حديثنا اليوم عن أحد الوزراء من "الوزن الثقيل" ولا أقصد الوزن الجسماني له ولكن أقصد أنه أحد أهم وزراء فترة الطفرة .. بدأت علاقتي بالوزير الاستاذ هشام محيي الدين ناظر ابن جدة من خلال استاذنا الكاتب الصحفي الاستاذ عبد الحميد الدرهلي مدير عام فرع وزارة التخطيط بجدة، كان أحد مصادر اخباري أنا والزميل العزيز الدكتور أيمن حبيب كنا نذهب اليه سويا في مبنى فرع وزارة التخطيط بجدة بمنطقة الحمراء وكنا شغوفين إلى هذه الزيارة باستمرار لأننا نحصل باستمرار منه على أخبار مهمة. وثانياً للتنزهه في حديقة هذا المبنى البديع الذي يشرف عليه الاستاذ عبد الحميد بنفسه فهو محب للخضرة والاشجار والزهور وكنت تراه دائما يتجول في الحديقة أو يسقي بعض الزهور فقد صنع من هذا المبنى تُحفه حضارية جميلة في جدة. وكان نجم ضيقي معالي الاستاذ هشام محيي الدين ناظر لامعاً فقد كان أول محافظ يمثل الحكومة السعودية في مجلس محافظي منظمة الدول الاعضاء المصدره للنفط " أوبك" وهو أيضا كان أول وكيل لوزارة البترول والثروة المعدنية ابان وزير البترول الاسبق معالي الشيخ أحمد زكي يماني .. الذي كان يحضر الى مقر وزارة البترول بجدة ليقول مايريد أن يقوله هو للصحفيين في الغالب لايجيب على اسئلتهم عندما يبعدهم الحرس أو المسؤولون المرافقون لمسافات بعيدة خاصة بعد حادثة خطف وزراء أوبك الشهيرة. نعود الى ضيفي معالي الاستاذ هشام محيي الدين الناظر الذي تلقى تعليمه الاساسي في كلية "فيكتوريا بالاسكندرية" بمصر .. ولمن لا يعرف كلية "فيكتوريا" تقول إنها كانت كلية للصفوة من الكبار والآباء القادرين وقد تعلم فيها الراحل الملك حسين بن طلال ملك الاردن "يرحمه الله" وكانت تستقبل أبناء القادرين من جميع الجنسيات وهي تدرس جميع المواد باللغة الانجليزية ما عدا اللغة العربية. وفي تلك الفترة صدر قرار الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله بأنشاء الهيئة المركزية للتخطيط واختار لها هشام محيي الدين ناظر رئيساً بدرجة وزير . ثم عين وزيراً للدولة وعضو بمجلس الوزراء وبرز اسم هذه الوزير النشط حيث كان مكلفاً بوضع الخطوط العريضة للخطط الخمسية للتنمية والتي اكدت على ضرورة تنويع الاقتصاد السعودي وخلق بدائل عن المصدر الوحيد وهو "النفط" وفي عام 1975م تحولت الهيئة المركزية للتخطيط الى وزارة التخطيط في بلادنا وبذلك اصبح هدفاً رئيسياً لنا نحن الصحفيين الشبان العاملين في هذه الفترة فالتصريحات التي يطلقها هشام ناظر تأخذ طريقها مباشرة للصفحة الاولى ومانشيتات الصحيفة وبالذات مايتعلق بالمدينتين الصناعيتين في الجبيل وينبع والتي كانت تخضع لاشراف هيئة ملكية ولابد أن اذكر هنا امينها الدكتور فاروق اخضر . وجاءت مرحلة جديدة في حياة الوزير هشام محيي الدين ناظر جعلته محلط انظارنا جميعا كصحفيين محليا ودوليا واقليميا ففي عام 1986 م صدر قرار بإسناد وزارة البترول له خلفاً لمعالي الوزير احمد زكي يماني واصبحت تصريحاته الصحفية تتناقلها كل وكالات الانباء العالمية دون استثناء فوزير البترول السعودي هو أهم وزراء "دول أوبك" على الاطلاق واصبحنا نلهث وراء تصريحات هشام ناظر عن البترول. وفي عهده ايضا حدث تغير كبير في صناعة النفط حيث تم اكمال شراء شركة ارامكو لتصبح شركة سعودية كاملة وكان هو اول رئيس لمجلس ادارة شركة ارامكو السعودية واصبحت الكثير من دول العالم تقلده العديد من الاوسمة لنشاطه وبروزه العالمي وكرمته المملكة وبريطانيا وفرنسا والدينمارك ومصر واسبانيا وفنزويلا واليابان والصين وكوريا فقد كانت جهوده ونشاطه يلمسه الجميع. وجاءت الفترة الاخيرة في الحياة الوظيفية لمعالي الاستاذ هشام محيي الدين ناظر في عام 2005م حين صدر قرار بتعيينه سفيرا للمملكة في جمهورية مصر العربية واستقبلته مصر أحسن استقبال وفتح صالونه الثقافي ليستقبل الادباء والمفكرين والمثقفين المصريين والسعوديين اسبوعيا فهو ليس بغريب عن مصر بل له صداقات حميمة فيها دفعت بالعلاقات السعودية المصرية الى اطوار جديدة ليست تاريخية فقط بل في جميع المجالات. [email protected]