نظمت الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية المعرض الثقافي من واشنطن إلى الرياض للفنان الراحل وهبي الحريري الرفاعي. وافتتح المعرض وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان بحضور سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية جيمس سميث، ومدير عام المتحف الوطني الدكتور عبدالله السعود وذلك يوم امس .وفي بداية الحفل الخطابي المعد للمناسبة نقل مدير عام المتحف الوطني الدكتور عبدالله السعود تحيات وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وتمنياته بنجاح المعرض.وأبدى في كلمة له عن سعادته الكبيرة باختيار المتحف الوطني ليكون المحطة الاولى للمعرض الذي يضم مجموعة فريدة من نوعها تجسد التراث المعماري والمعالم الفريدة للمملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالامريكية، مشيراً إلى أن المتحف الوطني ومنذ افتتاحه عام 1999 استضاف أكثر من ثمانين معرضا تمثل مجالات وفنون شتى. وأكد السعود أن تنظيم المعرض في الرياض وإقامة معرض روائع الآثار السعودية أواخر هذا العام في واشنطن يأتي تأكيدا للرغبة الصادقة في التواصل الحضاري بين شعبي البلدين. وفي ختام كلمته شكر مدير المتحف الوطني صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة الهيئة الإستشارية للمتحف الوطني على دعمها تنظيم المعرض.من جهته أوضح سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة جيمس سميث أن معرض "من واشنطن إلى الرياض" يعكس مجموعة مهمة من الأعمال الفنية التي تمثل عراقة وتراث المملكة العربية السعودية كما جسدها الفنان العربي الأمريكي وهبي الحريري الرفاعي، مشيراً إلى أن تلك الأعمال عرضت للمرة الاولى في عام 1984 في معهد سميثسونيان في العاصمة الأمريكيةواشنطن، الذي يعد أكبر متحف ومجمع للبحوث في العالم مشيراً إلى أن المعرض يضم مجموعة الأعمال السعودية، ومجموعة مختارة من الأعمال التي تخص بعض المعالم الرئيسية للعاصمة الاميركية. وأكد أن المعرض يرمز إلى شراكة طويلة الأمد وصداقة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية تنمو وتزدهر بشكل مطرد في مجالات عدة في ظل الرعاية الكريمة للقيادتين، مشيراً إلى خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة الذي أشار فيه إلى أن للمسلمين الأمريكيين والعرب منذ تأسيس الولاياتالمتحدة دورّ مؤثر فيها. ويحوي المعرض خمسين عملا فنياً للفنان الراحل وهبي الحريري الرفاعي تمثل مجموعتين من الرسومات، الأولى تم إنجازها في الفترة من منتصف الستينيات وأوائل التسعينيات الميلادية من القرن الماضي خلال رحلات متعددة قام بها للمملكة، بينما تمثل المجموعة الثانية أعمالا فنية لنخبة من أهم المعالم التاريخية في العاصمة الأميركية. وتلقى الفنان الراحل تعليماً في عدد من الأكادميات الفنية العالمية من أبرزها أكاديمية الفنون الجميلة ومعهد إليغاري في روما، ومدرسة الفنون الجميلة في باريس إضافة إلى انتسابه إلى مدرسة علم الحفاظ على الآثار في متحف اللوفر. وفي عام 1965م وبدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله قاده اهتمامه بالفن الاسلامي والتراث إلى المملكة العربية السعودية لما تحفل به من كنوز أثرية، فكرّس جهوده للمساهمة في توثيق تلك الاثار.وبعد أن تجاوز الفنان الراحل السبعين من عمره وبتشجيع ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع صمّم أن يقوم بانجاز آخر عمل فني له وهو مجموعة لوحات "بيوت الله" منطلقا من واشنطن الى الرياض مروراً بأسبانيا والصين، فأواسط آسيا وأفريقيا، واستطاع إنجاز أكثر من أربعين لوحة، رسم فيها أهم المساجد في العالم من حيث التاريخ والتراث.