسيطة، تمثل في مجملها كوابح في مسيرة أرادها كفاحاً، فأرهقته صعوداً. وقال خوجة هنا تظهر العصامية في جانب من تجلياتها.. فقد علَّم ضيفنا الكريم نفسه باكراً أن طريق النجاح يكمن في طلب العلم، وليس العلم النظامي وحده مفتاح التقدم، فأينما التمس الإنسان علماً فإنه سائر على نهج سليم.. كان ضيفنا لا يتورع عن طلب المشورة والمعونة من كل شخص يتوسم فيه المعرفة، فجاءت حياته سلسلة متصلة من دوائر طلب العلم، وقال عنه أستاذنا الكبير محمد حسين زيدان (رحمه الله) كنت لا أستريح منه يوم كان مذيعاً مبتدئاً، إذ لا تكاد تمضي ليلة، إلا ويسأل عن كلمة، عن معنى، صرفاً أو نحواً. وقال خوجة هذه الروح الوثابة لتلقي المعرفة، والطموح المدروس، هي ما ينقص أجيالاً توالت من بعض الشباب الذين ما برحوا يظنون العلم شهادة توضع في ملف، أو تزين مكتباً.. ولعلهم لم يدركوا أن العلم مكون من مكونات الثقافة في معناها الواسع، والتي عرفها عالم الاجتماع البريطاني إدوارد تيلور بأنها (عبارة عن ذلك الكل المركب الذي يتضمن المعرفة، الإيمان، الفن، الأخلاق، القانون، الأعراف، وأية قدرات وعادات يكتسبها الإنسان بصفته عضواً في جماعة) وهو من ضمن تعريفات أخرى لا تخرج عن هذا الإطار الشامل.. وبموجب هذا المنحى فنحن أحوج ما نكون إلى (المثقف) الذي يربط عمله وأداءه بآلية تجلب إليه المزيد من المعرفة والخبرة ليضيف أسلوباً مبتكراً في الأداء، مع التعلم المستمر من كل مصدر، وما أكثر المصادر في زمن (الإنترنت) وسهولة التواصل مع أهل الذكر الذين أمرنا الحق سبحانه وتعالى أن نلجأ إليهم نفياً للجهالة، واستزادة من ينابيع فضلهم.. وهذا ما مكن ضيفنا من الاستمرار في مجاله المهني: إذاعةً، وتلفازاً، وصحافة، ووكالة أنباء، واستشارات إعلامية. وبين خوجة بان كريم يختزن في ذاكرته مسيرة أكثر من نصف قرن في العمل الإعلامي، والإذاعي على وجه الخصوص.. وهي حصيلة معتبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد، والذاكرة كما تعلمون تشيخ ويصيبها الوهن مثل سائر الجسد، والحصيف من يقيد شواردها بالدفتر والقلم، وهكذا أعد ضيف أمسيتنا كتابه المهم (نشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي، من عام 1368 – 1419ه/ 1949 – 1998م)، ناثراً ما وعته ذاكرته من خلال (673) صفحة من القطع المتوسط، شاهداً على عصر كان في قلب أحداثه.. فجاء كتابه مرجعاً في بابه، والجميل في هذا العمل أنه جمع بين تأريخ الإذاعة وتأثيرها في المجتمع، وأشار إلى بعض الدراسات الاجتماعية التي حفلت بإحصائيات فعلية تعكس طبيعة المتلقين، وتفاعلهم مع برامج الإذاعة المختلفة، وهي خطوة رائدة في مجال التطوير.. كما قدم ضيفنا دراسة موضوعية (لمعرفة دور المذياع في تغيير العادات والقيم في المجتمع السعودي) وخلصت إلى توصيات تسهم في تأطير دور الإذاعة وأهميتها في خدمة المجتمع، ونبذ التقاليد والأعراف غير المرغوبة، والعمل على تكريس مزيد من الجهد لدعم وغرس قيم الخير المتجذرة أصلاً. وقال خوجة ومن مؤلفات كريم التي وجدت صدى بين القراء كتابه الموسوم (سنوات مع الفيصل) الذي روى فيه ذكرياته عن الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله) متشرفاً بالنقل الإذاعي، أو رئاسة بعض الوفود الإعلامية لتغطية فعاليات رحلات جلالته داخل وخارج المملكة، إضافة إلى ما حفل به من ذكريات ومواقف إعلامية على مدى أحد عشر عاماً. وتحدث الدكتور محمد عبده يماني .