لم يكن "الفرح" حتى ما قبل ثلاثة عقود مناسبة لأسرة العريس والعروس فقط بل كان فرحا "للحي" يشارك فيه كل الجيران والأصدقاء.. صورة جميلة لا توجد اليوم وقبل ان تدخل "قصور الافراح" كانت بيوت الجيران تستضيف فرح ابن وابنة "الحارة" وكانت البرزة في احد شوارع الحي القريبة من دار العريس أوالعروسة يقوم على اعدادها شباب الحي تنصب "السجاجيد" و"الكرويتات" وتوضع "المساند" وتحلى بالثريات الكهربائية وقبل ذلك "الاتاريك" يستقبل اهل العروسة "موكب العرس" بوصول العريس ويطلق عليها "مُلكة شهري" يرافق العريس اقاربه واصدقاؤه يصلون الى دار العروس في موكب منظم تُحمل فيه "البواخر" و"المباخر" على صوت "الجسيس" ينادي مباركاً للعروسين ويجدون امامهم اهل "العروس" للترحيب بقدومهم وكانت منازل اهل الحي جاهزة لاستقبال "المعازيم". المعشرة تقليد جميل انتهى من حوالى اربعة عقود يقوم على ايصال وجبة "الغداء" من الارز والسمبوسة والطرمبة والسلطة في اناء خشبي يسمى المعشرة يغطى بقماش يصل الى كل قريب او صديق قدم واجبا او ما يسمى "الرفد" الى اهل العريس او العروس وكان الجيران يتسابقون لإيصال المعاشر الى اصحابها في مختلف الاحياء والبعض كان يحملها "مشيا" الى مكانها. الغُمرة تسبق ليلة الزفاف ليلة يطلق عليها "الغُمرة" لاعداد العروس لليوم الثاني عادة تكون قاصرة على المدعوين من الاهل والارحام يقيمها والد العروس. التصبيحة وضمن ما تقدمه والدة العروس "بُقشة" تضم "بدلة للعريس" وهي ملابس كاملة هدية للعريس وفي صباح يوم الزفاف تقدم الهدايا وعادة ما تكون من "الذهب" للعروس من اهلها واهل العريس. طلعة العروس التقليد القديم ألا يرى الناس حتى اقاربها "العروس" ويقال حتى تكون لها "طلعة" اذ يتم تخصيص مكان لها يُحاط "بستارة" مقصبة تُعد لهذه المناسبة وكذا الفراش الذي تجلس عليه ولا تخرج الا عندما تحين "الزفة" بحضور العريس بعد ان تباشر "المقينة" عملها وهي من تقوم بأمور المكياج من اول الليل لتجهيز العروس. الشُرعة وتخرج العروس وهي تلبس "الشرعة" وهي زي ابيض جميل يتوج بتاج من "الذهب" او "البرلانط" تضعه العروس فوق رأسها وتجلس على كرسي خاص مقابل العريس. اللعابة اللعابة هي السيدة التي تغني في الفرح وعُرفت الكثير من السيدات في الحجاز لإحياء الحفلات لدى النساء - كرامة - حمادية - بنطجية - توحة - ابتسام وغيرهن يحضرن مع مجموعة من السيدات ويقمن (بزفة) العروس نهاية المناسبة ويشارك سيدات الحي ورجالهم في تجهيز البيوت ايام الزفاف من منطلق الواجب والتواصل وتوثيق العلاقة.. ماذا بقي من ذلك اليوم؟