شكّلت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى منطقة جازان في شهر شوال من عام 1427ه، نقلة نوعية في تاريخ المنطقة والمسار التنموي بها , فيما شكّل خطاب الملك المفدى آنذاك لأهالي جازان نقطة تحوّل يستذكرها أهالي المنطقة والمسؤولين بها بكل فخر حين قال - حفظه الله - " لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها ، إلاَّ أن دولتكم عقدت العزم على إنهاء هذا الوضع ، باختزال المراحل ، ومسابقة الزمن ، وإعطاء جازان عناية خاصة " . وأثمرت تلك العناية الخاصة من لدن القائد الباني عن عشرات المشروعات العملاقة والعمل الطموح والخطط الإستراتيجية التي سابقت الزمن بحق لتقف المنطقة اليوم شاهداً على تنمية حقيقية تنبئ بمستقبل زاهر, حيث تشهد المشروعات الصناعية والتعليمية والصحية والزراعية والسياحية نهضةً كبيرةً وتسير بوتيرةٍ متسارعةٍ لتنمية وتطوير منطقة جازان , بمتابعةٍ مستمرةٍ من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان .وتبرز مدينة جازان الاقتصادية التي تعمل تحت إشراف هيئة المدن الاقتصادية، وخصص لها مساحة " 108 " مليون متر مربع على ساحل البحر الأحمر بحجم استثمار يصل إلى 100مليار ريال، خصص منها 375 مليون ريال كأسهم مجانية لأبناء المنطقة من ذوي الدخل المحدود حيث يمضي العمل قدماً لتأسيس المدينة على ثلاث مراحل تتضمن تباعاً إنشاء ميناء صناعي ومصفاة البترول ومحطة الكهرباء ومصنع الحديد والصلب والمشروعات الصناعية الثانوية والتحويلية والمشروعات العقارية، والخدماتية والسياحية إلى جانب مناطق مركزية للأعمال التجارية وتطوير الموارد البشرية وأحياء سكنية متنوعة ومجمعات للمراكز التجارية والصحية والتعليمية والخدمات المدنية ومناطق ترفيهية تضم أرقى المنتجعات والفنادق العالمية .كما يعد مشروع " المدينة الصناعية " بجازان أحد المشروعات الإستراتيجية بالمنطقة، التي تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 39,5 مليون متر مربع، حيث شارفت هيئة المدن الصناعية على الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى على مساحة مليون متر مربع بتكلفة إجمالية قدرها 164 مليون ريال وتضم عدداً من المصانع والمشروعات الاستثمارية التي ستكون رافداً من روافد التنمية ، وتسهم في توفير بعض الصناعات التكميلية التي تحتاجها المصانع القائمة بمدينة جازان الاقتصادية.