بقوله اشعر بسعادة غامرة أن نحتفي بانسان له مكانة وعملنا معا في مجال من مجالات الحياة ، بعض الأحيان كان من اجمل لحطات العمر وبعضها من أنكر ساعات العمر فأنا سعيد بتكريمه، تعاملت معه إنه رجل من الصخر والأدب عصامي حرص على أن يشق طريقه الممتلئ بالصخور الصعبة ولكن بالصبر كان يتطلع الى الأعلى وبه ذلك التواضع الذي نفحر به سبقني أن اقتحم قلعة لم اقتحمها ولم يسبق لي اقتحامها وهي جامعة الامام لم تكن لتقبل بالدكتور بدر كريم في يوم من الأيام ولا بمحمد عبده يماني فكان لها منهجها الخاص اصبح كريم استاذا فيها بعد انتهاجها الجديد فاصبح للجامعة كليات علمية وهندسة وطب اعتز به وفرحت بالاحتفاء به وجاءت فرصة الاحتفاء به بعد أن فاتتني فرصة الاحتفاء بالسيدات الكريمات، اللائي قدمن ما لديهن من اعمال تستحق وتقدر وقد كرمتهن (الاثنينية) و قد سبقنا أبو هذا الوطن الملك عبد الله وهو أول من سجل أن امراة دخلت الديوان الملكي وهذا لم يكن ليحدث لولا هذا الرجل الذي يؤمن بأنه يجب اعطاء المرأة حقها.. صعاب كثيرة مرت بالدكتور بدر كريم ومواقف بين شد واجتذاب كان يحسن التعامل والحوار مع الاخر وعكف حتى صنع نفسه وعمل في مجالين ثقف نفسه على مسارات مختلفة وثانياً أنه انهمك في الدراسة حتى حصل على الدكتوراه . وقال الأستاذ محمد الفايدي عن الدكتور بدر كريم : هو ابن للعصامية،واستاذ للمايكرفون وجار للنخلة وعلى بعد خطوات منها استطاع أن يرمي بسنارته في البحر ليصطاد السمك ولم يكن غريبا على من أنجبته مدينة ( ينبع) إلا أن يكون بدرا متلألئاً وكريما ايضا ومع ذلك فقد آتيكم متأخرا خير لي من أن لا اتي.. واذكر أن الأستاذ جميل الحجيلان هو الذي استطاع أن يسمع الملايين صوت أم كلثوم باغنيتها الجميلة (أنت عمري) ، فذهب وفد من المتشددين إلى الملك فيصل يشتكون فقال لهم من لا يريد مشاهدة التلفزيون عليه أن يتحكم في أزرار قفله داخل منزله.. وبعد ذلك فتح باب الحوار مع بدر كريم حيث أجاب على سؤال حول أن خريجي الإعلام عاطلون عن العمل ، فقال إن البطالة موجودة وقد اعترف بها المسئولون وعلى الإعلاميين العاطلين عن العمل أن يطرقوا أبواب العمل الخاص، فلدي مركز استشارات ودراسات اعلامية أرحب فيه بخريجي الإعلام. و أجاب على سؤال عن لماذا لا تقوم بمشروع لتطوير الكفاءات الإذاعية السعودية ، قال إن مركزه الإعلامي يضم سبعة خبراء، طرقنا كل أبواب الصحف لتدريب الصحفيين والاذاعيين ،واقترحت عليهم عمل 3 أو 4 دراسات جدوى ليختاورا أجودها للتطوير والتدريب ولم تستجب لنا سوى صحيفة عكاظ التي قالت إن الميزانية المخصصة لذلك خمسون الف ريال فقط. وعن الإعلام في عهد الدكتور عبد العزيز خوجه قال : الإعلام يمر بنقلة نوعية آمل لها الاستمرار ولكن مع التأني والتروي والدراسة والتعمق..، فكل مشروع إعلامي يحتاج إلى دراسة سنتين أو ثلاث لإثبات جدواه الاقتصادية والإعلامية وغيرها . وعن سؤال حول هل كل مذيع يحتاج إلى صحة نفسية قال : نعم إن من ألأولويات التي يجب أن يتلقاها المذيع هي الصحة النفسية ، لأن البعض يتلقى تربية عدوانية وسايكوباتية و صفات الاحباط وغيرها من السلبييات التي تؤثر سلبا على عمله. وعن سؤال حول المرأة ومجلس الشورى قال إن المرأة موجودة في المجلس ولكن خلف الكواليس ، فهناك عضوات غير متفرغات يجتمعن مرةأو مرتين وتوضع امامهن الأنظمة والمشروعات التي أصبحت تهم المرأة مثل مشروع دعم المنشآت الصغيرة لأن المرأة دخلت هذا المجال.أما عن الفضائيات العربية فقد أجاب : كثر عددها وقلت بركتها.