يعد موكب العروس من التقاليد التي كان لا بد من اتباعها في منطقة الحجاز. حيث كان يعطي للزواج طابعا حجازيا مميزا منذ القدم، ولا زال الى وقتنا الحاضر تحافظ عليه بعض العوائل بعد عقد القران بالحرم المكي أو المدني، حيث يعلن بعدها الزواج والقيام بسير الموكب البهيج. وعن هذه العادة الحجازية القديمة يتحدث عد من أبناء المنطقة الذين عاصروها عبر سنوات خلت. الملكة الشهري يقول سعد الهاشمي: موكب العرس أو الزواج وما يسمى عند أهل الحجاز في مكة والمدينة وجدة خاصة ب«الملكة الشهري» أو عقد القران.. ويبدأ هذا الموكب من منزل أو مقر العريس باصطحاب الأهل والمعازيم والجسيس والمأذون الشرعي إذ يتم قبل مغادرة المقر اجتماع الجميع، ويقوم الجسيس بأداء الموال والمجس بإلقاء أبيات شعرية تحتوي على مديح العريس وآله والدعاء لهما، وبعد ذلك يتم التوجه الى منزل أو مقر حفل عقد قران العروس إذ يقوم أيضا الجسيس بنفس الطريقة وهي إلقاء بعض الأبيات الشعرية التي يمدح فيها العريس والعروس وأهليهما ومن ثم يتم عقد القران بواسطة المأذون الشرعي وبعد الانتهاء من كتابة العقد يقوم أيضاً الجسيس بإلقاء أبيات شعرية بنفس الطريقة وبمقامات مختلفة يتم فيها المدح والدعاء للعروسين و يكون هناك بعض الأشياء المتعارف عليها واصطحابها في الموكب والتي تعطي صورة جميلة للموكب. البواخر والأتاريك ويتحدث صالح اليافعي عن البواخر، وهي عبارة عن عدد اثنين مجسمات لبواخر سفن صغيرة تعبأ بالحلويات وبعضا من الفواكه والعطور ويتم حملها على الرؤوس من قبل الأيدي العاملة المختصة ليتم أخذ محتواها من قبل أهل العروس. ويذكر صالح أن من مواكب العروس أيضا أطباق مسطحة بشكل دائري يتم فيها إعداد ووضع ما يسمى بعلب الحلوى أو الهدية التذكارية التي توزع في ليلة عقد القران أو الزواج على المدعوين إذ تغطى بغطاء جميل بمختلف الالون وأيضا تحمل على الرؤوس من قبل الأيدي العاملة المختصة ليكون لها منظر جميل في الموكب. ويقول جميل المولد ان من مواكب العروس الاتاريك والبخور وهو عبارة عن مصباح تقليدي أو ما يسمى بالأتريك قديماً أيضا وهذه المصابيح ترافق أيضا الموكب لتعطي منظراً جميل تضيء ويكون لها شكلا جمالياً مميز والبخور يوضع بها البخور العود أثناء وقوف الموكب بداية بمقر العريس والعروس ويتم حملها بواسطة الصغار. ويذكر فيصل المقاطي أنه يكون في الموكب أيضا شربة ماء زمزم، وهي عبارة عن شربة نحاسية كانت تستعمل قديماً في الحرم المكي والمدني الشريف لسقاية المصلين، حيث يكون هناك طفل ممسك بيده شربة الزمزم بالزى المكي الجميل، أي بالغبانة والبكشة وذلك لسقاية العريس شربة زمزم ليلة زفافه. الدولاب والمندس ويضيف المقاطي: في موكب العروس أيضا نجد الدولاب أو العربة، وأحياناً يكون مجسم يوضع به الهدايا والعطور والمهر المقدم للعروس. وقال ان الموكب أيضا يضم فرقة للخدمات المصاحبة لموكب العرس، وتكون بعدد معين من الأشخاص حسب الطلب والذين يقومون بخدمة الموكب من حمل مكوناته وأيضا بتوزيع هدايا أو علب الفرح على المدعوين والذين يرتدون الزي الرسمي لمثل هذه المناسبات. ومن ضمن مواكب العروس أيضا «المندس» أو الصندوق التي تقوم أم العروسة بتجهيزه لابنتها.. فتقول لارا الحربي إحدى المهتمات بالتراث القديم: مازال هذا الصندوق موجود في كثير من البيوت وهو مصنوع من الخشب أو المعدن وهو مزين من الخارج بدبابيس نحاسية لامعة ويعتبر في ذلك الوقت من الاشياء المهمة، وغالبا ما يكون المندوس بذلك تحفة فنية رائعة تفتخر النساء بشرائه، لاحتوائه على جيوب أو أدراج داخلية سرية تُدس فيها الأشياء الثمينة كالمجوهرات وغيرها، ولازال المندس محافظا على مكانته وقيمته الكبيرة حيث لا يكتمل جهاز العروس بدونه.