النقلة الكبيرة التي يعيشها عالمنا اليوم في مجال البث الفضائي يجبرك على التأمل فيما يدور حولك ولك أحقية أخذ ما تراه يتناسب مع ثقافتك وهي ممارسة طبيعية أخذت مكانها في المجتمعات المتحضرة عندما تُعبر عن حريتك الخاصة دون أن تنقاد مُكرها على الاقتناع بشيء دون المستوى الذي يرضي طموحك ويتفق مع رؤيتك للأشياء بحجمها المعتاد دون الميل لتضخيم الأمور مع كل ما ينتابك من شعور بين الشك واليقين فيما تراه صحيحا ومنطقيا و يتفق معك الكثير في صحة اختيارك أو العكس وبإمكانك أن تطرح فكرتك للتداول والطرح لتجد أمامك كمًّا هائلا ممن يخالفك الرأي طالما أن حرية الرأي متاحة لك ولغيرك متى ماكانت لديك القدرة على التحكم في انفعالاتك . وبرنامج إضاءات الذي يقدمه الإعلامي النشط تركي الدخيل بامتلاكه خاصية فن الحوار وانتزاع الإجابة بالشكل الذي يوازي أهمية السؤال ذاته ويعطي البرنامج ثقافة متجددة ومتنوعة ترضي كافة الأطياف والتيارات الفكرية مهما بلغت درجة اختلافها حتى وإن احتدم النقاش حول فكرة تضمنها نقاش إحدى الحلقات ولأنه لم يكن أمامي إحصائية دقيقة تتناول مدى النجاح الذي حققه البرنامج منذ بداية بثه على شاشة العربية باعتبارها استحوذت على قدر كبير من المشاهدين والمتابعين برؤية أقرب ما تكون للواقعية إن لم تكن الواقعية ذاتها ولاشك أن برنامج إضاءات حقق درجة كبيرة من الاحترافية المهنية على مستوى الإعداد والتقديم واختيار وقت البث المناسب بعد ظهر كل يوم جمعه ويعاد بعد منتصف مساء كل سبت لمن فاته موعد بث الحلقة مباشرة ليأتي دور التنوع في اختيار ضيف كل حلقة وهذا ما يُؤكد نجاح البرنامج ومع حرصي على المتابعة الأسبوعية إلاّ أن بعض الحلقات تفوتني متابعتها باعتبار أن يوم الجمعة له من الارتباطات والزيارات العائلية بينما فترة بث إعادة الحلقة غير مناسب لبعض المشاهدين لتأخر موعد بثها لتبقى متعة المتابعة ولا أقول لذتها مرتبطة بحلقات هذه الإضاءات تلاحقك لتجد نفسك وجها لوجه أمام شاشة العربية في حلقة الجمعة الماضية مع الموجهة الأسرية في محاكم دبي " وداد لوتاه " فأنت حينها مدعو لنوع آخر من الطرح الجاد " وثقافة البعد الآخر " التي بإمكانها الدخول لكل بيت لما لها من الأهمية بمكان إلاّ أن موعد بثها ساعة اجتماع أفراد الأسرة في جلستهم الأسبوعية المعتادة مع وجود فئات عُُمرية من الجنسين فقد يكون فيها شيئ من الحرج ومالا يسمح به للأبناء بمشاهدته فموضوع حلقة الأسبوع الماضي تتطلب التنويه عنها مسبقا بتحديد الفئة العُمرية المسموح لها بالمشاهدة لما فوق سن الثمانية عشر عاما لإدراكهم بما يتناسب مع المرحلة العُمرية التي يعيشونها وهو ما لا يفهمه من هو أصغر منهم سنا وهذا لا يعني إننا ضد سياسة الانفتاح وتبادل الطرح فيما يخص الشأن الأسري مهما كان سريا للغاية وإنما بشيء من التخطيط المسبق وفق متطلبات كل مرحلة عُمرية والثقافة الموجهة . [email protected]