أكد سفير الولاياتالمتحدة الأميركية لدى المملكة جيمس سميث أن معرض "من واشنطن إلى الرياض" يعكس مجموعة مهمة من الأعمال الفنية التي تمثل عراقة وتراث المملكة كما جسدها الفنان العربي الأميركي وهبي الحريري الرفاعي، مشيراً إلى أن تلك الأعمال عرضت للمرة الأولى في عام 1984 في معهد سميثسونيان في واشنطن، الذي يعد أكبر متحف ومجمع للبحوث في العالم وأن المعرض يضم مجموعة الأعمال السعودية، وأخرى مختارة من الأعمال التي تخص بعض المعالم الرئيسة للعاصمة الأميركية. ويفتتح اليوم المتحف الوطني في الرياض أبوابه للعوائل لمشاهدة معرض "من واشنطن إلى الرياض" للفنان الراحل وهبي الحريري الرفاعي الذي تنظمه الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام وسفارة الولاياتالمتحدة الأميركية والمعرض، وذلك بعد أن افتتحه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان أول من أمس بحضور سفير الولاياتالمتحدة الأميركية جيمس سميث، ومدير عام المتحف الوطني الدكتور عبدالله السعود. وأكد السفير الأميركي في كلمته أن المعرض يرمز إلى شراكة طويلة الأمد وصداقة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة تنمو وتزدهر بشكل مطرد في مجالات عدة في ظل الرعاية الكريمة للقيادتين، مشيراً إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة الذي أشار فيه إلى أن للمسلمين الأميركيين والعرب منذ تأسيس الولاياتالمتحدة دورا مؤثرا فيها. من جهته، أوضح مدير المتحف في كلمته اختيار المتحف الوطني ليكون المحطة الأولى للمعرض الذي يضم مجموعة فريدة من نوعها تجسد التراث المعماري والمعالم الفريدة للمملكة والولاياتالمتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن المتحف الوطني ومنذ افتتاحه عام 1999 استضاف أكثر من ثمانين معرضا تمثل مجالات وفنونا شتى، وبين أن تنظيم المعرض في الرياض وإقامة معرض روائع الآثار السعودية أواخر هذا العام في واشنطن يأتي تأكيدا للرغبة الصادقة في التواصل الحضاري بين شعبي البلدين. ويحوي المعرض 50 عملا فنياً للفنان الراحل وهبي الحريري الرفاعي تمثل مجموعتين من الرسومات، الأولى تم إنجازها في الفترة من منتصف الستينات وأوائل التسعينات الميلادية من القرن الماضي خلال رحلات متعددة للمملكة، بينما تمثل المجموعة الثانية أعمالا فنية لنخبة من أهم المعالم التاريخية في العاصمة الأميركية. وتلقى الفنان الراحل تعليماً في عدد من الأكاديميات الفنية العالمية من أبرزها أكاديمية الفنون الجميلة ومعهد إليغاري في روما، ومدرسة الفنون الجميلة في باريس إضافة إلى انتسابه إلى مدرسة علم الحفاظ على الآثار في متحف اللوفر. وفي عام 1965م وبدعوة من الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله قاده اهتمامه بالفن الإسلامي والتراث لزيارة المملكة لما تحفل به من كنوز أثرية، فكرّس جهوده للمساهمة في توثيق تلك الآثار. وبعد أن تجاوز الفنان الراحل السبعين من عمره وبتشجيع ودعم من وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز صمّم على انجاز آخر عمل فني له وهو مجموعة لوحات "بيوت الله" منطلقا من واشنطن إلى الرياض مروراً بأسبانيا والصين، فأواسط آسيا وأفريقيا، واستطاع إنجاز أكثر من أربعين لوحة، رسم فيها أهم المساجد في العالم. وفي سياق ذي صلة، صرحت رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز في حديثها ل"الوطن" بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف الذي احتفل به العالم أمس: إن شعار هذا العام لليوم العالمي "المتاحف في عالم متغير تحديات وآفاق جديدة" يركز على أهمية دعم المتاحف ويدعونا إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحدّيات المستقبلية التي تواجه تأسيس ثقافة متحفية والعمل على جعل المتاحف مراكز علمية وترفيهية وثقافية تسهم في نشر المعرفة والعلوم وتساعد على حفظ التراث الإنساني في جميع المجالات، والعمل على استشراف الآفاق الجديدة التي يمكن للمتحف أن يتبناها لتطوير مساهمته في التأثير على المجتمع من خلال تطوير أدوات المحافظة على المقتنيات والآثار وتحديث وسائل جذب الجمهور لزيارة المتاحف. وأضافت الأميرة عادلة أنه في الوقت الحاضر برز الوعي والاهتمام في المملكة بالتراث الثقافي والمتاحف ونلحظ نشاط الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعي لإحداث نقلة في هذا المجال، وتحديث قطاع الآثار والمتاحف بالاعتماد على ربطه بالأنشطة السياحية وتطوير السبل التي يقدم فيها ليتواكب مع العصر، وتأهيل الكوادر البشرية التي تعمل فيه.