لتبقى هذه الأقدام محافظة على نعومتها متمتعة بكل مقومات الصحة قادرة على أداء وظائفها لابد من توفر ما يساعدها على ذلك وحتى لا نذهب بعيدا عند طرح مثل هذه المواضيع الأكثر إثارة ففي زمن الأمهات كانت الرياضة جزءا من حياتهن المعتادة فالأمهات في المدن يقمن بكافة الأعمال المنزلية دون مساعدة من الخادمات اللاتي لم يكن لهن وجود في تلك الفترة الزمنية الماضية ومن هذه الأعمال غسيل الملابس يدويا لفترة تتجاوز الأربع ساعات وفي القرى تشارك الأمهات في الأعمال الزراعية والرعي وجميع متطلبات الأسرة وهي أعمال تزداد بالممارسة اليومية بينما تكاد تنعدم هذه الأعباء إن لم تكن كليا فهي بنسب متفاوتة بعد أن عمَّت المدنيَّة وحياة الترف كافة المدن والقرى وأصبحت الخادمات يقمن بها مع توفر تقنيات فنية تختزل الوقت وتوفر الجهد ومع هذا يبقى الدور الأساسي لأمهاتنا نظير كل الجهود التي بذلت من قبلهن بكل عبارات التقدير والعرفان وفاء لهن بينما جيل الزوجات والأخوات ومن ثم جيل البنات فرضت عليهن حياتهن الراهنة العديد من المتغيرات في المنازل ومقر الأعمال الخاصة وفي مدارسهن في التعليم العام أو الجامعي أو كطالبات بالدراسات العليا وهي تجسيد لواقع الحياة المعاصرة من الصعوبة أن يَكُنَّ في معزل عن بعضها أو كلها فنظام الأسرة في منظومة المجتمع السعودي تتشابه في قيمها وعاداتها وتقاليدها ولها من الخصوصية ما يجعلها محل الفخر والاعتزاز وبالتالي ليست بحاجة إلى أفكار مستوردة بأية وسيلة كانت لأنها تمتلك إرادتها وقناعتها وتهيئة ظروفها مع المستجدات الحياتية بتوظيف معطيات العصر بما يتناسب مع كرامتها وتمسكها بشخصيتها الإسلامية المحافظة لأننا ببساطة مجتمع تربَّى على الوسطية والرقي الأخلاقي الذي ينبع من جذور المجتمع ذاته وما شجعني على طرح هذا الموضوع بالرغم من حساسيته واستغراب البعض " لعنوانه " فقد شاهدت برنامج " في أسبوع " عبر شاشة mbcظهر الجمعة الماضي تحدث عن فريق لكرة القدم من الفتيات السعوديات بمدينة جدة والفكرة لم تعد وليدة الساعة وإنما سبق هذا التقرير العديد من التقارير المماثلة عبر وسائل إعلامية مرئية ومقروءة تؤكد الحاجة لإقامة أندية رياضية نسائية تتوفر فيها معايير تحافظ على كبرياء المرأة وكرامتها بدلا من ممارستها لرياضة المشي فقط في الأماكن العامة والتعرض لبعض المضايقات ممن تنقصهم ثقافة الوعي فوجود مثل هذه الأندية تحت إشراف أكاديميات وتربويات ومتخصصات في التدريب للألعاب المختلفة التي تتناسب مع هذه الفئات العُمرية من الفتيات إضافة لسيدات المجتمع الراغبات في ممارسة الرياضة بما يضفي على مجتمعنا مزيدا من الحشمة والوقار والمحافظة على القيم والعادات الاجتماعية ولكي نضمن نجاح هذا المشروع الرياضي الوطني لابد من وجود بنية تحتية من صالات مغلقة مكيفة وأجهزة رياضية حديثة وجعل ممارسة هذه الرياضية النسائية جزءا من برامجنا اليومية و في متناول الجميع وتشجيعها على المستوى الرسمي وإبرازها إعلاميا عن طريق الثقافة الأسرية. [email protected]