هل عاد عداد التسوية إلى نقطة الصفر مع خطوة تترجمها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بزعامة اليمين الأكثر تطرفاً على أرض الواقع تصريحاً وفعلاً بالمطلق، الإجابة: نعم خاصة بعد أن أحبط بنيامين نتنياهو مهمة المبعوث الأميركي «الرئاسي» جورج ميتشيل بألاعيب عرقلة تقدمتها اشتراطات البند الأول فيها، جر الفلسطينيين وقبل كل شيء إلى الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية بكل ما في ذلك من معنى والتزام دولي بتحقيق ذلك وبالسرعة القصوى قبل أي بحث في مطلب إقامة دولة فلسطينية والشطر الأخير يكاد يكون البند الوحيد على جدول أعمال ميتشيل في كل مباحثاته في إسرائيل ومع ذلك أكد عليه ورغم علمه أنه ساقط من على أجندة حكومة نتنياهو حتى لو تم الاعتراف بيهودية إسرائيل لأن ما قفز فوقه نتنياهو يدلل على مسعاه لقطع كل طريق قد تنفذ منه الإدارة الأميركية وهو تزامن زيارة ميتشيل مع غارة جوية على قطاع غزة مع حملة لتكريس احتلال الجولان من خلال فيلم ترويجي يحمل عنوان:« سحر الجولان يسعى لإغواء مستوطنين جدد للاستيطان في الجولان المحتل» لتأكيد رفض نتنياهو ليبرمان الانسحاب وفق الشرعية الدولية. ماذا يعني الاعتراف بيهودية إسرائيل؟ يعني أولاً «ترانسفير» باعتراف دولي أي تهجير كل فلسطيني خارج حدود الدولة ورفض الحد الأدنى من التسويات وفق أنابوليس والاستمرار في سياسة الاستيطان والتهويد التي ستصبح شرعية بعد الاعتراف الدولي بيهودية إسرائيل وإسقاط حق العودة وأقصى ما يمكن تقديمه للفلسطينيين هو حلم ذاتي لكن بما يعطي لإسرائيل القدرة الكاملة على بسط سيطرتها الكاملة متى تشاء وأين تشاء وإحاطة الفلسطينيين بالمستوطنات والبؤر الأمنية فماذا بقي من رؤية لأميركا أوباما في تشديده على إقامة دولتين ؟ إلا إذا لم يستطع الخروج عن الرؤية الإسرائيلية فالعودة إلى العلاقة الخصوصية النادرة أحمد... أي التأكيد على ما تؤكده إسرائيل فقط وعندها يراد لنا وللعالم أن نلغي السمع والبصر، وأن نصدق كل ما نوعد به، وألا نستخدم عقلنا وإلا كيف لنا اعتماد مقاربة أكثر توازناً تجاه يهودية إسرائيل.. تقوم على هدم الجدران وإلغاء الصراع اليهودي وبناء الجسور. هل يعرف الذين يطالبون بتلك المقاربة أن إسرائيل دولة احتلال وأنها لتثبيت احتلالها تطالب بتسميتها دولة دينية بحتة وأنها تمارس الإرهاب المنظم وتتسلح بالنووي وغيره لتهدد ليس استقرار المنطقة فقط بل العالم كله إذا لم يعترف بيهوديتها.. هل نسي العالم حجم معاناة الشعب الفلسطيني وهل طلب العالم يوماً كشفاً بضحايا الاحتلال الذي يطمح ليصبح دولة محكومة بالعنصرية والعرقية والدين.. إسرائيل اليوم في أبهى تجلياتها العنصرية ومطالبها اليوم تؤكد ذلك ناهيك عن ممارساتها العنصرية المشهودة وعلى العالم تقع مسؤولية عدم مواكبتها ومطالبة العرب «بتنازلات متبادلة » فلم يبق شيء للتنازل وكفى تشويهاً للضحية وتسميناً للقاتل وكل خطوة أميركية أو غربية في غير هذا الاتجاه لن يعد انحيازاً بل شراكة وعن سبق إصرار وترصد... تشرين السورية