تهيأت لمرشح مصر لمنصب الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) امكانات لم تتهيأ لمرشح مصري في اي انتخابات دولية سابقة، فالرئيس حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية سانده بقوة، وقدم له كل التسهيلات الممكنة، ووفر له امكانات الدولة المصرية سياسيا ودبلوماسيا واعلاميا - واجرى اتصالات، وعقد لقاءات، واستخدام ثقله وعلاقاته وتأثيره ومكانته من اجل تأمين (اصوات) دول أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة باعتبار ان اتصالات رؤساء الدول الاكثر تأثيرا في اي انتخابات لمنظمة دولية. فقد تحدث (مبارك) مع الملك (خوان كارلوس)، ملك اسبانيا، والرئيس ساركوزي رئيس فرنسا. واستقبل الارهابي (نتانياهو)، رئيس وزراء الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة، وطلب منه وقف الحملة الاسرائيلية المغرضة ضد مرشح مصر. كما ان وزارة الخارجية المصرية تبنت (الملف) ملف الترشيح مبكرا، واشتغلت عليه بهمة ونشاط تامين، فوقف العرب والمسلمون الافارقة مع مرشح مصر الفنان فاروق حسني. ويفترض ان يقف الغربيون (الاوروبيون) خلف مرشح واحد، مرشح الجنوب الذي يمثل العرب والمسلمين والافارقة الذين اتحدوا خلف مرشح مصر، لكن العنصر الغربي (الاوروبي الامريكي) اليهودي الاكثر تأثيرا، في اي انتخابات لمنظمة دولية، وقف - بكل اسف - ضد مرشح مصر، وليس بسبب ان المرشح (عربي)، وانما اضافت الدوائر اليهودية في الغرب، والكيان اليهودي الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة مبررا آخر تمثل في تصريح مرشح مصر حول حرق الكتب اليهودية (الاسرائيلية)، وموقفه المعارض للتطبيع مع الكيان الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة (اسرائيل)! وهناك دول وعدت (مصر) بمنح (حسن) اصواتها ثم تراجعت نتيجة ضغوط اللوبيات اليهودية سواء من داخل فرنسا (مقر المنظمة) أو من خارجه! وهناك دول غربية نكصت بالوعد! كما ان هناك وسائل اعلام تبنت "حملات" وصلت - بصراحة تامة - الى حد التشهير والافتراء وتضخيم ما صرح به الوزير المصري الذي يتفق معه أغلبية الشرفاء في الوطن العربي الكبير وفي خارجه بحرق الكتب الاسرائيلية (اليهودية) التي زورت تاريخ العرب والمسلمين والشعب الفلسطيني الابي الذي - لا يزال - وسوف يظل يقاوم الى ما شاء الله الى ان تعود فلسطين الى اصحابها الشرعيين سواء من يعيش تحت نير الاحتلال الاسرائيلي الظالم في الداخل أو من يعيش في العالم في دول الشتات أو من يعيش في دول الجوار لفلسطين أو من يعيش كلاجئ في انحاء متفرقة من العالم على مضض، ينتظر العودة الى وطنه بفارغ الصبر. فقد حصل وزير الثقافة المصري في الجولة الاولى من الانتخابات على (22) اثنا عشر صوتا من اصل (58) ثمانية وخمسين صوتا، فغالبية (الاصوات) لم تكن في صالحه، وتوقع عدم استمرار اثنين من المرشحين من أوروبا، وهما من الجنس النسائي (النمساوية والبلغارية) حتى النهاية. ولكن قواعد (اللعبة) الانتخابية تقضي استبعاد احد المرشحتين، وفقا لما اتبعه مرشح مصر نفسه في الانتخابات بوقوف العرب والمسلمين والافارقة الذين اتحدوا خلفه باعتباره مرشح الجنوب الوحيد، وكان على منافسيه من أوروبا ان يتبعوا الاسلوب نفسه! احدثت خسارة وزير الثقافة المصري فاروق حسني في معركة انتخابات منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) ارجاء القيادة السياسية المصرية اجراء تعديل وزاري كان مقرراً بمجرد فوز مرشح مصر لمنصب الامين العام لليونسكو، لا سيما وان المعركة الانتخابية حظيت بدعم الرئيس المصري حسني مبارك شخصيا لفاروق حسني قبل واثناء وبعد الانتخابات مما جعل الاستغناء عنه كوزير للثقافة امرا صعبا بالاضافة الى ان القيادة السياسية رأت ان استمرار (حسني) يعد ردا مناسبا في مواجهة الذين احرجوه داخليا وخارجيا. كما اعتبر ان اتخاذ قرار بتعديل وزاري قد يعطي ايحاءات ان (النظام) المصري هو الذي انهزم في (اليونسكو)، وليس شخص الوزير!